أسامة العيسة من القدس : زعمت صحيفة يديعوت احرنوت اليوم، بان تدخل إيراني لدى خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) احبط الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شليط، مقابل المئات من الأسرى الفلسطينيين. ووفقا للصحيفة الاسرائيلية، التي نشرت الموضوع على صفحتها الأولى، فان تفاهمات تم التوصل إليها قبل شهرين بشأن شاليط، وبموجبها تسلم حركة حماس الجندي الأسير إلى مصر التي بدورها تسلمه إلى الصليب الأحمر الدولي، ومن هذه المنظمة الدولية إلى محمود عباس (أبو مازن) رئيس السلطة الفلسطينية، ومنه لإسرائيل، وبالمقابل تفرج إسرائيل عن المئات من الأسرى الفلسطينيين على مراحل، تبدا مرحلتها الأولى عشية عيد الفطر.

وحسب يديعوت، فانه قبل أيام قليلة من الاتفاق النهائي على الصفقة، وصلت سرا إلى دمشق بعثة إيرانية تحمل معها 50 مليون دولار، سلمتها لمشعل، مقابل إحباط الصفقة. ووفقا لهذه الرواية، فان مشعل أبدى تشددا وطالب بإطلاق سراح أسرى يستحيل على إسرائيل الإفراج عنهم، مما أدى إلى إحباط الصفقة. واثار ذلك حنق جهات عديدة على مشعل، وهذا ما يفسر غضب عمر سليمان، مدير المخابرات المصرية من مشعل، الذي التقى رئيس المكتب السياسي لحماس في دمشق، حاملا معه تحذيرا بضرورة إطلاق سراح شاليط.

وعبرت مصادر سياسية في إسرائيل، عن اعتقادها بان عدم حل قضية الأسير شاليط، تعزز من وضع مشعل على الساحة الفلسطينية. وأشارت هذه المصادر بان قضية شاليط هي مدار بحث بين الوزير الإسرائيلي بنيامين بن اليعيزر الذي يزور القاهرة الان والرئيس المصري حسني مبارك.

ومن جانب أخر كشفت صحيفة هارتس، بان أفراد من عائلة أحد الأسيرين لدى حزب الله، التقوا مفتي روسيا رافيل غاينوتدين أمس الأربعاء، للمطالبة بتدخله للإفراج عن الأسرى لدى حزب الله وحركة حماس.

ووصل هؤلاء إلى موسكو على متن طائرة خاصة وضعها تحت تصرفهم رجل الأعمال ليف يفييف، والتقى مفتي روسيا أفراد العائلة بطلب من الحاخام الأكبر لروسيا، ورئيس اتحاد الطوائف اليهودية في روسيا ورابطة الدول المستقلة. وقال أفراد عائلة الأسير الإسرائيلي ايهود غولدواسر، للمفتي الروسي، بأنهم لا يطلبون منه في هذه المرحلة العمل للإفراج عن الأسرى، ولكنهم يريدون مساعدته لتأكيد إذا ما كان الأسيرين لدى حزب الله على قيد الحياة أم لا.

وقال الحاخام الأكبر لازار غاينوتدين لمفتي روسيا quot;ملايين الناس في كافة أنحاء العالم قلقون إزاء مصير الأسرى الثلاثة، وكل واحد من هؤلاء سيكون ممتنا لأية معلومة عن وضعهمquot;. ووعد المفتي ببذل ما وفي وسعه لطمأنة عائلات الأسرى، مؤكدا على أن تعاليم الإسلام تحث على معاملة الأسرى بشكل حسن.