إيلاف من واشنطن: لم يعقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أي اجتماعات أو مناقشات أو يستكشف أيا من الجوانب العملية أو القانونية وراء اقتراحه بتولي "ملكية" غزة ونقل مليوني نسمة من سكانها قبل الإعلان عن ذلك في مؤتمر صحفي هذا الأسبوع، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".

وقد طرح ترامب مؤخرا مرارا وتكرارا فكرة أن تستقبل مصر والأردن بعض اللاجئين من غزة أثناء إعادة بناء القطاع – وهي الفكرة التي رفضتها القاهرة وعمان بشدة.

ولكن يوم الثلاثاء ذهب الرئيس الأميركي الجديد إلى أبعد من ذلك خلال الإدلاء ببيان لوسائل الإعلام في البيت الأبيض إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، عندما اقترح أن الولايات المتحدة ستتولى قطاع غزة، ونقل سكان القطاع إلى بلدان أخرى.

لم يتم "التخطيط للخطة"
ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز"، قبل الإعلان، لم تقم إدارة ترامب حتى بالتخطيط الأساسي لفحص إمكانية تنفيذ مثل هذا الاقتراح والمستوى المحتمل لانخراط الولايات المتحدة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين لم تكشف عن أسمائهم، أنه لم تكن هناك اجتماعات مع البنتاغون أو وزارة الخارجية لمناقشة مثل هذه الخطة، فضلا عن عدم وجود تقديرات لأعداد القوات المطلوبة، أو تقديرات التكلفة، أو حتى مخطط لكيفية عملها.

وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إن ترأمب لم يذكر قط مشاركة القوات الأميركية في غزة قبل إعلانه يوم الثلاثاء. وقال مستشارون آخرون للصحيفة إنهم يتوقعون أن تتلاشى فكرة ملكية غزة بهدوء عندما يصبح من الواضح للسيد ترامب أنها غير قابلة للتطبيق.

وعندما سُئل في المؤتمر الصحفي يوم الثلاثاء عن السلطة التي من شأنها أن تمكن الولايات المتحدة من السيطرة على أرض أجنبية، قال ترامب فقط إن هذا ليس قرارا اتخذ باستخف، وأن كل من تحدثت إليهم يحبون فكرة امتلاك الولايات المتحدة لتلك القطعة من الأرض.

نتانياهو: تدمير حماس ليس مسؤولية ترامب
وخلال مقابلة أجرتها معه قناة فوكس نيوز، قال نتانياهو: "لا أعتقد أن ترامب تحدث عن إرسال قوات أميركية لإكمال مهمة تدمير حماس – هذا هو التزامنا، وهذه هي وظيفتنا ونحن ملتزمون بها تماما، لا أعتقد أيضا أنه قال إنه سيمول ذلك. لقد قال إن الدول المجاورة، الدول الغنية، ستفعل ذلك".

وبحسب تقرير نشر في موقع "زمان يسرائيل" العبري التابع لـ"تايمز أوف إسرائيل"، فإن الخطوط العريضة للخطة نشأت لدى جوزيف بيلزمان، وهو أستاذ في جامعة جورج واشنطن، الذي نشر مقالا في صيف 2024 بعنوان "خطة اقتصادية لإعادة بناء غزة".

يحدد الاقتراح خطة للدول والشخصيات الخارجية للاستثمار في إعادة بناء غزة بموجب عقد إيجار مدته 50 عاما، وبعد ذلك سيتم تناول مسألة منح السيادة للسكان. ووفقا للخطة، فإن التركيز الأساسي لإعادة الإعمار سيكون على قطاع السياحة، بما في ذلك بناء الفنادق على شاطئ البحر.

ترامب لـ"نتانياهو": غزة صفقة عقارية فندقية
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" يوم الثلاثاء أن ترامب أخبر نتانياهو في مكالمة هاتفية في أواخر صيف 2024 أن غزة قطعة عقارية رئيسية وأنها قد تكون موقعا مثاليا لبناء الفنادق.

وقال بيلزمان في بودكاست في آب (أغسطس) إن مقاله ذهب إلى مؤيدي ترامب، لأنهم كانوا أول من اهتم بها، وليس مؤيدي بايدن. وأضاف أن صهر ترامب، جاريد كوشنر، يريد استثمار أمواله فيها، ويسيل لعابهم للدخول.

إخلاء غزة.. هل يصبح حقيقة؟
وأضاف بيلزمان :"بموجب اقتراحي، سيتم إخلاء قطاع غزة بالكامل، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة يمكن أن تضغط على مصر لقبول اللاجئين من غزة، لأن مصر دولة مفلسة عليها ديون كبيرة للولايات المتحدة".

وقال كوشنر، الذي عمل مستشارا كبيرا في إدارة ترامب الأولى ولكنه ظل هذه المرة حتى الآن خلف الكواليس، في شباط (فبراير) 2024 إن العقارات الواقعة على الواجهة البحرية في غزة قد تكون ذات قيمة كبيرة.

تم انتقاد التصريحات على نطاق واسع في ذلك الوقت، حيث اقترح المشاهدون أن كوشنر يريد طرد الفلسطينيين وتطوير الأرض بشكل خاص. وقال كوشنر إنه عند الاستماع إلى التسجيل بالكامل، يُظهر أنه كان يشير فقط إلى إساءة استخدام حماس للموارد لبناء الأنفاق وبنى تحتية هجومية بدلا من تعزيز الاقتصاد السلمي.