أحمد عبدالعزيز من موسكو: أعلنت وزارة دفاع أوسيتيا الجنوبية أن 200 عسكري جورجي بقيادة إيراقلي أكرواشفيلي وزير داخلية جورجيا تمكنوا من عبور الحدود الإدارية ودخلوا إلى الأراضي الأوسيتية. ونقلت وكالة أنباء (إنترفاكس) الروسية أن الرئيس الأوسيتي إدوارد كوكويتي توجه مع قادة أجهزة القوة إلى المنطقة التي يتواجد فيها العسكريون الجورجيون.
تأتي هذه الخطوة عقب فشل اجتماع لجنة الرقابة المشتركة الذي دار على مدى يومين كاملين في موسكو، وانتهى اليوم، في التوصل إلى تسوية لتخفيف حدة التوتر في منطقة النزاع الجورجي-الأوسيتي. وشارك في الاجتماع مندوبون عن روسيا وجورجيا وأوسيتيا الجنوبية (أعلنت استقلالها عن جورجيا من طرف واحد عام 192) وأوسيتيا الشمالية (إحدى جمهوريات روسيا الاتحادية ذات الحكم الذاتي).
من جهة أخرى أعلنت وزارة الدفاع الأوسيتية أن العسكريين الجورجيين يتركزون في الوقت الراهن في المناطق التي يقطنها سكان أوسيتيون، ومن ضمنها منطقة (كارزمان). وأشارت إلى أن المعلومات المتوفرة تفيد بأن العدد الإجمالي للجنود الجورجيين المتمركزين حاليا على الحدود الإدارية حوالي 600 جندي، تمكن منهم 200 فقط من الدخول إلى الأراضي الأوسيتية.
وأفادت وكالة أنباء (إنترفاكس) على لسان مصدر من وزارة الداخلية الأوسيتية بوقوع إطلاق نار من جهة الجانب الجورجي على نقاط الحراسة التي تضم جنود أوسيتيا الجنوبية التابعين لقوات حفظ السلام في منطقة النزاع. وأشارت إلى أن إطلاق النار بدأ في الساعات الأولى من صباح اليوم، ولم تقع إي إصابات إلى الآن.
على صعيد آخر ناشد الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي، الذي يقوم بزيارة لبريطانيا، الدول الغرب الضغط على روسيا بشأن تسوية النزاع الجورجي-الأوسيتي الجنوبي. وقال ساكاشفيلي أن "الأزمة المتفاقمة في أوسيتيا الجنوبية يمكن أن تسوى خلال ستة أشهر في حالة إذا ما تمكن الغرب من الضغط على روسيا". وأضاف بأن العلاقات المتينة بين جورجيا والغرب عموما، ومع حلف الناتو على وجه التحديد، دفعت روسيا إلى تصعيد التوتر في أوسيتيا الجنوبية، مؤكدا في الوقت نفسه على أن روسيا لا تملك أي مصالح استراتيجية في هذه المنطقة.
وكشف ساكاشفيلي عن مفاوضات سرية بين موسكو وواشنطن بشأن الأزمة الجورجية-الأوسيتية، مشيرا إلى أن "كلا من وزير الخارجية الأمريكي كولن باول ومستشارة الرئيس بوش للأمن القومي كوندوليزا رايس تمكنا من تهدئة الأوضاع بعد حديثهما مع القيادة الروسية". وأضاف بأنه "على الرغم من إن بريطانيا لا يجب أن تتدخل في هذه الأزمة، إلا إن الوضع يستدعي ميكانيزم متعدد الأطراف".
وكان وزير الخارجية البريطاني جيك سترو قد ألمح، أثناء لقائه بساكاشفيلي، بأن لندن ترى ضرورة تسوية الأزمة الجورجية-الأوسيتية بالطرق السلمية، وهو الأمر الذي يتوافق مع وجهة النظر الروسية. وعقب تصريحات سترو، أعلن الرئيس الجورجي بأنه يعول على النظرة البراجماتية من جانب القيادة الروسية في حل النزاع حول أوسيتيا الجنوبية. ودعا قوات حفظ السلام في منطقة النزاع إلى الالتزام بمهامهم. وأشار إلى أن لديه معلومات "بوجود جهات معينة تقوم بإمداد السكان الأوسيتيين المحليين بالأسلحة"، محذرا في الوقت نفسه من أن جورجيا لديها الإمكانيات الكافية لحماية مواطنيها، إضافة إلى المساعدات التي يمكن أن يقدمها المجتمع الدولي في هذا الصدد.
- آخر تحديث :
التعليقات