إيلاف من لندن: قال مصدر قطري على اطلاع واسع لـ"إيلاف" إن مؤسسات أميركية أبدت انزعاجها من وجود حماس في قطر، ونقلت ذلك للقيادة القطرية. وأشار المصدر إلى أن قطر استقبلت الرسالة وأعلمت بها قيادات حماس في الدوحة، وطلبت منهم عدم ممارسة أنشطة في الفترة الحالية داخل قطر.
وقد أثار خبر نقلته وكالة رويترز مفاده أن قطر أعلنت انسحابها من دور الوساطة ردود فعل واسعة، وهو ما نفته وزارة الخارجية القطرية. لكن إثارة ذلك إعلاميًّا، يقول المسؤول واسع الاطلاع، يمكن أن يكون خطوة للضغط ومحاولة تحقيق تقدم في ملف المفاوضات، لأن حماس لم تبدِ أي مرونة مؤخرًا، وحماس غزة تشير، وفق تعليمات إيران، وليس الدوحة أو القاهرة.
وتفيد المعلومات بأن قادة حماس المتواجدين في الدوحة يعانون من إحباط كبير، يعتكفون في البيوت ولا يخرجون حتى لصلاة الجمعة كما كان معتادًا، ويبدون يأسًا تجاه ما يحدث ويخشون نقلهم إلى دولة ثالثة قد تكون آخر محطة لهم بسبب نية الاحتلال الإسرائيلي استهدافهم واغتيالهم.
وتشير المعلومات إلى أن اليمن ومناطق نفوذ الحوثي من الممكن أن تكون الملاذ الأخير لحماس بعد رفض دول عدة استقبالهم، لما يمكن أن يشكلوه من خطر على أمنها وعلاقاتها الدولية، علمًا أن حماس مصنفة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا، بشقيها السياسي والعسكري.
ما يمكن قوله، بحسب المصدر، هو أن قطر لن تُخرِج قيادات حماس ولن تغلق مكتبها في الوقت الراهن، لكن قد يتم تقييد أنشطته لفترة حتى تتضح الظروف السياسية على المدى القريب والمتوسط. أما بشأن خشية قطر من انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، فيقول المصدر إن من يقول ذلك لا يفهم العلاقات الأميركية القطرية، التي تتمتع بدرجة كبيرة من المتانة والتنسيق في جميع الملفات، عدا عن أن أوساطًا ديمقراطية، من خلال حملة موجهة من لوبيات ضغط أميركية ذات شق سياسي وآخر إعلامي، تُعقد المشهد.
فالشق السياسي، بحسب المسؤول، يتم بدعم وإدارة من الحزب الديمقراطي على عكس المتوقع، وبشكل مباشر، بهدف تعقيد المشهد المتأزم أصلاً، فيما يخص حرب غزة ولبنان، أمام إدارة ترامب التي ستستلم مهامها فعليًّا في كانون الثاني (يناير) 2025.
وقد أكد المصدر واسع الاطلاع أن الأهم هو أن قطر أعلنت مرارًا أن استضافة مكتب حماس كان بطلب من الولايات المتحدة، وبالتالي من الممكن سياسيًّا أن يتم إغلاقه في حال انتهت الحاجة إليه أميركيًّا، الأمر الذي لم تتوفر ظروفه حتى الآن. بل إن إدارة ترامب لا تزال بحاجة إلى وجود حماس في قطر أكثر من السابق، ولكن في سياق مختلف عمّا مضى.
ومن المهم الإشارة إلى أن حماس لم توظف وجودها في قطر لتحقيق مكاسب فعلية للقضية الفلسطينية بشكل عام، ولإيقاف حرب غزة بشكل خاص".