بوش: ملتزمون تجاه "خارطة الطريق"
إسرائيل تضرب أهدافا فلسطينية والداخلية تندد بصواريخ الجهاد


سمية درويش من غزة، واشنطن: وجهت مروحيات اسرائيلية ضربات صاروخية جديدة في الساعات الاولى من صباح اليوم - قالت إسرائيل انها استهدفت مبان يستخدمها نشطاء فلسطينيون ردا على هجمات صاروخية على الدولة اليهودية - في أعقاب إعلان الرئيس الاميركي جورج بوش امس ان بلاده "ملتزمة كليا تجاه خارطة الطريق"، خطة السلام بين اسرائيل والفلسطينيين التي ترعاها الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وروسيا.

وشن الطيران الحربي الإسرائيلي عدة غارات جوية على مناطق متفرقة في قطاع غزة فجر اليوم (الثلاثاء)، وقصفت مروحيات من نوع أباتشي أميركية الصنع أهدافا فلسطينية مما خلق حالة من الخوف في صفوف المواطنين لاسيما الأطفال والنساء منهم. وحسب المصادر الأمنية الفلسطينية، فان المروحيات الإسرائيلية شنت غارات جوية على جمعية الإحسان الخيرية المحسوبة على حركة الجهاد الإسلامي في حي الشبورة في رفح جنوب القطاع، كما قصفت مقرا لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) الواقع في بيت حانون شمال قطاع غزة بعدة صواريخ.

وذكرت مصادر طبية فلسطينية ان عجوزا فلسطينية تدعى آمنة جمعة أصيبت بالقصف الاسرائيلي على رفح، الذي ألحق دمارا واسعا في الجمعية الخيرية، كما أتى على مقر حركة فتح بشكل واضح.

وقال مسعفون فلسطينيون ان امرأة وابنتيها اصبن بجروح ناتجة عن شظايا عندما أصاب صاروخ اسرائيلي مبنى في بلدة رفح بجنوب قطاع غزة توجد به هيئة خيرية مؤيدة للجهاد الاسلامي. وقال شهود ان صاروخا ثانيا ألحق اضرارا بمبنى في شمال غزة مملوك لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال الجيش الاسرائيلي انه استهدف مبان يستخدمها نشطاء الجهاد الاسلامي وكتائب شهداء الاقصى التابعة لفتح.

وقالت متحدثة باسم الجيش ان الضربات الصاروخية جاءت ردا على اطلاق نشطاء فلسطينيين في شمال قطاع غزة وابلا من الصواريخ على اسرائيل انتقاما لمقتل لؤي السعدي القيادي بالجهاد الاسلامي. وقالت اسرائيل بعد الصواريخ التي اطلقت عليها يوم الاثنين والتي كانت الاولى في شهر انها سترد على اي هجوم مماثل. وقال عباس ان قتل السعدي قوض الجهود الرامية للحفاظ على التهدئة بمقتضى الاتفاق الذي تم التوصل اليه في مارس اذار.

وكانت إسرائيل قد صعدت من عدوانها على الفلسطينيين في قطاع غزة حيث شنت عدة غارات جوية حقيقية ووهمية في أجواء القطاع، عقب إطلاق سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، قذائف صاروخيه تجاه بلدة سديروت اليهودية والواقعة جنوب الخط الأخضر.

من جهتها أعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني الفلسطيني أن عمليات إطلاق الصواريخ من شمال القطاع تنعكس سلبا على العلاقات الداخلية لأبناء الشعب الفلسطيني. وشدد توفيق أبو خوصة الناطق الإعلامي للداخلية في تصريحات نسبتها له وكالة الأنباء الفلسطينية، على أن هذا الخروج الواضح والسافر عما تم الاتفاق عليه فلسطينيا هو مرفوض، موضحا أن أي مبرر لدى حركة الجهاد الإسلامي لهذا العمل هو غير مقبول على المواطن الفلسطيني العادي حيث أن تعليقات المواطنين الفلسطينيين في الشارع تندد بهذه العمليات.

يشار إلى ان الأوضاع العسكرية قد تفجرت من جديد بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية عقب اغتيال القوات الإسرائيلية قائد عام سرايا القدس في الضفة الغربية لؤي السعدي. ويهدد تصعيد العنف بانهيار هدنة مضى عليها ثمانية أشهر.

بوش: ملتزمون تجاه "خارطة الطريق"
في المقابل، أعلن بوش امس التزام بلاده "كليا تجاه خارطة الطريق". وقال في مقابلة مع محطة العربية التلفزيونية الفضائية ان "الولايات المتحدة ملتزمة كليا تجاه خارطة الطريق". وردا على سؤال حول التصريحات التي ادلى بها الاسبوع الماضي خلال زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لواشنطن حيث بدا مشككا بتحقيق الهدف الذي حدده بنفسه في العام 2009 لاقامة دولة فلسطينية مستقلة، قال بوش انه "يحب" قيام مثل هذه الدولة خلال ولايته التي ستنتهي في كانون الثاني(يناير) 2009. واضاف "قلت اني احب ان يحصل هذا الامر قبل ان انهي ولايتي الرئاسية. وسوف نشجع" للوصول الى هذا الهدف. واضاف "كوندي رايس وانا نتكلم عن هذا الامر كل الوقت وكم نحب ان نرى ديموقراطية فلسطينية تصبح دولة" في اشارة الى وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس. واوضح "هذا الامر سيكون انجازا كبيرا لجميع الذين يعملون من اجله. وانا ايضا اعلنت عن تاريخ محدد وسوف اعمل جاهدا من اجل هذا التاريخ". وقال ايضا "من جهة اخرى، لا نريد من رئيس اميركي ان يأخذ قرارا عن اناس اخرين على اساس روزنامته السياسية، هذا ما اردت ان اقوله بالواقع". واضاف "لا اعتقد ان هذا الامر سيكون عادلا".

واوضح "هذا الامر يصبح عملية كما تعلمون، خطوتان الى الامام وخطوة الى الوراء ثم خطوتين الى الامام. والولايات المتحدة ملتزمة كليا تجاه خارطة الطريق ونحن ملتزمون كليا على تقديم المساعدة من اجل تقدم الاشياء ونحن ملتزمون كليا على الارض على الصعيد العملي".

وكان بوش رفض الاسبوع الماضي التعهد باقامة دولة فلسطينية قبل نهاية ولايته في كانون الثاني/يناير 2009 بعد لقائه عباس. وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك في ختام لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس "اعتقد ان وجود دولتين ديموقراطيتين تعيشان جنبا الى جنب بسلام امر ممكن. لا استطيع ان اقول لكم متى سيحدث ذلك. انه في طريقه لان يتحقق".

ومنذ بدء الانتفاضة الفلسطينية في 2000 كثيرا ما استهدفت اسرائيل مبان في غزة تقول ان نشطاء فلسطينيين يستخدمونها أو يترددون عليها.