في الساعات الأولى من صباح يوم السبت، استهدفت جماعة أنصار الله الحوثية منطقة في تل أبيب بصاروخ باليستي فرط صوتي من طراز "فلسطين 2"، وأكدت الجماعة في بيان لها أن "الهجوم يمثل استهدافًا لهدف عسكري إسرائيلي".
وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع في بيانٍ متلفز إن قوات الصواريخ التابعة للجماعة استهدفت "بنجاح" منشأة عسكرية إسرائيلية، في محاولة أخرى لشن هجوم بعيد المدى ضد إسرائيل.
وأضاف سريع في بيانه الذي نقلته وكالة رويترز أن الصاروخ "أصاب هدفه بدقة وفشلت الأنظمة الدفاعية والاعتراضية في التصدي له".
يأتي هذا الإعلان بعد يومين من القصف الإسرائيلي على الموانئ والبنية التحتية للطاقة التابعة للحوثيين في اليمن، على بعد أكثر من 1500 كيلومتر جنوب إسرائيل، والذي خلّف تسعة قتلى، بحسب الحوثيين.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه "فشل في اعتراض صاروخ من اليمن في وقت مبكر من يوم السبت" سقط في منطقة تل أبيب- يافا، وقالت خدمة الإسعاف إن 16 شخصاً أصيبوا بجروح طفيفة، بالإضافة إلى أضرار ماديّة.
وبيّنت الخدمة في بيانها إن "الفرق قدمت الرعاية الطبية لـ 16 فرداً أصيبوا بجروح طفيفة بسبب شظايا الزجاج من النوافذ المحطمة في المباني المجاورة نتيجة تأثير الضربة".
"كنت في المنزل وسمعت انفجاراً قوياً. ذهبت على الفور إلى مكان الحادث ورأيت أضراراً كبيرة ناجمة عن الانفجار في المباني المجاورة"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسعف إسرائيلي.
ويعد هذا الهجوم الحوثي على هدف عسكري هو الثاني من نوعه في غضون أيام، رغم تحذير أصدره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للحوثيين قبل أيام أعلن فيه أن "من يضرب إسرائيل سيدفع ثمناً باهظاً".
وتعهد المتحدث باسم جماعة الحوثيين السبت استمرار العمليات "حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار عن قطاع غزة".
مفاوضات غزة "في الاتجاه الصحيح"
أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن إسرائيل تشترط في إطار مفاوضات صفقة التبادل "عدم الإفراج عن كبار السجناء الفلسطينيين إلى الضفة الغربية المحتلة، بل نقلهم إلى الخارج".
ونقلت الهيئة عن مسؤول إسرائيلي تأكيده حدوث تقدم في المحادثات، مشيرًا إلى أنها "تسير في الاتجاه الصحيح".
ورغم التفاؤل الحذر الذي يحيط بهذه المفاوضات، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الوسيط الأمريكي غادر الدوحة عائداً إلى الولايات المتحدة بعد يوم واحد فقط من المباحثات.
وأكد مصدر من الوفد الأمريكي أن العقبات الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق تشمل عدد الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم في المرحلة الأولى، إضافة إلى هوية السجناء الفلسطينيين المشمولين بالإفراج.
كما لا تزال هناك قضايا عالقة بين الطرفين، أبرزها؛ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، وعودة النازحين إلى شمال القطاع، وإدارة المعابر، ومستقبل الحكم في غزة بعد الاتفاق.
وفي السياق ذاته، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن بعض عائلات الرهائن الإسرائيليين تلقوا مؤشرات حول إمكانية التوصل إلى اتفاق أولي مع حركة حماس خلال الأيام العشرة المقبلة.
وأضافت القناة، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن قائمة السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى قد "جرى الانتهاء من إعدادها".
حماس تنفذ "أول عملية انتحارية" منذ بداية الحرب
أفادت وكالة رويترز السبت إن الغارات الجوية الإسرائيلية قتلت 25 فلسطينياً على الأقل في قطاع غزة يوم الجمعة، بما في ذلك ثمانية على الأقل في شقة في مخيم النصيرات للاجئين وما لا يقل عن 10، بينهم سبعة أطفال، في بلدة جباليا، بحسب ما نقلت عن مسعفين فلسطينيين.
وأوردت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن طائرات إسرائيلية قصفت منزلاً في جباليا النزلة، شمال قطاع غزة، ما أدى لمقتل 10 فلسطينيين بينهم 7 أطفال، وإصابة آخرين.
ونسفت قوات إسرائيلية، السبت، عدة مبان سكنية في رفح، جنوب قطاع غزة، بالتزامن مع إطلاق نار من مروحيات، بحسب ما أفادت وفا.
وفي إحصائية غير نهائية لضحايا الحرب في قطاع غزة، بحسب أرقام وزارة الصحة الفلسطينية، فإن عدد القتلى بلغ 45.206، أغلبيتهم من النساء والأطفال، فيما وصلت الإصابات إلى 107.512، "لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم"، وفق الوزارة.
وفي إطار التطورات الميدانية، أعلن مصدر قيادي في كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، الجمعة، تنفيذ "أول عملية انتحارية منذ بداية الحرب" وصفها بعملية أمنية "معقدة" بمخيم جباليا فجر خلالها أحد عناصرها نفسه في قوة اسرائيلية.
وقال المصدر القيادي في كتائب القسام لقناة الأقصى "العملية أوقعت أفراد القوة الإسرائيلية بين قتيل وجريح".
"كل طرق غزة تؤدي إلى الموت"
أكدت لويز ووتريدج، مسؤولة الطوارئ في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أن أكثر من مليوني شخص لا يزالون محاصرين في غزة ضمن ظروف مأساوية، محرومين من الاحتياجات الأساسية وسط تدهور الأوضاع.
وقالت ووتريدج: "السكان لا يستطيعون الهروب، ويبدو أن كل طريق يؤدي إلى الموت"، في إشارة إلى تفاقم المعاناة الإنسانية في المنطقة.
من جانبها، دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) المجتمع الدولي إلى تحمل المسؤولية الجماعية لإنهاء معاناة الأطفال في غزة، حيث تُعد الحرب "حرباً على الأطفال"، والذين يتحملون أكبر وطأة من "الانتهاكات الوحشية" لحقوقهم، وفق المنظمة.
وأشارت روزاليا بولين، مسؤولة الاتصالات في المنظمة، إلى أن أكثر من 14.500 طفل قتلوا في الحرب، فيما لا يزال العديد منهم يعانون من الإصابات والدمار.
وفي ظل حلول فصل الشتاء، يعاني الأطفال من البرد القارس وهم حفاة الأقدام، فيما لا يزال الكثير منهم يرتدون ملابس الصيف، وفق بولين.
وقالت اليونيسيف إن الأطفال يبحثون بين الأنقاض عن قطع بلاستيكية ليحرقوها للتدفئة، وسط انتشار الأمراض في ظل نقص الخدمات الصحية وهجمات مستمرة على المستشفيات.
من جانب آخر، أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن الوضع الإنساني يزداد صعوبة مع تدهور الأحوال الجوية، حيث أن الوكالة تواجه صعوبة في توفير المساعدات الأساسية، مع وجود إمدادات غذائية في الخارج تنتظر دخول القطاع منذ ستة أشهر، مما يجبر العاملين في المجال الإنساني على اتخاذ قرارات صعبة بين توفير الغذاء أو المأوى للسكان المحاصرين.
التعليقات