عواصم: رفعت الدول الست الكبرى التي اجتمعت لمناقشة الملف النووي الايراني الجمعة في لندن، من نبرتها، معلنة انها ستجري مشاورات حول عقوبات في الامم المتحدة، لكنها ابقت باب المفاوضات مفتوحا اذا ما وافقت ايران على تعليق تخصيب اليورانيوم.و اعربت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت عن خيبة امل المجموعة اثر الاستماع الى كبير دبلوماسيي الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا الذي اكد quot;عدم استعداد ايران لتعليق انشطة التخصيبquot; النووي. جاء تعليقها هذا عقب اجتماع وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا والولايات المتحدة فيما حل محل الوزير الصيني لي تشاو تشينغ مسؤول رفيع في اللحظة الاخيرة.

وتابعت quot;بناء عليه، سنتشاور الان حول اجراءات في اطار المادة 41 من الفصل السابع لميثاق الامم المتحدةquot; التي تتيح فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية في حال عدم احترام قرار معين، اي قرار مجلس الامن الصادر في تموز/يوليو والذي طلب فيه من ايران وقف انشطة التخصيب.لكنها اضافت أن الجهود ستتواصل ايجاد حل بالتفاوض مؤكدة ان المقترحات التحفيزية التي تعود لشهر حزيران/يونيو quot;تبقى مطروحةquot;.

نفس الموقف عبر عنه وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست-بلازي الذي أكد ان الدول الست الكبرى قررت quot;بطريقة موحدة العمل معاquot; للبحث في quot;عقوبات مناسبة ويمكن اعادة النظر فيهاquot;.

وقال دوست-بلازيان quot;باب الحوار سيبقى مفتوحاquot;، موضحا انه تبين من خطاب الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا quot;عدم وجود ارادة لتعليق الانشطة النووية الحساسةquot; في ايران.واعتبر دوست-بلازي ان المقترحات التي طرحتها الدول الست الكبرى في فيينا في الاول من حزيران/يونيو quot;طموحة وسخيةquot;. لكنه اضاف quot;لم نحصل على رد ايجابي من ايران ونحن نأسف لذلكquot;.

وردا على سؤال عما اذا كان متفائلا، اجاب دوست-بلازي quot;سيكون غرورا كبير من جانبي ان استخدم هذه الكلمة. ويتعين علينا ان نشرح للايرانيين ان مجلس الامن ليس الحل الافضل لهم. ويجب الا تعزل ايران. لكني ما زلت مقتنعا بأن التوصل الى حل ممكنquot;.

وقد عقد القسم الاكبر من الاجتماع في غياب وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي تأخرت حوالى الساعتين في العراق بسبب عطل تقني طرأ على طائرتها.

وقبيل وصولها، قالت رايس quot;اننا قريبون الى حد ماquot; من اللحظة التي لا تسفر فيها الجهود الدبلوماسية عن نتائج، لذلك يتعين اختيار طريق العقوبات. واضافت quot;عندما يرفض الايرانيون تعليق التخصيب، وبعبارات اخرى، عندما لن تؤدي الوسائل الدبلوماسية الى نتيجة، يجب عندئذ سلوك طريق آخر ... واعتقد اننا قريبون الى حد ماquot; من هذا الطريق.وعلى رغم نفي طهران، يتخوف الغربيون من استخدام اليورانيوم المخصب لغايات عسكرية.

مساعد وزيرة الخارجية الاميركية نيكولاس بيرنز من جهته، أعلن ان دبلوماسيي الدول الست الكبرى في الامم المتحدة سيبدأون العمل الاسبوع المقبل على مشروع قرار لمجلس الامن يفرض عقوبات على ايران.وقال بيرنز بعد الاحتماعأن المناقشات ستتواصل على مرحلتين.

وسيعقد بيرنز ونظراؤه البريطاني والفرنسي والالماني والروسي والصيني، الذين اجروا مناقشات طويلة اليوم الجمعة في لندن قبل اجتماع وزراء الخارجية، اجتماعا جديدا عبر الفيديو، quot;الثلاثاء او الاربعاءquot; على الارجح.واوضح ان سفراء الدول الست في الامم المتحدة سيبدأون بعد هذا الاجتماع، quot;اجتماعات في نيويورك لمتابعة هذا النقاش والبدء باعداد مشروع قرار في مجلس الامنquot;.كما اكد ان quot;القرار قد اتخذ بالذهاب نحو العقوبات. والسؤال هو معرفة حجم هذه العقوباتquot;.

وكان السفير البريطاني في الامم المتحدة ايمير جونز باري اكد ان مجلس الامن سيبدأ الاسبوع المقبل درس فرض عقوبات دبلوماسية او اقتصادية على ايران بسبب رفضها تعليق تخصيب اليورانيوم ما يشكل انتهاكا لقرار دولي.وقال جونز باري للصحافيين quot;اتوقع ان يعود الملف الى نيويورك في خلال الاسبوع المقبلquot;. واضاف quot;ستناقش مع شركائها واعضاء مجلس الامن في اسس تبني المجلس اجراءات ضد ايران بموجب المادة 41quot;.

من جانبه، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريح صحافي اليوم ان روسيا ستجري مشاورات مع مجلس الامن الدولي حول وسائل حمل ايران على قبول المقترحات التي قدمتها الدول الست الكبرى في حزيران/يونيو، لتسوية الازمة النووية الايرانية.وقال لافروف في تصريح نشرته وكالة انباء انترفاكس quot;اكدنا اننا سنتشاور مع مجلس الامن حول التدابير الاضافية التي يمكن ان نتخذها لحمل الطرف الايراني على القبول بالمقترحات التي قدمتها له الدول الست الكبرى في حزيران/يونيوquot;. وخلص الى القول ان quot;الدول الست قررت ان المقترحات ما زالت مطروحة على طاولة المفاوضات واعتقد ان هذه هي النتيجة الابرز لهذا الاجتماعquot;.

بيان الدول الست الكبرى

في ما يأتي نص البيان الذي تلته وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت في ختام اجتماع الدول الست الكبرى حول الملف الايراني في لندن:

quot;على اثر لقائنا في فيينا (الاول من حزيران/يونيو)، ولقائنا التالي في باريس في 12 تموز/يوليو والرد الايراني في 22 آب/اغسطس، اجرى خافيير سولانا باسمنا محادثات طويلة مع المندوب الايراني علي لاريجاني لمحاولة الاتفاق على اطار للمفاوضات. والتقينا اليوم لتقويم الوضع.

نشكر لخافيير سولانا جهوده المتواصلة للمضي قدما. لكننا نشعر بخيبة امل عميقة لقوله لنا ان ايران ليست مستعدة لتعليق انشطتها للتخصيب واعادة المعالجة (النووية) كما تطالب بذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجعله الزاميا قرار مجلس الامن الرقم 1696. لذلك، سنجري الان مشاورات حول تدابير في اطار المادة 41 من الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة كما ينص على ذلك هذا القرار.

وفي فيينا، قلنا ان ثمة طريقين ممكنين. ونأسف لأن ايران لم تختر الطريق الافضل. سنواصل جهودنا لايجاد حل تفاوضي وما زالت مقترحاتنا التي قدمناها في الاول من حزيران/يونيو مطروحةquot;.