قُتل ستة أشخاص وأصيب سبعة عشر آخرون على الأقل، العديد منهم في حالة خطيرة، في عملية هجومية بإطلاق النار والطعن في مدينة يافا الساحلية، الواقعة ضمن بلدية تل أبيب مساء الثلاثاء.

وأعلن عن وفاة الضحية السابعة بعد ساعات قليلة من الهجوم، بحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية.

وقالت الشرطة الإسرائيلية إن الهجوم وقع بالقرب من محطة القطار الخفيف في شارع "أورشليم" في مدينة يافا، فيما وصفته صحف إسرائيلية بأنه "من أعنف الهجمات" في السنوات الأخيرة.

وأفاد المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، دين إلسدوني، بأن التقارير الأولية تشير إلى أن مهاجمين اثنين وصلا إلى موقع الحادث، "حيث قفزا إلى قطار خفيف. وفي القطار، أخذا في إطلاق النار على المدنيين".

وتقول وسائل إعلام إسرائيلية إن مهاجميْن يرتديان ملابس سوداء، شوهدا وهما يغادران قطاراً للركاب وفي يد أحدهما بندقية، حيث فتح النار على المارة، قبل أن يُستهدفا برصاص أحد المارة وأحد حراس الأمن.

وقال ضابط كبير في الشرطة إن كاميرات المراقبة تظهر أن المهاجميْن خرجا من مسجد قريب، وهاجما المارة في شارع أورشليم وقتلا اثنين، ثم صعد أحدهما على الأقل إلى عربة القطار الخفيف، وقتل أربعة ركاب قبل أن يغادر.

ووفقاً للشرطة، فقد تعرض المهاجميْن لإطلاق النار في الشارع.

وقال محمد، بائع الزهور الذي شهد الهجوم، "خرجت سيدة من القطار الخفيف وهي تصرخ. وبعد ذلك مباشرة شاهدتُ مصابين"، مضيفًا أنه كان "يوماً حزيناً وصعباً".

وقال بنيامين راتزون لوكالة رويترز للأنباء: "كان الناس على الأرض وطلبوا مني الانحناء.

وأضاف: "رأيت الإرهابي يواجهني. أراد أن يفعل شيئًا ووصلتْ قوات الأمن إلى مكان الحادث وركضوا نحوه".

وقال شاهد آخر لصحيفة جيروزاليم بوست إنهم أخطأوا في البداية معتقدين أن إطلاق النار كان ألعاباً نارية، قبل أن يدركوا "أنه كان شيئاً أسوأ بكثير".

وأضاف: "كانت هناك طلقات نارية كثيرة. سقطنا على الأرض والناس يبكون. ورأيت شخصاً ينزف على الأرض".

وقال صاحب متجر إنه سارع بإغلاق بوابة متجره عندما رأى "حشوداً من الناس يركضون ويصيحون: "هجوم إرهابي!".

زجاج مكسور في أعقاب الهجوم المسلح في يافا في 1 أكتوبر/تشرين الأول 2024
Reuters
زجاج مكسور في أعقاب الهجوم المسلح في يافا في 1 أكتوبر/تشرين الأول 2024

وأظهرت لقطات نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي جثثاً بلا حراك متناثرة في الشارع.

وقالت الشرطة الإسرائيلية إن منفذي الهجوم من سكان المناطق الفلسطينية، قُتل أحدهما، فيما يرقد الآخر في المستشفى في حالة خطرة.

وأفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" بالتعرف على هوية منفذيْ العملية، قائلة إنهما شابان يدعيان محمد خلف ساهر رجب وحسن محمد حسن تميمي، وكلاهما فلسطينيان من سكان مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة.

وقال قائد منطقة تل أبيب حاييم سرغروف إن الشرطة استبعدت وجود مهاجمين إضافيين بعد أن أجرت قوات كبيرة من الشرطة والجيش الإسرائيلي، عمليات تفتيش واسعة النطاق في المنطقة.

وقالت خدمة الإسعاف التابعة لجمعية نجمة داود الحمراء إن المسعفين قدموا خدماتهم في الموقع لعدد من الجرحى بدرجات متفاوتة من الإصابات، بما في ذلك بعض من فقدوا الوعي.

رجال الإسعاف في موقع الحادث
Reuters

وزار المفوض العام للشرطة الإسرائيلية دانييل ليفي موقع الحادث، وقال للصحفيين إن الشرطة "تتعامل مع حادث خطير".

وأضاف أن الشرطة لم تكن لديها معلومات استخباراتية مسبقة عن الهجوم.

وقد قامت قوات كبيرة من الشرطة ووحدة مكافحة الإرهاب التابعة للجيش الإسرائيلي، بعمليات تفتيش في المنطقة، وداهموا المسجد الذي خرج منه المهاجمون. وجرى اعتقال العديد من الأفراد الموجودين فيه للاشتباه في تورطهم في الهجوم.

رجال الشرطة يتفقدون موقع الحادث
EPA

في أعقاب الهجوم، قال وزير المالية الإسرائيلي المتشدد بتسلئيل سموتريتش، إنه سيطالب في مجلس الوزراء بترحيل أفراد عائلات المشتبه بهم إلى غزة وهدم منازلهم.

وأضاف أنه سيوصي بأن يحدث ذلك "بدون محكمة العدل العليا وبدون بتسيلم"، في إشارة إلى المنظمة الحقوقية الإسرائيلية.

وأثنى وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير على تعامل السكان والسلطات الإسرائيلية، واصفاً الحادث بأنه "صعب للغاية".

وطالب بضرورة غلق المسجد الذي خرج منه المهاجميْن، قائلاً "إذا تبين أن للمسجد صلة، فإن الرسالة واضحة، يجب إغلاقه وهدمه".

ووقع الهجوم قبل نحو 40 دقيقة من دوي صفارات الإنذار في يافا بسبب وابل الصواريخ الذي أطلق من إيران.

ومع انطلاق صفارات الإنذار، احتمى العديد من ضباط الشرطة في ملاجئ المباني القريبة، ما أدى إلى تعليق عمليات التفتيش في المنطقة.

كما دخل مفوض الشرطة داني ليفي، الذي وصل إلى موقع الحادث، إلى مبنى، واستمر في قيادة القوات من الداخل إلى أن توقفت صفارات الإنذار.

وكتبت الشرطة منشوراً على إكس أوضحت فيه أنها قامت بتمشيط المنطقة بحثًا عن تهديدات إضافية، بالتزامن مع الهجوم الصاروخي الإيراني.