إيلاف من القدس: ما الذي يأمل الحوثيون تحقيقه من هجومهم على إسرائيل؟ سؤال اجابته أثمرت تحليلاً في الصحافة الإسرائيلية، حيث أكد هذا التحليل أن
الحوثي يهاجم بشدة، وهم على استعداد لمواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل، بل ومواجهة دول أخرى.
لقد صعد الحوثيون بدعم من إيران هجماتهم على إسرائيل الشهر الماضي، بعد أن نفذوا أربع هجمات بالصواريخ الباليستية على مدى عشرة أيام. ويبدو الآن أن الهجمات تتزايد إلى حد حدوثها كل ليلة، مما أجبر الملايين على اللجوء إلى الملاجئ. وتعهد القادة والمسؤولون بالرد، لكن إسرائيل نفذت حتى الآن ثلاث جولات فقط من الضربات.
قد يزعم البعض أن هذه الهجمات تشكل مصدر إزعاج أكثر من كونها تهديداً كبيراً. إن إطلاق صاروخ باليستي واحد يومياً أو أسبوعياً من شأنه أن يروع المدنيين ويدفعهم إلى اللجوء إلى الملاجئ ــ ولكنه ليس وسيلة للانتصار في الحرب.
ولكن الصدمة التي تعرضت لها إسرائيل نتيجة شعورها بعدم الحماية خلال حرب الخليج عندما أطلق صدام حسين صواريخ سكود أدت إلى اكتساب إسرائيل الخبرة الحالية في مجال الدفاع الجوي: فقد تعاونت إسرائيل مع الولايات المتحدة لتطوير نظامي "حيتس" و"مقلاع داود"، ثم قامت في وقت لاحق ببناء القبة الحديدية.
هل يدركون أن صواريخهم يتم اعتراضها؟
إن الحوثيين يدركون أن صواريخهم من المرجح أن يتم اعتراضها، ولكنهم قد يعتقدون أنهم يستطيعون محاولة تمرير بعض الهجمات عبر الدفاعات الجوية الإسرائيلية. وقد زعموا في الماضي استخدام صواريخ "أسرع من الصوت". من الناحية الفنية، فإن الصاروخ "أسرع من الصوت" يسافر ببساطة أكثر من خمسة أضعاف سرعة الصوت.
ولكن بالنسبة للصواريخ الباليستية، فإن هذا ليس إنجازا جديدا، لأنها في مرحلتها النهائية ــ عندما تتجه نحو الهدف بسرعة هائلة، قد تصل إلى سرعات عالية للغاية. ولكن الأسلحة "الأسرع من الصوت" غالبا ما يتم الترويج لها من حيث القدرة على المناورة، وهذا يعني أن الرأس الحربي قادر على المناورة في نهاية رحلته، وهو ما يجعل اعتراضها أمرا صعبا لأنها لا تتبع مسار طيران بسيطا يمكن التنبؤ به.
أرض الاختبار لطهران
ومن المحتمل أن يسعى الحوثيون إلى استخدام تكنولوجيا جديدة، ربما بتوجيه ونصيحة من إيران . وعلى هذا النحو، فإنهم يعملون كأرض اختبار لطهران.
وقد لعب الحوثيون هذا الدور في الماضي باستخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ أثناء الحرب الأهلية في اليمن، من المرجح أن طائرة شاهد 136، التي صدرتها إيران إلى روسيا، تم تصديرها أولاً إلى اليمن.
وبالتالي، فإن تزايد هجمات الحوثيين هو محاولة لاستغلال تحول الاهتمام من لبنان إلى جبهات أخرى، من أجل تجربة تهديدات جديدة.
ولكن لماذا لم يفعلوا ذلك قبل 6 أشهر؟ ولماذا الآن؟ تأتي هذه الهجمات بعد أن أوقف حزب الله إطلاق النار بموجب وقف إطلاق النار في تشرين الثاني (نوفمبر)، وفي الوقت الذي ضعفت فيه قدرات حماس على إطلاق الصواريخ؛ يبدو أن الميليشيات المدعومة من إيران في العراق توقف هجماتها على إسرائيل أيضًا.
وهذا يجعل الحوثيين بمثابة "الرجل الأخير الصامد"، في محاولة واضحة للاستفزاز وإظهار قدرتهم على تحمل العبء.
أهداف الحوثي
- الهدف الأول والرئيسي للحوثيين هو اختبار صواريخهم.
- الهدف الثاني هو اختبار الصواريخ ضد إسرائيل من قبل داعميهم الإيرانيين ــ لأن إيران لا تريد مهاجمة إسرائيل بشكل مباشر، على الأقل ليس الآن.
- ثالثاً، يريد الحوثيون أن يظهروا أنهم قادرون على تولي زمام الأمور من حزب الله باعتباره الشريك الرئيسي الجديد في المحور الإيراني.
- رابعاً، من المرجح أن يرغب الحوثيون في استفزاز إسرائيل، وهو ما قد يساعدهم في اكتساب الشعبية في الداخل.
الحوثي يتباهى ويتغطرس
لذا، يتباهى الحوثيون ويهددون، بعد أن أرسلوا سلسلة من التحذيرات إلى الولايات المتحدة واسرائيل في الأيام الأخيرة. وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أمس أن "عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله في اليمن قال إنه لن يكون هناك خط أحمر أمام اليمنيين أو جماعة المقاومة في استهداف المصالح الأمريكية في المنطقة إذا غزت الولايات المتحدة الدولة العربية".
كما زعم الحوثيون أنهم أحبطوا مؤامرة أميركية و"صهيونية" – وهم يهاجمون بشدة، ويقولون إنهم على استعداد لمواجهة الولايات المتحدة وإسرائي.
واختتم التحليل الإسرائيلي :" إنهم يشعرون بالغطرسة بعد عام وشهرين من الهجمات على إسرائيل وطرق الشحن الدولية، على أمل وضع أنفسهم كزعيم إقليمي في السنوات القادمة، وليس من الواضح ما إذا كانت أي دولة سوف توافق على قبول هذا، ولكن القدرة على منع الشحن في أحد ممرات الشحن الرئيسية في العالم تمنح الحوثي النفوذ والقوة".
======
مترجم من صحيفة "جيروزاليم بوست" jpost.com
التعليقات