إيلاف من لندن: عثرت إسرائيل على جثث ستة رهائن كانوا محتجزين لدى حركة حماس، حاملة معها قصصًا إنسانية مؤلمة لأرواح كانت يومًا ما تنبض بالحياة.
هؤلاء الضحايا، الذين كانوا يستمتعون بمهرجان موسيقي في السابع من أكتوبر، انقلبت حياتهم فجأة ليجدوا أنفسهم أسرى في ظلمة الأنفاق، حيث عاشوا أيامهم الأخيرة.
لقد ماتوا مرتين: الأولى عندما سُلبت حريتهم، والثانية عندما عُثر على جثثهم بلا حياة.
أعداد الضحايا الفلسطينيين والإسرائيليين تتصاعد، فهجوم 7 أكتوبر الذي شنّته حركة "حماس" على مواقع عسكرية ومستوطنات، أودى بحياة 1200 إسرائيلي وادى إلى احتجاز ما لا يقل عن 240 آخرين، لا يزال معظمهم في القطاع. في المقابل، تسبب الرد الإسرائيلي بحرب شاملة على قطاع غزة بمقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء.

في هذا التقرير، تسلط إيلاف الضوء على تفاصيل مؤثرة من حياة الرهائن الست القتلى الذين عثر عليهم الجيش الإسرائيلي ليل أمس، والذين لم يكونوا مجرد أرقام في قائمة ضحايا النزاع، بل كانوا أشخاصًا بأسماء وأحلام وحياة تعانقت مع حب الحياة ومأساة فقدانها.


هيرش غولدبرغ-بولين، 23 عامًا
هيرش غولدبرغ-بولين، ابن مدينة بيركلي بولاية كاليفورنيا، كان شابًا مليئًا بالحيوية والأمل. في هجوم السابع من أكتوبر، فقد هيرش جزءًا من ذراعه اليسرى إثر انفجار قنبلة يدوية. لاحقًا، أظهره مقطع فيديو أصدرته حماس في نيسان (أبريل) بدون يده، ما أثار موجة من الاحتجاجات في إسرائيل، تطالب الحكومة ببذل المزيد من الجهود لتأمين حريته وحرية الرهائن الآخرين.
أصبح والداه، وهما مهاجران أميركيان مولودان في إسرائيل، من أبرز أصوات العائلات التي تطالب بإطلاق سراح الرهائن، حتى أنهما التقيا بالرئيس الأميركي جو بايدن والبابا فرانسيس وألقيا خطابًا في الأمم المتحدة. وفي 21 آب (أغسطس)، خاطبا جمهورًا صامتًا في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي بعد تصفيق حار وهتافات تناشد "أعيدوه إلى الوطن".


إيدن يروشالمي، 24 عامًا
إيدن يروشالمي، الشابة المولودة في تل أبيب، كانت تعشق قضاء أيام الصيف على الشاطئ وتدرس لتصبح مدربة بيلاتيس.
في مهرجان "ترايب أوف نوفا" الموسيقي، حيث كانت تعمل كنادلة، بدأت المأساة حين أطلقت حماس أولى الصواريخ. أرسلت إيدن مقطع فيديو لعائلتها تقول فيه إنها ستغادر الحفل، وبعد ذلك، اتصلت بالشرطة وظلت على اتصال مع شقيقاتها لمدة أربع ساعات. كانت آخر كلماتها لهم: "لقد أمسكوا بي".

كرمل غات، 40 عامًا
كرمل غات، معالجة مهنية من تل أبيب، كانت شخصية محبوبة وعاشقة للسفر وحفلات الروك، خاصة فرقة راديوهيد.
كانت تعيش مع والديها في كيبوتس بئيري، الذي كان من أكثر المناطق تضررًا في هجوم 7 أكتوبر. عندما اقتحم المسلحون منزلهم، اختطفوها وقُتل والداها في الهجوم. حسبما ذكرت الرهائن الذين تم إطلاق سراحهم في تشرين الثاني (نوفمبر)، علّمت كرمل الأسرى تمارين التأمل واليوغا لمساعدتهم على الصمود.


ألكسندر لوبانوف، 33 عامًا
ألكسندر لوبانوف كان زوجًا وأبًا لطفلين، أحدهما وُلد أثناء احتجازه في الأسر. اختطف من مهرجان نوفا الموسيقي، حيث كان يعمل مديرًا لحانة. وفقًا لشهود عيان، ساعد لوبانوف في إجلاء الناس من المهرجان، ولكن في النهاية تم اختطافه، بينما تمكن الآخرون من الفرار.

ألموج ساروسي، 27 عامًا
ألموج ساروسي، المعروف بحيويته وإيجابيته، كان يعشق التجول في إسرائيل بسيارته الجيب البيضاء مصطحبًا غيتاره. كان حاضرًا في المهرجان الموسيقي مع صديقته التي كانت تعيش معه منذ خمس سنوات، والتي قُتلت في الهجوم. رفض ساروسي تركها بعد أن أُصيبت، واختطف لاحقًا.

أوري دانينو، 25 عامًا
أوري دانينو، المولود في القدس، كان أكبر أشقائه الخمسة وكان يخطط لدراسة الهندسة الكهربائية. وُصف أوري بأنه طموح ويحب الناس، وكان معروفًا بحبه للطبيعة ومساعدته للآخرين.
في يوم الهجوم، اختطف من مهرجان نوفا أثناء محاولته العودة بالسيارة ومساعدة الآخرين على الهرب.
هذه القصص ليست مجرد حكايات، بل تجسد معاناة إنسانية عميقة في ظل نزاع لا يزال يلقي بظلاله القاتمة على حياة الكثيرين، سواء كانوا فلسطينيين أو إسرائيليين.