اسامة مهدي من لندن : بعد ساعات قليلة من بدء سكان مدينة الصدر شرقي بغداد اضرابا عاما للاحتجاج على حصار القوات الاميركية لمدينتهم لليوم السابع على التوالي امر رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية نوري المالكي رفح هذا الحصار وفتح جميع المنافذ اليها بينما احتج الائتلاف العراقي الشيعي على العقاب الجماعي الذي تتعرض له المدينة .. بينما فشل مجلس النواب في عقد جلسته اليوم بسبب غياب معظم النواب .

وقال المالكي في بيان له اليوم انه امر بفتح جميع المنافذ ورفع جميع الحواجز في مدينة الصدر وفي جميع انحاء العاصمة بغداد .. وامر بتنفيذ الامر بسقف زمني لايتجاوز الساعة الخامسة من مساء هذا اليوم (الثانية بتوقيت غرينتش). وأشار الى ان الاجراءات الامنية المشددة التي رافقت عملية محاصرة مدينة الصدر ومنطقة الكرادة لن تمارس quot;إلا في فترة منع التجول ليلا والحالات الطارئةquot; مؤكدا استمرار الجهود المشتركة في العمل على ملاحقة الإرهابيين والخارجين على سيادة الدولة الذين يعرضون حياة المواطنين للقتل والإختطاف والتفجير. ودعا جميع المواطنين الى الالتزام بالقانون والتعاون مع أجهزة الدولة في بسط الأمن وتحقيق الإستقرار.وياتي القرار اثر احتجاجات واسعة استنكرت استمرار الحصار الذي هددت مدن اخرى بالانضمام الى الاضراب الذي نفذه سكان مدينة الصدر وهددوا بتحويله الى عصيان مدني .

وقد رفض الائتلاف العراقي الشيعي حصار مدينة الصدر وقال عضوه الشيخ جلال الدين الصغير ان الائتلاف يرفض ممارسة عمليات عقاب جماعي ضد المواطنين وطالب بتسليم كامل الملف الامني الى العراقيين .
وفي وقت سابق اليوم بدا سكان المدينة معقل انصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر اضرابا عاما للمطالبة برفع الحصارعن مدينتهم التي يسكنها ثلاثة ملايين مواطن فيما وجه الصدر نداء الى السكان دعاهم الى ضبط النفس ولوما الى الحكومة والمراجع الدينية لسكوتهم على استمرار الحصار .

وجاء اضراب سكان مدينة الصدر اليوم احتجاجا على الحصار الاميركي المستمر لمدينتهم لليوم السابع على التوالي والذي تسبب في عزلهم عن باقي اجزاء العاصمة وسبب اوضاعا اقتصادية واجتماعية وصحية صعبة ومنع الاف الموظفين من التوجه الى اداراتهم . وكان الالاف من ابناء المدينة قد نظموا تظاهرة كبرى جابت شوارع المدينة امس الاول طالبوا فيها القوات الامريكية بفك الحصار. كما طالب الأهالي الحكومة العراقية بالتدخل وانقاذ اهالي المدينة من الحصار الذي تفرضه القوات الاميركية على المدينة بحثا عن جندي اميركي من اصل عراقي اسمه احمد الطائي وهو ابن شقيقة انتفاض قنبر الملحق العسكري العراقي في واشنطن اختطف في الثالث والعشرين من الشهر الحالي .

وقد دعا مقتدى الصدر في بيان له سكان مدينة الصدر بضبط النفس ودعاهم للتهدئة وموضحا امكانية التحدي والمقاومة . واكد ان فرض الحصار على المدينة بحجة الجندي امر يحتاج لدليل وقال ان دليل الاميركان غير مقبول لان دليل الكفار لايعد حجة . واضاف ان الجندي تم خطفه في منطقة الكرادة وهي ليست بعيدة عن المنطقة الخضراء واشار الى ان جيش المهدي التابع له ليست لديه القدرة الاستخبارية الفنية على رصد تحركات الجندي حتى يمكن خطفه بهذه الطريقة وعبر عن اعتقاده بان الحصار سببه موالاة المواطنين له ولانهم وطنيين وضد الاحتلال .

وعلى صعيد اخر فشل مجلس النواب العراقي في استئناف جلساته اليوم بعد التمتع باجازة عيد الفطر التي استمرت اسبوعين وذلك بسبب غياب معظم الاعضاء وعدم اكتمال النصاب القانوني.

ولم يحضر اليوم سوى حوالي 60 من نواب المجلس البالغ عددهم 275 حيث يتطلب النصاب حضور 138 نائبا . وقال نائب رئيس مجلس النواب خالد العطية ان ظروفا مناخية منعت وصول نواب التحالف الكردستاني كما ان قطع الطرق واقامة الحواجز في بعض مناطق بغداد منعت اخرين من الوصول ايضا .

ومن المنتظر ان يعقد المجلس جلسته غدا الاربعاء لتلاود بيان من هيئة الرئاسة حول وثيقة مكة للمصالحة العراقية والتصويت على مقترح قانون بالغاء مذكرة عزل القضاة والقراءة الاولى لقانون تصديق الاتفاق بين الامم المتحدة وجمهورية العراق في شأن أنشطة بعثة الامم المتحدة لتقديم المساعدة الى العراق والتصويت على قانون مفوضية الانتخابات .