إيلاف من الرباط: فجّر خبر عفو الملك محمد السادس، الاثنين، بمناسبة عيد العرش لهذه السنة، على مجموعة من الأشخاص منهم المعتقلين ومنهم الموجودين في حالة سراح (إفراج)، المحكوم عليهم من طرف مختلف محاكم المملكة، وعددهم 2476 شخصا، ردود فعل مرحبة، من مختلف أطياف المجتمع المغربي، ذهبت إلى وصفه بالسار والمفرح، معتبرة أن المبادرة الملكية "إنسانية نبيلة"، أدخلت الفرحة إلى بيت "صاحبة الجلالة".

خبر مفرح
مما زاد في منسوب الارتياح المعبر عنه، وأعطى للعفو الملكي نكهة خاصة، أن من بين الأشخاص الذين طالهم العفو صحافيين ونشطاء، منهم توفيق بوعشرين وعمر الراضي وسليمان الريسوني ورضا الطاوجني ويوسف الحيرش، وذلك بعد قضائهم مدداً متباينة من العقوبات السالبة للحرية على ذمة أحكام في ملفات قضائية مختلفة. كما طال العفو أيضاً مجموعة من المدانين في حالة سراح (إفراج)، ويتعلق الأمر بـعماد استيتو وعفاف برناني والمعطي منجب، وهشام منصوري وعبد الصمد آيتعيش".

"خطوة إيجابية"، "مبادرة إنسانية نبيلة"، "خبر سار"، "عفو يدخل الفرحة إلى بيت "صاحبة الجلالة""، "خبر مفرح"، "يحيا الملك"، "عيد وطني كبير بطعم الحرية والبهجة" و"عفو ملكي يرتقي بالوطن إلى المستقبل"، هذه عينة من عبارات الارتياح التي غصت بها مواقع التواصل الاجتماعي دقائق بعد انتشار خبر العفو الملكي لهذه السنة.

شكراً جلالة الملك
كتب الصحفي محمد أحداد، على حسابه بـ"فيسبوك": "هذا خبر جميل للصحافة وللمؤمنين بها. عفو ملكي على الزملاء سليمان الريسوني، عمر الراضي، توفيق بوعشرين.. الذين جربوا المحاكم يعرفون هذا الشعور بالحرية. مبروك".

وكتب حسن نجمي، الشاعر والروائي والرئيس السابق لاتحاد كتاب المغرب: "هنيئا باستعادة الصحفيين توفيق بوعشرين، سليمان الريسوني، عمر الراضي .. وباقي الزملاء حرياتهم. عفو ملكي هذا اليوم، ليلة عيد العرش، يضع حدًّا لمحنةٍ استغرقت زمنًا مُرًّا. والبقية تأتي إن شاء الله".

وكتب الصحفي رضوان الرمضاني: "عفوٌ ملكي ... نبلٌ ملكي". بينما كتب الصحفي يونس دافقير: "الملك الإنسان النبيل يعفو عن 2476 سجين بينهم زملاء في المهنة. شكرا جلالة الملك". فيما كتب عمر الشرقاوي، أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط: "ملك الإنسانية، عفو ملكي نبيل على صحفيين وحقوقيين".

وكتب الصحفي شكري البكري: "الحس الإنساني لجلالة الملك يعيد الفرحة إلى عائلات توفيق بوعشرين وعمر الراضي وسليمان الريسوني، ورضا الطاوجني ويوسف الحيرش، إضافة إلى عماد استيتو وعفاف برناني والمعطي منجب، إلى جانب هشام منصوري وعبد الصمد آيت عيشة. الذكرى الفضية لعيد العرش تكتب بمداد من ذهب".

وكتب الصحفي نور الدين مفتاح، مدير نشر أسبوعية "الأيام": "هنيئا للزملاء توفيق وسليمان والراضي وغيرهم بهذا العفو الكريم الذي يعطي لهذه الذكرى الفضية طعم الانفراج وسامح الله كل من ساهم في التأزيم والقتل الرمزي. شكرا جلالة الملك".

