أكد الاتفاق مع الأميركيين على بدء الانسحاب العام المقبل
الجلبي : نرفض جعل العراق أرض صراع إيراني أميركي

أسامة مهدي من لندن : رفض

نائب رئيس الوزراء العراقي رئيس المؤتمر الوطني احمد الجلبي تحويل العراق الى ارض صراع بين الولايات المتحدة وايران ، مؤكدا انه اتفق في زيارته لواشنطن التي اختتمها اليوم مع المسؤولين الاميركيين على بدء انسحاب قواتهم من بلاده العام المقبل واعادة السيادة كاملة الى العراقيين ، مشيرا الى انه يرفض حضور مؤتمر الوفاق العراقي في القاهرة غدا لانه يعقد خارج الاراضي العراقية ، محذرا من مخاطر وجود معتقلات سرية اخرى وتكرار ممارسات النظام السابق ضد العراقيين .

وابلغ حيدر الموسوي الناطق الرسمي باسم الجلبي "ايلاف" اليوم ان المسؤول العراقي أعاد علاقاته مع صناع القرار الاميركي الى طبيعتها القوية واضاف انه بحث مع كبار المسؤولين في الادارة الاميركية القضايا التي تهم البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والوضع الامني وكذلك تطورات العملية السياسية في العراق. واشار الى انه خلال اجتماع الجلبي مع ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي وكونداليزا رايس وزيرة الخارجية ودونالد رامسفيلد وزير الدفاع وستيفن هادلي مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي وكذلك مع عدد كبير من اعضاء الكونغرس الاميركي الاتفاق على ان عام 2006 سيكون حاسما في مسألة عودة السيادة الكاملة الى العراق واعطاء دور فعال للقوات العسكرية والاجهزة الامنية العراقية واستلامها الملفات الامنية والعسكرية من القوات المتعددة الجنسية من اجل بدء انسحاب هذه القوات من الاراضي العراقية. واضاف ان بيل فريست زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ ورئيس اللجنة العسكرية فيه قد بيّن خلال اجتماع الجلبي به هذا الموقف واكد انه سيدفع لأن يكون عام 2006 بداية لتسليم الملف العسكري والامني للعراقيين وان يتم البدء بسحب القوات الاجنبية من العراق.
وقال ان الجلبي بحث ايضا مع المسؤولين الاميركيين الاخرين وبالاخص مع جون سنو وزير الخزانة مسألة استعادة العراق لامواله المنهوبة وكذلك تلك التي تم اهدارها خلال عهد النظام السابق وايضا المساعدات التي ستقدمها الدول المانحة لبرنامج اعادة اعمار العراق ومسألة الديون ومكافحة غسيل الاموال حيث اكد المسؤول العراقي سعي الحكومة العراقية الى اكمال المستلزمات القانونية اللازمة لانضمام العراق لمنظمة التجارة العالمية وان يكون العراق صاحب رصيد وسمعة حسنة في المحافل الدولية.

مقاطعة مؤتمر الوفاق
وفي تصريحات له في ختام زيارته لواشنطن التي استمرت ثمانية ايام اشار الجلبي الى ان تزامن الكشف عن تعذيب العراقيين في معتقل الجادرية في بغداد ليست له علاقة بموعد الانتخابات أو بزيارته إلى واشنطن أو بمؤتمر المصالحة العراقي في القاهرة ، واكد ادانته لاي عمليات تعذيب أو مخالفة لحقوق الإنسان تجري في العراق وقال انه كان حذر منه منذ أكثر من ثلاثة أشهر ودعا الى إخراج المعتقلين منه لكنه عبر عن الاسف لانه "لم تكن هناك استجابة لتحذيراته". واشار في تصريحات لراديو سوا الى وجود معتقلات وسجون أخرى "مثلا هناك سجن في الكوت يجب أن يجري التحقيق في وضعه ومعتقلات في المدائن يجب إجراء التحقيق في وضعها ومناطق أخرى من العراق .. يجب ألا نسكت عن أي مخالفة لحقوق الإنسان .. هذا ليس كلاما فقط بل اتخذنا إجراءات وأرسلنا لجنة للتحقيق في سجن الكوت وللأسف بعد أن قامت بعمل جيد تم تعطيل عملها".
وعما اذا كان وجوده في واشنطن مرتبط مع تفجير الموضوع الآن في بغداد لاعتبارات سياسية وانتخابية قال الجلبي " جئت إلى واشنطن للتحدث حول قضايا تتعلق بمستقبل العراق وبحث معالجة الوضع الأمني والاقتصادي وكذلك الالتزام بحقوق الإنسان العراقي. وحول اسباب عدم مشاركته في مؤتمر الوفاق العراقي بالقاهرة غدا اوضح إن المكان الطبيعي لعقد اجتماع مثل هذا هي بغداد أو في أي منطقة عراقية أخرى وليس خارج العراق ، وقال " أنا أصر على أن تكون الأطراف العراقية هي من يختار ممثلها ، خاصة أن هناك جمعية وطنية منتخبة من الشعب ويجب أن نلتزم بهذا .. ومع ذلك لا أعارض أبدا الحوار والمصالحة بين الأطراف العراقية بل يجب أن ندعمه ونشارك فيه".

