في تطور مفاجئ، تحولت أجهزة "البيجر" التي كانت تستخدم كوسيلة آمنة من قبل عناصر حزب الله إلى أدوات مميتة، مما أسفر عن موجة من الانفجارات في لبنان. ومع تصاعد الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، تساءل النشطاء عن هوية الجهة المسؤولة خلف هذه العملية، والتي قد تكون جزءاً من حرب سيبرانية خفية بين إسرائيل وحزب الله.


لا تزال ردود أفعال المغردين على مواقع التواصل الاجتماعي ولاسيما منصة إكس تتواصل على انفجارات أجهزة البيجر واللاسلكي التي كانت لدى بعض أعضاء حزب الله في لبنان، يومي الثلاثاء والأربعاء، ما أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى.

وتداول نشطاء آلاف التغريدات والمنشورات حول ما جرى، ومن بينهم الكاتب المصري عمار على حسن والذي قال عبر حسابه على منصة إكس إن حزب الله اليوم في أزمة لم تخطر على بال قادته، معتبراً أن يواجه أجهزة مخابرات دولية وإقليمية على حد تعبيره.

بينما علق الدبلوماسي اليمني السابق مصطفى النعمان، قائلاً "إن العالم العربي مخترق كلياً وتقنياً وثقافياً وأمنيا ًوأخلاقياً، محملاً ما وصفه بـ"الانشغال" و"التنافس حول بوصلة الارتهان" كما يقول.

كما نشر وغرد آلاف النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بكلمات تعبر عن "آمالهم في أن يعم السلام في لبنان"، وتصف "الوحدة" التي عكسها الشعب اللبناني.

ومن بين هؤلاء المطربة اللبنانية سيرين عبد النور، التي نشرت تغريدة قالت فيها: "الحزن مالي القلب والروح. الله يحمي لبنان والشعب اللبناني من كل حقد واستفزاز لبنان لا يردي الحرب بل السلام والأمان".

فيما قال حساب آخر باسم دكتور مصباح الهمداني: "السنة سارعوا للتبرع بالدم لإخوانهم الشيعة. صورة تؤلم العدو بعد بذله المليارات لإشعال الفتنة".

"مذبحة القلعة الإلكترونية"

وذهب بعض النشطاء إلى أبعد من ذلك، وتساءل بعضهم عن إمكانية حدوث حوادث متشابهة، داخل الدولة الواحدة بين الحاكم والمعارضين.

إذ قال الدكتور مأمون فندي مدير معهد لندن للدراسات الاستراتيجية العالمية في تغريدة عبر حسابه على موقع إكس : "بعد الهجوم الإسرائيلي الإلكتروني و تفجير البيجر الذي شهدته بيروت، يطل علينا سؤال جديد : هل يمكن للحاكم ان يفجر معارضيه جميعا وفي وقت متزامن من خلال تفخيخ تليفوناتهم؟"، ورآلى فندي أن "المذابح الإلكترونية لن تكون معارك بين دول كما حدث في لبنان، بل داخل الدولة الواحدة".

وألقى حزب الله باللوم على إسرائيل ، متهماً إياها بالوقوف وراء الهجمات، لكن المسؤولون الإسرائيليون يرفضون التعليق حتى الآن.

ورغم أن إسرائيل لم تعلق رسمياً على الهجمات، إلا أن صحيفة هآرتس الإسرائيلية نقلت عن مسؤولين في الاستخبارات الإسرائيلية أن "الحكومة الإسرائيلية لم تتلاعب بالأجهزة المنفجرة، بل صنعتها كجزء من خدعة متقنة".

وتنقل الصحيفة أيضاً عن صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن أجهزة الاتصالات المتفجرة لحزب الله جاءت من شركة تعد واجهة إسرائيلية.

وفي هذا السياق، عبر مغردون عن تعجبهم من الاختراق الأمني الكبير الذي أدى إلى الانفجارات.

إذ قال حساب على منصة "أكس" باسم إلستر: "إسرائيل خلال ثواني استطاعت تحييد عناصر فرقة عسكرية كاملة من حزب الله، دون أن تعبر شبراً إلى الأراضي اللبنانية".

بينما قال حساب آخر باسم قناة حسان الرقمية:" الكيان اخترق أجهزة اتصال في لبنان وفجرها....هل سنتوقف عن استهلاك الأجهزة الرقمية الغربية"، معتبراً أن "الغرب لا دين له" على حد قوله.

"غزوة البيجر المباركة"

وفي غضون ذلك، علق إسرائيليون على التفجيرات، واصفين إياها ب"غزوة البيجر المباركة"

فبعيد الإعلان عن الموجة الثانية من الانفجارات التي وقعت، الأربعاء، علق الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين، قائلاً: "موجة جديدة من انفجارات غزوة البيجر المباركة في لبنان".

أما الدكتور مائير مصري، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية بالقدس، فقد تعجب من إصابة السفير الإيراني في الموجة الأولى من التفجيرات التي وقعت، الثلاثاء.

إذ قال مصري: "لقد أُصيب اليوم السفير الإيراني في لبنان، مجتبى أماني، جراء انفجار جهاز "البيجر" – بناءً على تصريح أدلت به زوجته للإعلام المحلي. والسؤال هنا: لماذا يتواصل سفير دولة أجنبية مع ألاف اللبنانيين من أبناء طائفة بعينها ومن خلال منظومة اتصالات موازية غير خاضعة لرقابة الأجهزة السيادية؟"

بينما علقت الباحثة الإسرائيلية ، عيديت بار على التفجيرات، قائلة: "إصابة عشرات من عناصر حزب الله بجروح نتيجة انفجار أجهزة اتصال "بيجر" كانوا يحملونها. الإرهاب لا يطعم العسل".

وفور حدوث الانفجار الأول، يوم الثلاثاء، قال موقع أكسيوس الأمريكي إن مساعداً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نشر تغريدة على إكس، تويتر سابقاً، ثم حذفها، تلمح إلى مسؤولية إسرائيل عن العملية، قبل أن يحذر مكتب نتنياهو وزراء الحكومة من التحدث علناً عن الوضع في الوقت الحالي.