قوات عراقية أميركية تدخل تلعفر لإنهاء الاضطرابات
العراق وإيران يتبادلان افتتاح أربع قنصليات


أسامة مهدي من لندن : قالت مصادر عراقية ان ايران والعراق اتفقتا على افتتاح اربع قنصليات لهما في البلدين فيما دخلت قوات عراقية اميركية مدرعة الى بلدة تلعفر بالقرب من الموصل الشمالية لانهاء الاضطراب فيها اثر اتفاق مع سكانها للتخلص من المسلحين الذين يسيطرون عليها، في وقت دعا ناشطون عراقيون اسسوا في لندن لجنة لدعم الديمقراطية في بلدهم الى توحيد القوى الديمقراطية والليبرالية من اجل اقامة الدولة الاتحادية وسن دستور ديمقراطي ومواجهة محاولات تسييس الانتماء الطائفي في البلاد .

واشارت المصادر الى ان مساعد وزير الخارجية العراقي سعد جاسم الحياني سيقوم بزيارة إلى طهران الأسبوع المقبلخلال يومين لمناقشة موضوع افتتاح عدة قنصليات في مختلف مدن البلدين منها اربع في البصرة وكربلاء في العراق وخرمشهر وكرمنشاه في البلد الجار واستكمال مناقشة المواضيع المتعلقة بتنظيم زيارات الايرانيين الى العتبات المقدسة في كلا البلدين .

وتشهد السفارة الإيرانية في بغداد يومياً مراجعة مئات العراقيين الذين يتوافدون عليها من مختلف المدن للحصول على طلب الترخيص لزيارة إيران وذلك اثر انتهاء العام الدراسي وقرب موسم الصيف حيث تشهد الملحقيات الإيرانية إقبالاً متزايداً من قبل العراقيين للحصول على تأشيرات لزيارة المعالم الدينية والأثرية في إيران.

ومعروف ان مساعد رئيس منظمة الحج والزيارة الوطنية الايراني الحاج رضوي يقوم حاليا بزيارة للعراق تهدف إلى مناقشة زيارات الايرانيين مع المسؤولين العراقيين حيث التقى في بغداد مع عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وقدم رئيس الوفد بعرض فقرات البرنامج الذي اعدته المنظمة والمتعلق باداء مراسم زيارة الايرانيين للعتبات المقدسة في العراق كما اطلع الحكيم على نتائج الحوارات والمحادثات التي اجراها الوفد مع الجهات المعنية العراقية . ومن جانبه اكد الحكيم ضرورة ان يكون تدفق الزوار الايرانيين بشكل قانوني "لما لهذا السلوك من اثار ايجابية تصب في تطوير العلاقات بين حكومتي وشعبي البلدين الجارين وبالتالي انعاش الاقتصاد في البلاد" مشيرا الى ان العتبات المقدسة هي ملك لجميع المسلمين لذلك يجب اتباع الآليات الصحيحة لتمكين كل من يرغب من المسلمين في اداء مراسم الزيارة .

وتأتي هذه التطورات في العلاقات العراقية الايرانية في وقت اعرب وكيل وزير الخارجية العراقية لبيد عباويعن علاقات بلاده مع جامعة الدول العربية وعن دهشته من مواقف دول عربية من بغداد ووصف هذه المواقف بأنها غير مفهومة وقال ان العراق يريد ان تتخذ الجامعة العربية دوراً اكبر في التواصل مع الحكومة العراقية مع تحفيز الدول العربية لاخذ دور اكبر في العلاقة الدبلوماسية مع العراق مضيفا ان الجامعة العربية قد ابدت استعدادها لفتح مكتب لها في بغداد، والذي سيكون له دور مؤثر في العملية السياسية الجارية حالياً في العراق .

دخول قوات عراقية اميركية الى تلعفر لانهاء الاضطرابات
دخلت قوات عراقية واميركية مدرعة الى بلدة تلعفر الشمالية بالقرب من الموصل اليوم لانهاء تحركات المسلحين فيها الذين عادة ما يستهدفون هذه القوات الاحزاب الكردية المتعاونة مع الحكومة العراقية بعمليات اغتيال وتفجير سيارات مفخخة .

وقالت مصادر امنية ان هذا الدخول يأتي اثر اتفاق تم التوصل في المدينة لحل الازمة فيها وإنهاء حالة التوتر الأمني فيها واضافت أن خمسة بنود نالت إجماع أطراف النزاع في المدينة واقرت من قبل جهات حكومية تمثل السلطات المدنية والعسكرية.

واشارت الى أن الاتفاق نص على منع استخدام القوة لحل النزاعات بين الأهالي مؤكدا ضرورة التعاون مع السلطات السياسية والأمنية لحفظ الأمن والنظام في القضاء وأن يتم تشكيل جهاز شرطة من أهالي المدينة بترشيح من شيوخ العشائر على أن تنطبق على المرشحين الشروط الصحية والبدنية والمباشرة بإعادة السلطة الإدارية فورا إلى القضاء واحترامها من قبل الجميع وإلزام محافظة نينوى تقديم الخدمات الفورية للقضاء حال تحقيق هذه البنود اضافة الى تشكيل لجنة من الشيوخ والوجهاء في تلعفر وممثلين عن مجلس المحافظة لتنفيذ هذا الاتفاق وحل أي مشكلات أو خلافات تظهر مستقبلا.

