إيلاف من لندن: في ظل كثرة السيناريوهات المطروحة لعملية اغتيال إسماعيل هنية في طهران، يبحث مجلس شورى الحركة والموزع في عدد من المناطق بالعالم بينها غزة، مسألة تعيين خليفة لإسماعيل هنية مؤقتا إلى حين انتخاب رئيسا للمكتب السياسي ليمثل الحركة.

وقالت مصادر من الحركة ان هناك اربعة اسماء مطروحة لخلافة اسماعيل هنية والذي تنافس مع خالد مشعل في الانتخابات الاخيرة وفاز.

الأسماء المطروحة
الاسم الأول هو خالد مشعل ممثل حماس في الخارج، وهو مقيم في الدوحة ومحسوب على محور تركيا وليس محور إيران. وعارض بشدة التحالف مع إيران وحرس الثورة الإيراني وهو لم يحضر مراسم الجنازة في طهران وقد رفض دعوة لذلك من الرئيس الإيراني.

الاسم الثاني المطروح بقوة هو زاهر جبارين، الذي استبدل صالح العاروري في ادارة شؤون حماس في الضفة الغربية. وهو محسوب على المحور الإيراني إلا ان الحركة لم تكن راضية عن عمله مع الضفة الغربية خاصة وانه لم يستطع اشعال الضفة وإحراج الجيش الاسرائيلي وتنفيذ عمليات نوعية اسنادا لجبهة غزة منذ أكثر من تسعة أشهر.

الاسم الثالث هو يحيى السنوار قائد حماس غزة، إلا ان انشغاله بالحرب واختباءه في الانفاق وعدم قدرته الخروج من غزة يحول دون انتخابه لانه مطارد ومطلوب دوليا واسرائيليا وانتخابه سيجعل الحركة في ركود تام نظرا لعدم قدرته بسبب ظروف الحرب على التواصل مع اقطاب الحركة والعالم الخارجي.

الاسم الرابع والمفاجئ بعض الشيء هو خليل الحية الذي رافق اسماعيل هنية في دربه منذ فترة طويلة ويدير معه المفاوضات للتبادل والتهدئة ومع مقتل هنية أصبح الرجل الذي يدير الأمور في طهران ويكفي مشاهدة الصور عندما قدم ابناء إسماعيل هنية للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي خلال مراسم التشييع في طهران، وتشير المعطيات إلى ان الحية هو المفضل ايرانيا لقيادة حماس في المرحلة القادمة وهو يقيم حاليا في الدوحة مع تحرك مستمر نحو مصر وتركيا.

التخلص من المحور الإيراني
من المهم ذكره ان هناك اصوات تعلو في حماس للتخلص من المحور الإيراني بسبب اغتيال هنية في طهران. وهناك من يوجه أصابع الاتهام لحرس الصورة الإيراني بالتواطؤ مع اسرائيل لاغتيال هنية في أكثر الاماكن سرية وحراسة في طهران.

حاليا، يقول مسؤول في حماس الدوحة ان النية تتجه لتعيين خالد مشعل رئيسا مؤقتا للحركة إلى حين اتضاح الرؤية العامة للحركة وامكانيات الخروج من غزة واعادة ترتيب البيت الحمساوي. وبعدها يتم انتخاب الرئيس رسميا لأربع سنوات لاعادة بناء حماس بعد عملية السابع من اكتوبر، والتي جعلت اسرائيل تدمر قطاع غزة معقل حماس السياسي والعسكري وإلحاق الضرر الكبير بالحركة ومؤسساتها واغتيال قادة سياسيين إلى جانب العسكريين منهم اعضاء بارزين في مجلس الشورى والمكتب السياسي لحماس امثال روحي مشتهى وسامح السراج وجميلة الشنطي واخرين.

ويقول المسؤول الحمساوي من الدوحة ان حماس الآن على مفترق طرق مصيري في قطاع غزة من جهة، حيث يتم دراسة امكانية خروج القادة المتبقين هناك في إطار صفقة تبادل وتهدئة. ومن ناحية ثانية يتم الاعداد لاعادة ترتيب المكتب السياسي في الخارج حيث ان الدوحة حاليا تبقى البيت الوحيد للحركة مع احتمال ترجيح كفة محور إيران والانتقال إلى سوريا او اليمن.