والد أحد الإرهابيين لم ير ابنه منذ سنوات
مسلمو بريطانيا: فتوى ضد العمليات الانتحارية
إيلاف من لندن، وكالات: ندد أكثر من خمسمائة إمام وداعية إسلامي بقتل أشخاص أبرياء في اعتداءات لندن، و أكدوا أن العمليات الانتحارية "محرمة قطعاً". وأصدر المنتدى الإسلامي البريطاني فتوى تليت أمس بحضور أكثر من خمسين مسئول إسلامي في جميع أنحاء البلاد، تجمعوا أمام البرلمان، حسب ما ذكرت محطة التلفزيون البريطانية "بي بي سي". من جانب آخر، قال والد جيرمين ليندسي، أحد الارهابيين الأربعة المفترضين في اعتداءات السابع من تموز(يوليو) في لندن،أنه لم ير ابنه منذ ثماني سنوات، وذلك في تصريح لاذاعة في جامايكا حيث يعيش ويتحدر ابنه(والد جيرمين ليندسي لم ير ابنه منذ سنوات)، فيما جاء في استطلاع للرأي نشرته صحيفة الغارديان البريطانية اليوم أن ثلثي البريطانيين يربطون بيناعتداءات السابع من تموز (يوليو) في لندن ومشاركة بريطانيا في الحرب على العراق.(ثلثا البريطانيين يرون علاقة بين العراق والاعتداءات)
فتوى
الفتوى تضمنت تعازي الذين أصدروها لعائلات الضحايا الـ56 الذين قتلوا في اعتداءات لندن في السابع من تموز(يوليو) وتمنياتهم بالشفاء العاجل للجرحى. وأشارت الفتوى إلى أن الدين الإسلامي يمنع استعمال العنف وزهق الأرواح البريئة مضيفة أن العمليات الانتحارية "محرمة قطعا". وستذاع الفتوى في جميع مساجد بريطانيا يوم 22 تموز(يوليو).
و وقع أكثر من 500 إمام مسلم من جميع أنحاء البلاد على الفتوى التي تعلن أن الإسلام يحرم استخدام العنف وإزهاق أرواح الأبرياء ويحرم بشكل قاطع القيام بعمليات انتحارية مثل تفجيرات لندن. وجاء في الفتوى أن مرتكبي هذه الأعمال البربرية مجرمون وليسوا شهداء. كما أعربت عن أحر التعازي لعائلات الضحايا والأمنيات بالشفاء العاجل للمصابين.
ووصف رئيس المنتدى الإسلامي البريطاني، جول محمد، الفتوى بأنها تعبير كبير على أن الجالية الإسلامية في بريطانيا تتعامل مع مشكلة التطرف. واستشهد جول محمد بآية من القرآن الكريم تنص على تحريم قتل النفس البشرية بدون وجه حق، ثم قال: "موقف الإسلام واضح ولا جدال فيه، قتل نفس واحدة يعدل قتل المجتمع بأسره، ومن لا يظهر احتراما للحياة البشرية فهو عدو للإنسانية." وأضاف: "نحن نصلي من أجل هزيمة التطرف والإرهاب في العالم. نحن ندعو من أجل أن ينتصر السلام والأمن والانسجام في بريطانيا العظمى المتعددة الثقافات".
والمنتدى الإسلامي البريطاني هو جماعة اعلن قيامها في مارس / آذار الماضي وينضوي تحت لوائها نحو 300 مسجد. وستقرأ الفتوى في المساجد في أرجاء البلاد في خطبة الجمعة القادمة الموافقة 22 من يوليو / تموز الجاري.
بلير
وسيلتقي رئيس الوزراء توني بلير اليوم مسئولين عن الجالية الإسلامية البريطانية التي يصل عدد افرادها الى حوالى 1.6 مليون نسمة للحصول على دعمهم في التصدي للتطرف الاسلامي.
ومن بين الأسئلة التي سيطرحها بلير خلال الاجتماع " كيف تحول شباب بريطانيون الى مفجرين انتحاريين؟ وما هي الوسيلة المثلى للتصدي للدعاة المحرضين على التطرف؟". كما ينتظر ان يعلن بلير عن دعمه للقادة الذين سيكشفون النقاب عن المشكلات التي تواجههم في مجتمعاتهم.
تعويض
على صعيد آخر، كشف مسئولون في وزارة الخزانة البريطانية أن وزير الخزانة، غوردون براون، سيرصد مبلغا إضافيا قدره أربعة وثلاثون مليون دولار لتعويض الذين أصيبوا بجراح في تفجيرات لندن ولتقديم دعم مالي إضافي لنشاطات أجهزة الشرطة. وأضاف هؤلاء المسئولين أن الوزير البريطاني يعكف أيضا على إعداد مشروع أوسع للتعامل مع عمليات غسيل الأموال التي تقوم بها الجماعات المتشددة وذلك في أعقاب تصاعد الشكوك بشأن معاملات مالية مشبوهة.
صحف بريطانية
ونقل موقع البي بي سي اهتمامات الصحافة البريطانية لليوم. وانشغلت الصحف بسؤالين أساسيين هما في صلب النقاش الذي أثارته تفجيرات لندن في السابع من هذا الشهر: الأول يتعلّق بعلاقة التفجيرات بخيار بريطانيا في الحرب على العراق. أما السؤال الثاني فيدور حول اللقاء الذي يعقده رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مع قيادات إسلامية اليوم للبحث في كيفية التصدي للتطرف إضافة إلى إعداد قانون مكافحة الارهاب.