لا رسائل حملت بين واشنطن وطهران
وعما اذا بحث جدولة انسحاب القوات متعددة الجنسية من العراق مع المسؤولين الاميركيين اشار الجلبي الى انه عقد اجتماعات في مجلس الشيوخ الأميركي وبحث مع اعضائه موضوع القوات الأميركية في العراق وقال "أريد أن أؤكد أولا أن ما جاء في قرار مجلس الشيوخ ببدء الانسحاب العام المقبل هو أمر كنا نسعى إليه ونطالب به منذ فترة أن يكون العام المقبلة هو موعد انتقال السيادة الكاملة للعراقيين" .. وشدد على انه لا بد من إنهاء الوجود الأميركي في العراق بالإضافة إلى ما اتفقنا عليه مع الإدارة بأن أميركا لن تترك العراق وحده يواجه المخاطر ويواجه الحرب ضد الإرهاب ونحن نعمل معهم لمكافحته. واكد ان الولايات المتحدة "ستقوم بدعمنا وتأييدنا حتى نصل إلى نتيجة ايجابية فيما يتعلق بمستقبل العراق وأن نظل معا في حربنا ضد الإرهاب حتى ننتصر عليه".
وعما اذا كان حمل رسالة من طهران التي زارها قبل ايام الى واشنطن قال الجلبي انه لا يحمل أي رسالة من إيران إلى الولايات المتحدة ولا يحمل ردا عليها واضاف" إن العلاقات بين العراق وإيران موضوع شائك ومهم لأنه يتعلق بالوضع الأمني في العراق ولإيران أطول حدود مع العراق ونريد علاقات طيبة وطبيعية معها. ويجب أن تكون علاقاتنا مع إيران شفافة ومبنية على احترام السيادة للطرفين مع عدم التدخل في الشؤون الداخلية". واوضح انه ابلغ الاميركان ذلك وقاله أيضا للإيرانيين وشدد على ان العراق له علاقة طيبة مع الأميركيين والرئيس الاميركي جورج بوش ساعد الشعب العراقي على تحرير نفسه من صدام وشدد بالقول "علاقتنا إستراتيجية مع أميركا ونرفض أن يكون العراق أرضا للصراع بين إيران والولايات المتحدة الأميركية".

المؤتمر الوطني يدعو لتفتيش المعتقلات
دعا المؤتمر الوطني العراقي الى تشكيل لجنة للاشراف على السجون والمعتقلات للحد من الانتهاكات التي تمارس فيها واحالة المخالفين الى القضاء .
وطالب المؤتمر في بيان له اليوم الى "ايلاف" اثر اكتشاف معتقل سري في بغداد تابع لوزارة الداخلية تجري فيه عمليات تعذيب بالابتعاد عن ممارسات العهد السابق ضد العراقيين لاي سبب كان والتقيد والالتزام بكل القرارات المتفق عليها بين القوى السياسية في احترام سلطة القضاء وعدم القيام بأية ممارسات غير قانونية ضد المعتقلين .. وفيما يلي نص البيان :

