قالت مصادر في الجيش السوداني لـبي بي سي نيوز إن رئيس مجلس السيادة في البلاد قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان نجا من محاولة اغتيال استهدفته بطائرة مسيرة، خلال مشاركته في تخريج ضباط في منطقة جبيت العسكرية في شرق السودان.
ونقل مراسل بي بي سي لشؤون السودان محمد محمد عثمان عن المصادر قولها إن مسيرات استهدفت حفل التخرّج الذي كان البرهان وعدد كبير من قادة الجيش يشاركون فيه.
وأكد الجيش السوداني أن المضادات الأرضية قد تصدّت اليوم لهجوم من مسيرتين. وقال في بيان إن الهجوم أسفر عن مقتل خمسة وأشخاص وإصابات طفيفة.
وأدكت مصادر عسكرية لـبي بي سي أن من بين الفتلى أفراداً من الحرس الشخصي للبرهان، وعدداً من الضباط المتخرجين حديثاً.
وكان الجيش السوداني قد نشر صوراً للبرهان أثناء مشاركته في تخريج دفعات من ضباط الكلية الحربية في منطقة جبيت العسكرية، في ولاية البحر الأحمر.
وهاجمت مسيرات عدة مواقع عسكرية ومدنية في المناطق التي يسيطر عليها الجيش خلال الأيام القليلة الماضية، وكان أحدث ما استهدفته مقرّ للمخابرات، في منطقة كوستي الواقعة في جنوب البلاد.
ولم تتبنَّ قوات الدعم السريع التي تحارب الجيش منذ أكثر من عام عملية الهجوم بالمسيرات، لكن هناك من يتهمها بالوقوف وراءها في ظل امتلاكها لطرازات من هذه المسيرات.
من هو عبد الفتاح البرهان؟
وُلد البرهان في عام 1960 في منطقة قندتو بولاية نهر النيل.
نشأ في أسرة دينية تتبع الطريقة الختمية، وهي إحدى الطرق الصوفية الكبرى في السودان، التي كان لها دور سياسي بارز ممثل بالحزب الاتحادي الديمقراطي، المنافس التقليدي لحزب الأمة.
التحق البرهان بالكلية الحربية السودانية في الثمانينات، حيث بدأ مسيرته العسكرية. تدرج في الرتب حتى وصل إلى رتبة فريق أول.
عُرف بأنه عسكري منضبط، تدرج في مختلف المراتب العسكرية منذ أن خدم في الجيش السوداني ضابطاً في سلاح المشاة، حتى أصبح قائداً للقوات البرية.
ولعب البرهان دوراً في الكثير من الأحداث العسكرية الكبرى في المنطقة، وشارك في حرب دارفور، وكذلك المعارك التي سبقت انفصال جنوب السودان عن شماله.
وانتُدب البرهان في مصر والأردن لعدد من الدورات التدريبية. وكان يتنقل مؤخراً ما بين اليمن والإمارات العربية المتحدة.
كما تولى العديد من المناصب، من بينها ملحقاً عسكرياً في الصين، وقائداً لقوات حرس الحدود، ورئيس أركان عمليات القوات البرية، ثم رئيس أركان القوات البرية.
والبرهان لديه ثلاثة أبناء، ولدان وبنت، درس أكبرهم في جامعة الخرطوم.
في فبراير/شباط 2019، أعلن الرئيس السابق عمر البشير عن تعديلات في قيادات الجيش، شملت ترقية البرهان من رتبة فريق ركن إلى فريق أول، وتوليه منصب المفتش العام للقوات المسلحة.
في 11 أبريل/نيسان 2019، تصدّر البرهان المشهد السياسي في السودان بعد الإطاحة بالبشير الذي حكم البلاد لمدة 30 عاماً.
تولى البرهان رئاسة المجلس العسكري الانتقالي بعد استقالة الفريق أول وزير الدفاع عوض بن عوف تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية، بعد يوم واحد فقط من توليه رئاسة المجلس. قاد البرهان المجلس خلال فترة انتقالية صعبة ومضطربة تميزت بالاحتجاجات والمطالب الشعبية الملحة.
في أغسطس/آب 2019، تم التوصل إلى اتفاق تاريخي بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، أسفر عن تشكيل مجلس سيادي مكون من أعضاء عسكريين ومدنيين.
كان الهدف من هذا المجلس هو قيادة السودان نحو مرحلة انتقالية تمتد لثلاث سنوات تنتهي بإجراء انتخابات ديمقراطية. تولى البرهان رئاسة مجلس السيادة، الذي يُعد السلطة العليا في البلاد، وأشرف على تنفيذ بنود الاتفاق ومراحل الانتقال السياسي.
في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، حلّ البرهان حلمجلس السيادة والحكومة الانتقالية برئاسة عبد الله حمدوك، معلناً حالة الطوارئ في البلاد. جاءت هذه الخطوة بعد ساعات من اعتقال عدد من الوزراء والمسؤولين المدنيين في السودان، من بينهم حمدوك.
برر البرهان هذه الخطوة بأنها تهدف إلى "تصحيح مسار الثورة"، وتعهد بإجراء انتخابات حرة ونزيهة في يوليو/تموز 2023.
حالياً، يقود البرهان القوات الحكومية في الصراع ضد قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.
وبرزت التوترات بين البرهان وحميدتي بشأن دمج قوات الدعم السريع في الجيش الوطني وقضايا أخرى تتعلق بالسلطة والنفوذ.
وفي أبريل/ نيسان 2023، تصاعدت التوترات إلى مواجهات مفتوحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى نشوب حرب أهلية.
يوصف البرهان من قبل عدد من زملائه بأنه "شخص يتسم بالاعتدال وظل عسكرياً ملتزماً بعيداً عن الانتماء إلى أي تنظيم سياسي".
تشير التقارير إلى أن البرهان أشرف على مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن ضمن التحالف بقيادة السعودية، بالتنسيق مع قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي، قبل اندلاع النزاع المسلح بين الطرفين.
- بي بي سي تكشف تضرّر مستشفيات الفاشر الرئيسية ومنظمة أطباء بلا حدود تصف الوضع بـ"الكارثي"
- ما هي الأهمية الاستراتيجية لولاية سنار السودانية؟
- "أمام السودان خياران: الحوار السياسي أو الانهيار الشامل"– الشرق الأوسط
- روايات مأساوية لسودانيين فقدوا ذويهم في رحلة غير شرعية لمصر
- السودان: هل يبدو المشهد متناقضا بين مؤتمرات السلام وحدة المعارك على الأرض؟
- من ينقذ النساء السودانيات مما يتعرضن له من عنف جنسي في الحرب؟
- "حميدتي" تاجر الإبل الذي أصبح في صدارة المشهد السياسي السوداني
- حمدوك في بلا قيود: نحن على استعداد للقاء أي طرف إلا المؤتمر الوطني
- مطالبات بنشر قوة لحماية المدنيين عقب مقتل وإصابة عشرات الأشخاص في قصف على مدينة الفاشر
التعليقات