إيلاف من تل أبيب: جرت العادة أن يوزع الفلسطينيون الحلوى احتفالاً ببعض العمليات التي تنال من جنود الجيش الإسرائيلي، و انتقلت هذه العادة إلى الإسرائليين الذين احتفلوا باغتيال إسماعيل هنية بتوزيع الحلوى.

وللوهلة الأولى يبدو الأمر لا يستحق النقاش أو الجدل، حيث أن الأمور تبدو محسومة وواضحة للغالبية من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، حيث الاحتفال يكون له ما يبرره حينما تنال من عدوك، فلا مجال هنا للحديث عن فكرة أن الاحتفال بالقتل أمر لا يليق بالإنسانية.

آرييلا كوهين كتبت عن هذه القضية في صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" فأثارت جدلاً كبيراً، ودفعت قطاع كبير لإعادة التفكير في الأمر، وهو الصدى الذي ظهر من خلال انتشار مقالها عبر منصات السوشيال ميديا، واتضح من خلال التفاعل الكبير معه بالموافقة والرفض.

فماذا جاء في مقال آرييلا كوهين ؟

كوهين كتبت "أشعر بالفضول حول عملية التفكير التي كانت وراء توزيع الحلوى عند سماع أنه تم القضاء على إسماعيل هنية، لقد فوجئت برؤية القصص الإخبارية المحلية حول هذا الموضوع، يبدو من المعقول أن نبتهج لنجاح عملية تصفيته، ولكن كلما فكرت فيه أكثر، كلما شعرت بأنه خطأ، من المفترض أن اليهود يقلدون الله، ولا يقلدون الإرهابيين، لماذا نفعل شيئًا لا يفعله إلا الإرهابيون؟ فنحن نرى ذلك من جانب حماس، وهي عادة لديهم، حيث يقومون بتوزيع الحلوى عندما يقتلون اليهود ،هل نريد حقا أن نتبنى نفس الأسلوب؟"

وتابعت :"ظاهريًا، فإن توزيع اليهود الحلوى احتفالًا بمقتل إرهابي هو تمامًا نفس ما يفعلونه بتوزيع الحلوى بعد مقتل يهودي، لا ينبغي لنا أن نرغب في أن يكون لدينا أي شيء مشترك مع الأشخاص الذين يريدون موتنا".

وطرحت كوهين فرضية جدلية للغاية، وكتبت :"كثيرا ما أفكر في حقيقة أنهم ربما يشعرون تجاهنا بنفس الطريقة التي نشعر بها تجاههم، وبغض النظر عن سبب شعورهم بهذه الطريقة، فإننا بالنسبة لهم أشخاص حقيرون يعيشون في أرضهم ويريدون قتلهم، وهي حالة متبادلة إلى حد كبير".

وأكملت :"في رأيي الشخصي، كان توزيع الحلوى بعد مقتل إسماعيل هنية جريمة كبرى، أستطيع أن أتفهم الرغبة اليائسة والحاجة للاحتفال بالانتصارات، خاصة وأن هناك الكثير من الخسائر، ولكن افعل ذلك بطريقة أخرى، إن توزيع الحلوى عندما يُقتل الناس هو أمر لا يفعله إلا الإرهابيون، و نحن افضل من ذلك، اليهود لا يريدون أن يقتلوا الناس، نحن نقتل فقط الأشخاص الذين يريدون قتلنا، لكن هذا ليس شيئًا نقوم به من أجل المتعة، نحن نحتفل بالحياة، و ليس الموت، وما نقوم به من قتل شر ضروري لضمان مستقبلنا، وهذا في الواقع يلخص عبارة الشر لا بد منه".