لندن: أعرب عدة خبراء دوليين في مرض الإيدز عن انتقادهم الشديد للدليل الذي قدمته ليبيا على ضلوع 5 ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني في حقن 400 طفل بدم ملوث بفيروس اتش اي في HIV المسبب لمرض الايدز.جاء ذلك في مجلة نيتشر Nature البريطانية حيث يقول الخبراء إن هناك دليلا قويا على أن الإصابة بهذا الفيروس بدأت قبل عام أو أكثر من وصول المتهمين إلى ليبيا.

وقال الخبراء إن كل الدلائل تشير إلى أن الاهمال في إجراءات الأمان في المستشفى أدت إلى تفشي المرض.وكان الإدعاء قد طالب في أواخر أغسطس آب الماضي مجددا بعقوبة الإعدام للمتهمين الستة الذين كان قد الغي حكم اعدام سابق صدر بحقهم في القضية نفسها العام قبل الماضي.

ويقبع المتهمون الستة في السجن منذ عام 1999 ويرفض القضاة الافراج عنهم بكفالة. وكان قد حُكم على المتهمين، الذين يصرون على براءتهم، بالإعدام رميا بالرصاص في مايو/ أيار عام 2004 ، ثم استؤنف الحكم وجرت إعادة محاكمتهم. وبحسب المتهمين الستة فإن اصابة الأطفال نجمت عن تدني مستوى النظافة في المستشفى.وقد وُجهت للمتهمين الاتهامات بحقن 426 من الأطفال بدم ملوث بالإيدز خلال عملهم بمستشفى في بنغازي أواخر التسعينات، توفي منهم 52 طفلا.

و قد جرت محادثات بين ليبيا وبلغاريا لتعويض الأطفال المصابين، لكنها لم تسفر عن أي اتفاق. وتعتقد بلغاريا أن المتهمين هم فقط كبش فداء في القضية.

وكانت المحادثات الخاصة بالتفاوض على التعويضات لعائلات الأطفال المصابين قد بدأت في وقت سابق، وشارك في تلك المفاوضات ممثلون عن الأسر الليبية المتضررة، ومنظمة إنسانية بلغارية، والاتحاد الأوروبي. وأسس الاتحاد الأوروبي صندوقا العام الماضي بأمل التوصل الى اتفاق على تلك التعويضات.

وتثير هذه القضية اهتماما دوليا خاصا، حيث طالب المجتمع الدولي في أكثر من مناسبة الإفراج عن المتهمين. وكان الرئيس البلغاري قد زار ليبيا لبحث مصير الممرضات ولحل القضية التي اكتسبت بعدا سياسيا.