بغداد: شركات امنية لحماية الطريقين الدوليين الى سورية والاردن

العراقيون يتطلعون بأمل لصلح قياداتهم الدينية

أسامة مهدي من لندن: بعث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعثة وزارية اليوم الى مدينة العمارة الجنوبية في محاولة لوقف المعارك المستمرة فيها بين مسلحي جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر الذي وجه نداءا للتهدئة وبين القوات العراقية والاميركية والتي ادت منذ امس الى مقتل 15 شخصا واصابة حوالي 90 اخرين من الطرفين استدعت ارسال سريتين من افراد الجيش العراقي الى المدينة على عجل .. فيما اختطف مسلحون في بغداد نجل رئيس مجلس شورى الحزب الاسلامي السني عضو مجلس الحكم السابق محسن عبد الحميد.

وقال مصدر رسمي في بغداد ان المالكي شكل لجنة وزارية على عجل برئاسة وزير الامن الوطني شيروان الوائلي توجهت الى مدينة العمارة (365 كم جنوب بغداد) في مهمة طارئة تستهدف وقف القتال الدائر فيها بين قوات جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر من جهة والقوات العراقية والاميركية من جهة اخرى حيث قام مسلحو الصدر باحتلال عدد من مراكز الشرطة في المدينة اثر اعتقال شقيق امر جيش المهدي الامر الذي ادى الى سقوط 15 قتيلا واصابة 90 اخرين بجروح. وقد وجه الصدر اليوم نداءات للتهدئة وانهاء المواجهات من اجل وقف نزيف الدم وانهاء المظاهر المسلحة في المدينة.

وقال متحدث باسم الجيش البريطاني إن مسلحين بحوزتهم قذائف ار.بي.جي. وبنادق الية من طراز ايه كيه-47 هاجموا عدة مراكز شرطة في العمارة في اشتباكات خطيرة شملت quot;عناصر مارقة من الميليشياتquot; على حد تعبيره . ونشر الجيش العراقي سريتين تضمان حوالي 230 جنديا للمساعدة في الدفاع عن مركز الشرطة فيما قدمت القوات البريطانية مسحا جويا.

واضاف الميجور تشارلي بربريدج ان عناصر الميليشيات يعتقدون ان الشرطة العراقية اختطفت احد عناصرهم لذلك هم يهاجمون مركز الشرطة . واوضح ان القضية لم تعالج حتى الان وقال quot;حتما في مثل هذه المواقف يزداد الموقف سوءا ونتوقع حدوث شيء اخر اليوم لكن قوات الجيش العراقي والشرطة تسيطر على الموقف في المدينةquot;. وتتركز الاشتباكات اليوم بالقرب من مقر مديرية الشرطة الذي تحاصره عناصر جيش المهدي وقرب مكتب الصدر في العمارة الذي تحاصره عناصر من الشرطة.

ومن جانبه اكد مصدر في مكتب الصدر في العمارة ان المواجهات اندلعت على خلفية اعتقال شقيق آمر جيش المهدي في المدينة من قبل عناصر استخبارات الشرطة الذين اتهموه بالضلوع في اغتيال مديرهم قبل يومين بانفجار عبوة ناسفة مع اربعة من مرافقيه . واعلنت الشرطة العراقية في مدينة العمارة الاربعاء مقتل مدير استخبارات العمارة العقيد علي قاسم التميمي واربعة من حراسه في انفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبه جنوب المدينة.

وقال ان عناصرجيش المهدي تمكنوا من اعادة السيطرة على مكتبهم وطرد افراد الشرطة وكذلك تمكنوا من السيطرة على ثلاثة مبان مهمة للشرطة وهي مديرية الجرائم الكبرى ومديرية شرطة النجدة ومديرية المكافحة وقاموا بزرع عبوات ناسفة وتفجيرها والحرائق لا تزال مشتعلة لكنهم لم يطلقوا سراح المعتقلين.

وكانت مجاميع مسلحة من جيش المهدي هاجمت الليلة الماضية مقر قيادة شرطة ميسان وسط مدينة العمارة الواقعة على طريق عام يربط محافظات الجنوب بالعاصمة بغداد مما ادى الى قطعه. وقد تبادل جيش المهدي وقوات الشرطة اطلاق النار بالاسلحة الخفيفة والهاون وقاذفات آر بي جي والرشاشات الثقيلة . وتمكن جيش المهدي من السيطرة على مراكز الشرطة في احياء الماجدية ومغربة والعسكري والثورة والرسالة وقطاع 30 والتي تقع جميعها في محيط مدينة العمارة.

وكانت المدينة شهدت خلال الشهرين الماضيين معارك مماثلة اسفرت عن سقوط العديد من القتلى والجرحى تم بعدها عقد اتفاق بين الجيش العراق وجيش المهدي لتنطيم العلاقة بين الجانبين لكن المعارك التي اندلعت امس مجددا قد قضت على مايبدو على هذا الاتفاق .

ومن جهة اخرى اختطف مسلحون مجهولون نائب رئيس ديوان الوقف السني العراقي ياسر محسن عبد الحميد نجل رئيس مجلس شورى الحزب الاسلامي العراقي عضو مجلس الحكم السابق محسن عبد الحميد الموجود حاليا في مكة للتوقيع على وثيقة صلح القيادات الشيعية السنية في العراق الليلة.

وقال مصدر في الحزب الاسلامي ان مسلحين مجهولين اعترضوا الليلة الماضية طريق ياسر محسن عبد الحميد في منطقة العطيفية ببغداد لدى خروجه من مقر عمله في هيئة الحج واقتادوه الى جهة غير معروفة. وياسر عبد الحميد هو ممثل ديوان الوقف السني في هيئة الحج التي يرأسها رجل الدين الشيعي الشيخ محمد تقي المولى .