وكتب الصحفي جمال اسطيفي: ""شكرا جلالة الملك".. هذا أقل ما يمكن قوله عن العفو الملكي الصادر على توفيق بوعشرين وسليمان الريسوني وعمر الراضي ومحمد رضا الطاوجني، وعفاف برناني ويوسف الحيرش وغيرهم. شكرا لأن مثل هذه الأخبار السارة تزرع الأمل في النفوس وتثلج الصدور، وتشحن البطاريات".

فيما كتب الصحفي مصطفى الفن: "ماذا أقول عن هذه الأخبار السارة التي تتحدث عن عفو ملكي على الصحافيين المعتقلين بمناسبة مرور ربع قرن من حكم محمد السادس؟ أتحدث هنا بالتحديد عن الزملاء توفيق بوعشرين وسليمان الريسوني وعمر الراضي ومحمد رضا الطاوجني .. حقيقة، أنا فرح جدا جدا بهذه الالتفاتة الملكية النبيلة والإنسانية .. وطبعا لا أملك سوى أن أقول للملك الصالح والمصلح: "شكرا جلالة الملك"".

ليس براءة
في غضون ذلك، قالت فاطمة الزهراء الشاوي، المحامية بهيئة الدار البيضاء ورئيسة المنظمة المغربية لمناهضة العنف ضد النساء ونائبة رئيسة الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق الضحايا، في تصريح لـ"إيلاف"، إنه "لا يمكننا إلا أن نثمن العفو الملكي، ولا يمكننا مناقشته، لأنه حق مكفول لصاحب الجلالة بمقتضى الدستور، ويهم من يرى جلالته أنه يستوفي الشروط المطلوبة لذلك".

وأضافت الشاوي: "لا يمكننا ونحن نناضل من أجل الحريات أن نناقش هذا الشطر من الدعوى العمومية، ونحن نثمنه لأن غرضنا كان عدم الإفلات من العقاب؛ وأنا نُبت في ملف (توفيق) بوعشرين عن ضحيتين. لا يمكن إلا نثمن هذه المبادرة الملكية،وهذا الحق الدستوري المخول لصاحب الجلالة لا يمكننا مناقشته".

واستدركت الشاوي، بالقول: "إلا أنني أؤكد أن العفو الملكي لا يعتبر براءة بالنسبة للمتهم. هو عفو ملكي يُثمن ويُحترم إلا أنه لا يسمو إلى البراءة. وهناك مطالِبات بالحق المدني، والظهير ( مرسوم ملكي) الذي ينظم العفو الملكي يقول بعدم إمكانية مس الحق الملكي بحقوق الآخر. ونحن لدينا حقوق ضحايا، وسوف نناضل من أجلها، ولن نسمح في حقوق الضحايا الذين ناضلنا من أجلهم،ودافعنا من أجلهم، وآمنا بقضيتهم".

وأضافت الشاوي: "سوف نواصل كمحامين وكجمعيات نضالنا من أجل جبر ضرر الضحايا، ومن أجل تحقيق مطالبهن المدنية،لأن العفو الملكي، بكل ما يحمل من احترام وتقدير، لا يمكنه أن يمس بحقوق الضحايا، والمطالب المدنية ما زالت قائمة لأن العفو لا يعتبر براءة".

وتمنت الشاوي "أن يكون الأشخاص الذين استفادوا من العفو في مستوى العطف الملكي، وأن يعطفوا كذلك على الضحايا من خلال من مطالبهن المدنية، لأن هذه المطالب هي بمثابة جبر للضرر؛ وجبر الضرر هو الذي يعيد إدماج الضحايا في المجتمع، لما له من وقع نفسي جد إيجابي عليهن، لاسيما وأنهن لا زلن يعانين".