صرح الجيش الروسي بأنه "يواصل صد" توغل أوكراني عبر الحدود في منطقة كورسك الغربية، وهو هجوم مفاجئ مستمر لليوم الرابع على التوالي.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن أوكرانيا خسرت أكثر من 280 من جنودها في الـ 24 ساعة الماضية، وهو ادعاء لم يتم التحقق منه بشكل مستقل.
وتشير التقارير إلى أن القوات الأوكرانية تتحرك على بعد أكثر من 10 كيلومترات (ستة أميال) داخل روسيا، وهو أعمق تقدم عبر الحدود تقوم به كييف منذ أن شنت موسكو غزواً واسع النطاق في فبراير/شباط 2022.
ولم تعترف أوكرانيا بشكل علني بهذا التوغل، لكن الرئيس فولوديمير زيلينسكي قال يوم الخميس إن على موسكو أن "تشعر" بتبعات غزوها.
يقول جيمس ووترهاوس، مراسل بي بي سي في أوكرانيا، في الحلقة الأحدث من برنامج "Ukrainecast- أوكرانيا كاست" من كييف: "يمكننا القول بكل تأكيد أن هذه العملية من تنفيذ أوكرانيا". ويشير إلى أن الهجوم يمثل "لحظة بالغة الأهمية في هذا الغزو الشامل".
ويتابع جيمس أن المسلحين الروس المؤيدين لأوكرانيا نفذوا في السابق هجمات أصغر، "لكن هذا [الهجوم] ينطوي على قوة نظامية بأعداد كبيرة مع مركبات مدرعة بالإضافة إلى الغارات الجوية المصاحبة".
- لماذا الأسابيع القليلة المقبلة "مهمة" على صعيد القتال بين روسيا وأوكرانيا؟
- هل أصبحت فاغنر تحت السيطرة الكاملة للدولة الروسية بعد عام من التمرد؟
هجوم روسي على مركز تسوق
وأعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية أن 14 شخصاً لقوا حتفهم وأصيب ما لا يقل عن 43 آخرين في هجوم روسي على مركز تسوق في بلدة كوستيانتينيفكا الأوكرانية، القريبة من جبهة القتال في منطقة دونيتسك.
وتعرضت مبانٍ سكنية ومحلات وأكثر من عشر سيارات لأضرار جراء الهجوم.
وجاءت أنباء الهجوم بعد ساعات من إعلان الجيش الأوكراني عن استهدافه مطاراً عسكرياً اخل روسيا، ودمر الهجوم مستودعاً يحتوي على مئات القنابل الانزلاقية.
يشار إلى أن استهداف قاعدة ليبيتسك الجوية، التي تقع على بعد أكثر من 350 كيلومتراً (217 ميلاً) من الحدود الأوكرانية، هو نوع العملية التي كانت كييف تسعى لتنفيذها منذ فترة طويلة.
وتعتبر هذه القنابل من الأدوات التي استخدمتها روسيا بشكل متكرر في ترويع المدن والمواقع العسكرية الأوكرانية طوال فترة الغزو. وذكر بيان الجيش أن المطار معروف بكونه مقرا لطائرات سو-34، سو-35، وميغ-31 الحربية الروسية.
وأفادت السلطات الإقليمية في ليبيتسك بأن حالة الطوارئ فُرضت في المنطقة، مؤكدة حدوث انفجارات في "منشأة بنية تحتية للطاقة". ويجري الآن إجلاء سكان أربع قرى مجاورة.
وفي بيان صدر يوم الثلاثاء، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها صدت "محاولة من جانب القوات المسلحة الأوكرانية لغزو أراضي الاتحاد الروسي".
وقالت إن روسيا استخدمت الطيران والمدفعية، وتمكنت من قمع "محاولات الغارات التي شنتها وحدات معادية".
وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء، أعلنت "حالة الطوارئ الفيدرالية" في منطقة كورسك - وهي الخطوة التي تؤكد مدى خطورة الوضع الحالي.
وقالت روسيا إن ما يصل إلى ألف جندي أوكراني، بدعم من الدبابات والمركبات المدرعة، دخلوا منطقة كورسك صباح الثلاثاء.
وعلى الرغم من نشر قوات الاحتياط والأوامر بالإخلاء، لم تتمكن روسيا من إبطاء زخم التقدم الأوكراني. وهذا أكثر من الهجمات الاستقصائية التي شهدناها في الماضي.
ويعتقد أن مئات الجنود بمركبات مدرعة تمكنوا من الوصول إلى مسافة 10 كيلومترات داخل الأراضي الروسية.
ويمثل الهجوم التزاماً صريحاً "صدم" الجيش الروسي والكرملين، إذ كانت موسكو تتحكم في ديناميكيات الحرب طوال الـ 18 شهراً الماضية. بينما يتعين عليها الآن احتواء هذا الهجوم وكذلك مواجهة الانتقادات الداخلية لعدم قدرتها على منعه في المقام الأول.
وعلى الرغم من المخاوف الغربية القديمة من التصعيد، فإن الإجماع بين حلفاء أوكرانيا هو أن هذه العملية تندرج ضمن "حقها في الدفاع عن نفسها".
وبينما لم يشر الرئيس زيلينسكي مباشرة إلى الهجوم، قال في خطاب مصور في وقت متأخر من يوم الخميس: "لقد جلبت روسيا الحرب إلى أرضنا ويجب أن تشعر بما فعلته".
التعليقات