خلال الايام الماضية تم الكشف عن تفاصيل جريمة نكراء مرتكبة بحق مواطنين عراقيين، حيث تم الكشف عن معتقل سري يمارس فيه التعذيب ضد العشرات من المعتقلين.
لقد طالب الدكتور احمد الجلبي والمؤتمر الوطني العراقي في عدة مناسبات بضرورة مراقبة السجون وتشكيل لجان تحقيق تزور المعتقلات العراقية للنظر في طريقة التعامل مع السجناء والتأكد من احترام حقوقهم والالتزام بمعايير التعامل الانساني وفق المعاهدات والقوانين الدولية المرعية.
وبعد ان اصبح جليا ان هناك مخالفات جسيمة مرتكبة في هذا المعتقل وفي غيره فاننا نجدد مطالبتنا بتشكيل لجان تحقيق بصورة فورية وارسالها الى كافة المعتقلات للتحقق من ظروف الاعتقال وكشف الملابسات وفضح الانتهاكات المرتكبة، كما نطالب بتشكيل لجنة تقوم بالاشراف على السجون والمعتقلات للحد من تكرار هذه الانتهاكات واحالة المتجاوزين للقضاء ليكونوا عبرة لكل من تدنو له نفسه ارتكاب مثل هذه التجاوزات المشينة.
اننا نؤكد على ضرورة الابتعاد عن ممارسات العهد البائد بحق ابناء الشعب العراقي ولاي سبب كان، والتقيد والالتزام بكل القرارات المتفق عليها بين القوى السياسية في احترام سلطة القضاء وعدم القيام بأية ممارسات غير قانونية بحق المعتقلين وفرض احترام حقوق الانسان العراقي في دولة القانون الني نشارك جميعا في بناءها.
المؤتمر الوطني العراقي

.. ويدين تفجيرات اليوم الجمعة
أدان المؤتمر الوطني التفجيرات بالسيارات المفخخة التي شهدتها بغداد وخانقين اليوم الجمعة وادت الى مصرح حوالي 60 عراقيا مؤكدا انها تستهدف ايقاع اكبر الاضرار بالعراقيين .
ودعا المكتب الاعلامي للمؤتمر في بيان له الى"ايلاف" ظهر اليوم اجهزة الامن الى مطاردة "القتلة القادمين من وراء الحدود" ووضع حد لهذه الجرائم وفيما يلي نص البيان :

عادت يد الارهاب لتطال بعض المواقع المدنية في عدد من المدن العراقية الامنة لتخلف المئات من المدنيين الابرياء شهداء وجرحى نتيجة لهذا الارهاب المجرم الذي يرفضه كل صاحب مبدأ او ضمير.
ان استهداف منازل المواطنين في بغداد والمساجد في خانقين خلال اداء المؤمنين لصلاة الجمعة هو الحلقة الاخيرة في سلسلة العمليات الارهابية التي تشن من قبل فئة ضلت سبيلها فتنكرت لدينها ولانسانيتها، حتى اضحى واضحا للجميع ان هدفها الاوحد هو ايقاع اكبر ضرر ممكن بالعراق واهله، وان ما يدعيه مروجوا فكر هذه الفئة الضالة من اسباب ومبررات لهذا الارهاب الاسود قد انكشف بطلانه وثبت زيفه.
وفي الوقت نفسه، اثبت الشعب العراقي باغلبيته العظمى اصالته وتمسكه بعقيدته من خلال رفضه لهذه الممارسات المجرمة واستمراره بمسيرة البناء الديمقراطي لبلده، وهذا التمسك يحتم على اجهزة الدولة الامنية واجبات مضاعفة لمطاردة القتلة من وافدين من وراء الحدود ومن ازلام النظام المقبور ووضع حد لهذه الجرائم البشعة، وتقديم من يثبت تورطهم الى القضاء العادل لكي ينالوا جزاءهم، وهذا هو ما ينظره من ناله ضرر جراء اجرام المجرمين.
المكتب الاعلامي
المؤتمر الوطني العراقي
18-11-2005