خليل زاد "الأفغاني" يقود الاتصالات بعد قطيعة طالت
الشيطان الأكبر يحاور إيران خامنئي (رهبر)

نصر المجالي من لندن: تأكد رسميا ما كانت وزير الخارجية الأميركية كوندا ليزا رايس صرحت به في الشهر الماضي من أن الولايات المتحدة تستعد لحوار مع إيران وإجراء اتصالات معها كجزء من مساعي وقف العنف في العراق، وكانت الولايات المتحدة طلبت من إيران غلق حدودها أمام المتمردين في العراق وتجنب إثارة الفتن في أوساط الشيعة في العراق. وقد أقر السفير الأميركي لدى العراق زلماي خليل زاد في تصريح لمجلة (نيوزويك) ببدء الاتصالات مع إيران. لكن وزارة الخارجية الأميركية من أهمية هذه الأنباء، وقالت أن الاتصالات لن تؤثر على طبيعة العلاقات القائمة حاليا. وتأتي هذه التطورات متزامنة مع استئناف المفاوضات الأوروبية مع طهران بشأن الملف النووي.

وإن صحت المعلومات عن مثل هذه الاتصالات بين طهران المرشد علي خامنئي الذي يوصف عادة بأنه الأعلى (رهبر بالفارسية) التي تتهم واشنطن عل الدوام بأنها "الشيطان الأكبر"، فإنها ستكون الأولى العلنية من نوعها بين البلدين منذ انهيار العلاقات إثر حادثة احتلال الطلبة الإيرانيين مقر السفارة الأميركية بعد انتصار الثورة الإسلامية العام 1979 ولا تزال مقطوعة.

الحديث عن الآن التي تفيد بقرب بدء اتصالات مع إيران هي الأعلى مستوى منذ عقود يجريها سفير الولايات المتحدة في بغداد زلماي خليل زاد. وهذا السفير الأفغاني الأصل الأميركي الجنسية قاد للسنوات الأربع الماضية مهمات شاقة في قضيتين ساخنتين هما أفغانستان حتى وصولها إلى وضعها الحالي القريب من الاستقرار بحكومة وبرلمان منتخبين، والعراق التي عين سفيرا لديها وهو ساهم في نشاط كبير أدى إلى نجاح الاستفتاء على الدستور الجديد الذي ستجري على أساسه الانتخابات في الشهر المقبل.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماك كورماك خطط خليل زاد لإجراء الاتصالات مع طهران من أجل طلب مساعدة الأخيرة في تهدئة العنف السائد في العراق. ولكن المتحدث أضاف أن هذه المحادثات لن تؤثر على طبيعة العلاقات الثنائية الأميركية - الإيرانية التي قطعت في عام 1979 حين احتل طلبة ايرانيون السفارة الأميركية في طهران وأخذوا الدبلوماسيين كرهائن. وكانت الولايات المتحدة قد أجرت اتصالات مع ايران سابقا من خلال سويسرا أو الأمم المتحدة.

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس صرحت في الشهر الماضي ان الولايات المتحدة تبحث في إمكانية إجراء اتصالات مباشرة مع إيران كجزء من محاولات تخفيف موجات العنف في العراق. ولم كشف ماك كورماك فيما إذا كان خليل زاد قد عقد لقاءات مع مسؤولين إيرانيين فعلا أو إذا كانت لقاءات كهذه على جدول أعماله، ولكنه أصر على أن البحث عن علاقة مع الإيرانيين منطقي بسبب قرب إيران من العراق، وذلك حسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية.

والحديث عن الاتصالات بين الأعداء الألداء يتزامن مع تصريحات أوروبية إيجابية مع طهران في شأن ملفها النووي، وكانت ناطقة باسم الاتحاد الأوروبي قالت الأحد الماضي لشبكة CNN إن الترويكا الأوروبية المؤلفة من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا عرضت برسالة إلى الحكومة الإيرانية استئناف المفاوضات المتعلقة ببرنامج طهران النووي.

وقالت كريستينا غالاش، وهي أحد مستشاري خافيير سولانا مفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي إن الاتحاد عرض بحث ما إذا كان هناك نقاط مشتركة كافية لمعاودة المفاوضات المتعلقة بالبرنامج النووي. وأضافت أن أي تاريخ لم يحدد في الرسالة لاستئناف هذه المفاوضات.