وكان اجتماع موسع هو الأكبر من نوعه عقد أمس الأول في المطار العسكري في تلعفرحضره نائب محافظ نينوى خسرو كوران وقائد شرطة نينوى اللواء أحمد محمد خلف وقائد الجيش العراقي في المنطقة ومدير شرطة تلعفر وشيوخ العشائر والوجهاء في المدينة وذلك على خلفية أحداث العنف التي اندلعت في المدينة الشهر الماضي وفي أعقاب وقوع هجمات متكررة وأعمال مسلحة طالت أطرافا وطوائف عدة في القضاء وأوجدت وضعا أمنيا متأزما تم خلاله وضع اسس للتصدي لجيوب عنف في المدينة وتطهيرها من العناصر المسلحة . من جهته طالب قائد شرطة نينوى الشيوخ والوجهاء بالعمل على تهدئة الأوضاع وحل المشكلات بروح وطنية وطالبهم بإبلاغ السلطات عن العناصر المسلحة وأماكن وجودهم كي يتسنى للأجهزة الأمنية التعامل معهم بحزم . كما طالب شيوخ ووجهاء العشائر الجهات الأمنية بتطهير المدينة من بعض العناصر التكفيرية ومن بقايا النظام السابق الذين يحاولون زرع الفتنة بين أهالي تلعفر واستنكروا ما يروّج له البعض حول وجود نزاعات طائفية في تلعفر، وشددوا على الوحدة الوطنية .

في غضون ذلك نقلت صحيفة المدى البغدادية عن مصادر مطلعة في محافظة نينوى قولها إن محافظها دريد كشمولة عاد من تركيا بعد تلقيه العلاج، إثر إصابته بكسور في الساقين والحوض مؤكدة ان حالته الصحية مستقرة وأن العمليات الجراحية التي أجريت له في تركيا كانت ناجحة وذلك اثر تعرضه لحادث الشهر الماضي لم يتم التأكد من حقيقة وضعه واسبابه وفي ما اذا كان عرضيا او محاولة اغتيال.

دعوة لتوحيد القوى الديمقراطية والليبرالية
دعا ناشطون عراقيون في لندن اطلقوا على انفسهم اسم لجنة دعم الديمقراطية في العراق الى توحيد القوى الديمقراطية والليبرالية من اجل اقامة الدولة الاتحادية وسن دستور ديمقراطي ومواجهة محاولات تسييس الانتماء الطائفي في البلاد وقالوا انهم يعدون لجمع آلاف التواقيع على نداء بهذا الخصوص والمباشرة في اقامة سلسلة من الفعاليات السياسية والاعلامية والثقافية من اجل دعم تحركهم.

وقالت المجموعة في نداء لها اليوم "نتابع نحن دعاة النظام الديمقراطي والدستور التعددي والدولة الاتحادية المدنية في العراق، طائفة من الظواهر والمواقف السياسية المقلقة، في مقدمتها تسييس الانتماء الديني والطائفي للمواطنين، واختزال مطالب الديمقراطية المتمثلة في بناء الدولة المدنية وسيادة حقوق الانسان والمساواة بين المرأة والرجل، وتصفية الارث الدكتاتوري الشوفيني في الثقافة والمجتمع، الى سلسلة من المواقف والدعوات التي تجعل من مكانة المواطن ومستقبله وحقه في احتلال المواقع والوظائف والفرص مرهونا باعتبارات المحاصصة لا الكفاية والاهلية، حيث تستغل قوى الارهاب وبقايا الدكتاتورية والطائفية السياسية هذه الاجواء للمضي قدما في اعمالها الاجرامية الشريرة".

واشار النداء الذي وقعته وايدته شخصيات سياسية ومثقفة ورجال الاعمال "ان التيار الديمقراطي العراقي، باحزابه المختلفة وهيئاته وتنظيماته المدنية وشخصياته السياسية والاجتماعية والثقافية، كان سيلعب دورا اكبر في تنمية مفاصل الديمقراطية ودرء الاخطار التي تحيق بالعملية السياسية لو انه وحد صفوفه واقام اطرافا تعبوية للعمل المشترك".

ووقع النداء كل من الدكتور فاروق رضاعة(سياسي) والدكتور شيرزاد الطالباني (اكاديمي) وعبدالمنعم الاعسم( صحافي) بالاضافة الى احد عشر من اعضاء اللجنة هم: جبار حسن – اداري، محمود شكارة - رجل اعمال ، د. نعيم الشذر – اكاديمي، سعدي عبداللطيف – صحافي، عبدالكريم كاصد – شاعر، عبدالرزاق العلي - رجل اعمال، عبدالهادي حسين - ناشط سياسي، عدنان حسين- صحافي، علي شوكت –اكاديمي، فيصل لعيبي - فنان تشكيلي، فوزية العلوجي - ناشطة نسائية

الى ذلك أصدرت اللجنة برنامجا يتضمن اقامة سلسلة واسعة من النشاطات والحوارات (حلقات دراسية، ندوات، مقابلات اعلامية اتصالات، نشر مطبوعات) بهدف المساهمة الجادة والفاعلة في جهود سن دستور مدني عقلاني يؤسس لدولة ديمقراطية اتحادية تستند الى مبادئ المواطنة والعدالة والتعددية السياسية واحترام حقوق الانسان وفق العهود والمواثيق الدولية التي تصون حرية الاديان وتحترم عادات وتقاليد الشعب العراقي، ويتصدى لأهم القضايا العقدية في كتابة الدستور، وفي المقدمة منها : الدولة الاتحادية: طبيعتها. ضروراتها. حق تقرير المصير.. تجارب الدول الاتحادية، وموضوع الدين والدولة. طبيعة علاقة الاديان بالمجتمعات، التنوع الديني والطائفي في العراق، وقضية الدولة المدنية، بالاضافة الى موضوع الاقتصاد والموارد الطبيعية والبيئة: مفهوم ملكية الشعب للموارد الطبيعية وتوزيع الثروات والنفط والخصخصة وحماية المخزون النفطي والقطاع الخاص، وتأثيرات التطور الاقتصادي على البيئة .