إيلاف من أديس أبابا : قالت مصادر دبلوماسية إفريقية متطابقة في العاصمة الاثيوبية اديس أبابا ل"إيلاف" إن الجزائر بعد إخفاقها في الحصول على مقعد بمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، عادت إلى عاداتها القديمة من خلال اللعب بأوراق لا تمت للنسق الدبلوماسي بصلة من أجل كسب دعم دول إفريقية لها .

وأخفقت الجزائر الاربعاء الماضي خلال أشغال الدورة العادية الـ46 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، في الحصول على الأغلبية المطلوبة، للظفر بمقعد داخل مجلس السلم والأمن الأفريقي،حيث لم يحظَ ترشيحها بدعم العديد من الدول الأفريقية .

وكانت الجزائر قدمت ترشيحها لاستعادة المقعد الذي يشغله المغرب منذ ثلاث سنوات داخل مجلس السلم والأمن الأفريقي.

ورغم التعبئة القوية التي قامت بها الجزائر لشغل هذا المنصب،إلا أنها مُنيت بفشل ذريع.

وعد فشل الجزائر في تحقيق مرادها المتمثل في العودة إلى مجلس السلم والأمن ضربة لدبلوماسيتها وطموحاتها المثيرة للجدل ، ذلك أنها لم تتوفق في كسب ثقة دول عدة،ولم تحصل على العدد المطلوب من الأصوات،حيث امتنعت عدة دول أفريقية عن دعم ترشيحها،جراء نزاعاتها الكثيرة مع عدد من الدول المجاورة لها .

وجرت عملية التصويت بشكل سري ، الأمر الذي جعل من الصعب معرفة الدول التي لم تمنح الجزائر ثقتها .

ونتيجة للرفض الإفريقي لترشح الجزائر لهذا المنصب المهم، سيتم تنظيم انتخابات جديدة قريبا.

وجاءت انتخابات اعضاء مجلس السلم والأمن في إطار القمة العادية الثامنة والثلاثين للاتحاد الإفريقي، المقررة يومي 15 و16 فبراير الجاري في أديس أبابا.

وترى المصادر ذاتها أن الجزائر بعد فشلها في تأمين مقعد داخل مجلس السلم والأمن ، ونظرا لمخاوفها من انتكاسة جديدة، بدأت في استعمال أساليب مغايرة لاقناع الدول بأطروحاتها وكسب دعمهم.

وأوضحت المصادر ذاتها أنه بدلًا من تعزيز التعاون الأفريقي والشراكات الرابحة للطرفين، تواصل الجزائر الترويج لمنطق كسب رهاناتها بأي ثمن،الأمر الذي يجر المنظمة الإفريقية إلى الاسفل،من خلال استغلالها لخدمة طموحاتها الهيمنية، وتقويض شرعية انتخاب أساسي يهدف إلى إصلاح هيكل المنظمة .

وكان لافتا أن الجزائر التي لا تمتلك أجندات وأفكارا دبلوماسية واقتصادية واضحة المعالم تناسب التوجه الإفريقي الحديث لاسيما في سياق دولي مضطرب،وجدت ضالتها في ممارسات لا تمت للدبلوماسية بصلة .

يذكر أنه منذ عودة المغرب إلى الاتحاد الافريقي في عام 2017 ، سعت أفريقيا إلى تبني أفكار المملكة المغربية لإحداث تحولات هيكلية في أجهزة الاتحاد الإفريقي بما يتناسب والمتغيرات العالمية الجارية، والتي تشهد على تصاعد حدة النزاعات الدولية،التي طالما ألقت بظلالها على القارة السمراء .

تجدر الإشارة إلى أن المغرب، استطاع منذ عودته إلى الاتحاد الإفريقي ، ترؤس العديد من الهيئات الإفريقية؛ أبرزها مجلس السلم والأمن الإفريقي،واضعا الحد للهيمنة الجزائرية الطويلة،التي ابعدت المنظمة الافريقية عن أهدافها المتوقعة لخدمة الأمن القاري، وجعلتها قريبة من أجندات دعم أطروحة الانفصال في صحراء المغرب.