وبعد أن كان الجدل بشأن علاقة التفجيرات بالتحالف البريطاني-الأميركي في العراق قد نشأ بعد الأيام الأولى لوقوع التفجيرات، أثارت دراسة نُشرت البارحة نقاشا أوسع شغل معظم الصحف. فقد أشار تقرير صادر عن المعهد الملكي للشؤون الدولية والمعروف باسم شاتهام هاوس، أن الغزو الأميركي للعراق جعل بريطانيا عرضة أكثر بكثير من قبل لخطر الهجمات الارهابية.
وقد ترافق صدور هذا التقرير مع مناقشة وزير الداخلية البريطاني شارلز كلارك لقانون مكافحة الارهاب. وفي هذا الإطار كتبت صحيفة الـ"اندبندنت" مقالا ذكرت فيه بموقفها المعارض لغزو العراق منذ اللحظة الأولى.
هدية دعائية لبن لادن
وجاء في المقال: "نتيجة العملية التي قادتها الولايات المتحدة (في العراق) هي نشر الارهاب في كافة أنحاء العالم. فعبر شن حرب بمعتقدات خاطئة، وعبر غض النظر عن معارضات أعضاء مجلس الأمن الآخرين بدونا وكأننا وحدنا المعتدون". وأضاف: "وقد أظهرتنا الاعتداءات التي مورست على العراقيين في سجن أبو غريب وكأننا معذبون وحشيون. وبالتالي أي هدية دعائية أفضل يمكن أن نقدم لأسامة بن لادن الذي لطالما صوّر الغرب كمعتد على جميع المسلمين؟"
واعتبر المقال أنه وعبر تركيز الموارد العسكرية في العراق لم تسع الولايات المتحدة وحلفاؤها على تشديد الأمن في أفغانستان، ما أدى إلى إعادة ظهور حركة طالبان."
من ناحيتها اعتبرت الـ"فايننشال تايمز" إن الجدل بشأن تعرّض بريطانيا لهجمات بسبب تحالفها مع الولايات المتحدة هو جدل خاطئ. واعتبرت بالمقابل أن "الجدل الحقيقي يجب أن يدور حول ما إذا كان العراق هو الهدف الصحيح إذ ان تنظيم القاعدة وفروعه هو الخطر الحقيقي والواضح والتهديد الأكبر لقيمنا الليبرالية وللاستقرار الدولي." واعتبرت الصحيفة أن نتائج الاستراتيجية المضللة والتي أخطأت في تحديد الهدف يوم اتخد قرار غزو العراق، أصبحت واضحة اليوم. وأضافت الـ"فايننشال تايمز": "كان من الممكن تماما استباق الدفعة الهائلة التي أعطاها غزو العراق للمقاتلين."
وذكرت الصحيفة بموقفها هذا الذي عبّرت عنه قبل بدء العمليات في العراق معتبرة أن موقفها كان وما يزال يصب في إطار السعي للوصول إلى إجماع واضح بشأن الطرق الأفضل لهزم الارهاب "لا سيّما اننا نتبع سياسات تساعده على الانتشار."
مواجهة الانحراف بالإسلام
في سياق متصل بهجمات لندن ايضاً خصّصت الـ"دايلي تلغراف" قسما كبيرا من غلافها لموضوع اللقاء الذي من المقرر أن يُجريه بلير مع بعض القيادات الاسلامية اليوم. وقالت الصحيفة إن بلير سيحث القادة على اتخاذ خطوات جدية لمواجهة "نظرة منحرفة" للاسلام والتي تشكّل الدافع للهجمات الانتحارية.
وذكّرت الصحيفة أن يوسف القرضاوي رجل الدين الاسلامي الذي مدح الهجمات الانتحارية ضد إسرائيل والممنوع من دخول الولايات المتحدة بسبب علاقته مع الأخوان المسلمين، سيزور بريطانيا في الشهر المقبل للمشاركة في محاضرة في مانشستر.
واعتبرت "الديلي تلغراف" أن السماح للقرضاوي بدخول الأراضي البريطانية سيشكّل الامتحان الأول لعزم الدولة على التضييق على المتطرفين بعد احداث لندن الأخيرة. وقد أجمعت الصحف البريطانية على الإشادة بالاجماع الذي يميّز النقاشات حول اقتراح قانون لمكافحة الارهاب بعد ان التفت جميع الأحزاب حول وزير الداخلية كلارك وشكّلت صفا واحداً.
وقد اعتبرت الـ"تايمز" أن "الارهاب ليس الساحة التي قد تسعى الأحزاب إلى تسجيل أفضليات رخيصة فيها." إلا أن الصحيفة انتقدت المشروع المقترح وطالبت بتشديد بنوده عبر السماح باستعمال الاتصالات الهاتفية كدليل في المحكمة، وزيادة فترة الـ14 يوما التي يُسمح فيها بتوقيف من يشتبه بأنه ارهابي، وإعفاء بريطانيا من بعض المعاهدات الدولية للسماح بترحيل المشتبه بهم بسرعة أكبر. واضافت الصحيفة أنه في حال إقرار هذا القانون فهو لن يصبح نافذا قبل نهاية العام. "وهذا أمر متأخر كثيراً."
التعليقات