أسامة مهدي من لندن : تأجلت محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين ومساعديه السبعة الى الخامس من الشهر المقبل للبدء بالاستماع الى شهود الاثبات وذلك لحين الانتهاء من تدقيق وثائق تتعلق بتوكيل محامي الدفاع عن صدام وزير العدل الاميركي السابق رمزي كلارك ووزير العدل القطري السابق نجيب النعيمي فيما اتهم صدام واخوه غير الشقيق برزان التكريتي مسؤولي معتقلهما بعدم توصيل مذكرات كتبوها الى رئيس المحكمة معتبرين ذلك مخالفة قانونية .
وقالت مصادر تتابع مجريات المحاكمة ان قاضي المحكمة الجنائية المختصة رزكار عبد الله اعلن عن تاجيل المحاكمة الى حين التثبت من اوراق المحاميين كلارك والنعيمي وترجمة وثائق تتعلق بالاول الذي قدم خطابات رسمية من نقابة المحامين الاميركيين تؤكد انه مازال يواصل مهنة المحاماة . واضافت ان عددا من المتهمين وخاصة برزان التكريتي الاخ غير الشقيق لصدام طلبوا تغيير محاميهم وطلبوا مهلة لتوكيل اخرين فيما قرر القاضي تأجيل الاستماع للشهود الى جلسة المحكمة المقبلة بعد رفض طلب تقدم به احد المحامين للاستماع اليهم اليوم لعدم اثقال الامر عليهم ورفض طلب لمحام اخر بتاجيل المحكمة لفترة اطول تصل الى ثلاثين يوما .
ولاحظت المصادر ان المحكمة سارت بشكل جيد اليوم برغم محاولات صدام لتوتير الاجواء فيها واعتراضه على اجراءات نزع اوراق واقلام كان يحملها لكن القاضي كان مستمعا جيدا للمتهمين والمحامين والاستجابة الى مطاليبهم .

وقال برزان التكريتي ان الرئيس العراقي جلال طالباني وافق على نقله الى المستشفى لتلقي العلاج من مرض السرطان فطلب منه مسؤولو معسكر الاعتقال رفع مذكرة بذلك الى رئيس المحكمة فقام بكتابتها وسلمها لمسؤولي معتقله لايصالها الى رئيس المحكمة لكن هذا بدوره اكد انه لم يتسلمها فاحتج التكريتي قائلا "ان هذا قتل غير مباشر" له . وبدوره قال صدام انه كتب ثلاث مذكرات الى رئيس المحكمة استغرقت منه وقتا الى الرابعة صباحا لكنها يبدو انها لم تصل اليه ايضا فاحتج على ذلك متهما المشرفين على معتقله بمنع ايصالها .
وفي وقت سابق شاهدت المحكمة شريطا مدمجا يظهر فيه صدام يحيط به افراد حمايته المسلحين وهو يحقق بنفسه مع بعض الشبان الذين اعتقلوا بعد فشل محاولة الاغتيال وعندما قال له احدهم انه صائم ولايمكنه القيام بمثل هذا العمل رد صدام ان خميني (اية الله قائد الثورة الايرانية الراحل) ايضا يصوم في عبارة تهكمية ثم طلب من افراد حمايته اقتياد الشبان كل على انفراد للتحقيق معهم . وبعد عرض الشريط احتج صدام على عدم مناقشة مايتعلق به مشككا بصحته .

وعرضت المحكمة شريطا اخر يصور الشاهد الرئيسي وهو وضاح الشيخ جالسا على كرسي نقال و الذي توفي مؤخرا بعد ادلائه بشهادته لاصابته بالسرطان حيث كان يتولى رئاسة لجنة التحقيق في الحادث وقام القاضي بتلاوة نص الشهادة التي قال انها سجلت بحضور اثنين من اعضاء المحكمة برغم امتناع المحامين عن حضورها احتجاجا على اغتيال احد