أسامة مهدي من لندن: توجه الى باريس اليوم الرئيس العراقي جلال طالباني حيث سيجتمع الى الرئيس الفرنسي جاك شيران غدا الخميس ثم يقوم بزيارة لطهران الاحد المقبل لاجراء مباحثات مع الرئيس الايراني احمد نجاد .

وقال طالباني لدى مغادرته مطار السليمانية (330 كم شمال بغداد) مقر حكومة حزبه الاتحاد الوطني الكردستاني ان زيارته لفرنسا quot;تهدف إلى تقوية وتعزيز العلاقات الثنائية بين العراق وفرنسا، ودعوة الحكومة الفرنسية لدعم العراق في مواجهة الإرهاب ومساندة العملية السياسية فيه. وهذه هي الزيارة الأولى لطالباني إلى فرنسا منذ انتخابه رئيساً للجمهورية في ايار (مايو) الماضي . وزار سلف طالباني الرئيس العراقي المؤقت غازي الياور باريس رسميا في كانون الثاني (يناير) عام 2005 .

وينتظر ان يناقش طالباني وشيراك اخر التطورات المتعلقة بالوضع العراقي وبالعملية السلمية والحوار في اطار المصالحة الوطنية الذي اعربت فرنسا مرارا عن تاييدها ودعمها له. وينتظر ان يؤكد الرئيس الفرنسي تمسك فرنسا بوحدة العراق وبرفض محاولات تقسيمه او جره الى حرب اهلية ومذهبية كما سيشدد على ضرورة تنفيذ بنود وثيقة مكة التي تحرم اهدار الدم العراقي.

واعتبرت مصادر عراقية زيارة طالباني لفرنسا منعطفا جديدا في العلاقات العراقية الفرنسية بعد سقوط النظام السابق وموقفا أكثر وضوحاً لفرنسا تجاه العراق الجديد وللطالباني علاقات جيدة مع الفرنسيين وكان زار فرنسا مرارا للقاء سياسييها عندما كان ينشط ضد نظام الرئيس السابق صدام حسين كما ان للاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه طالباني علاقات دبلوماسية مع الأحزاب والمنظمات الفرنسية منذ عدة سنوات .

وذكرت مصادر دبلوماسية في باريس ان طالباني سيصل مساء اليوم الى فرنسا يرافقه اربعة وزراء وسيبقى فيها حتى السبت. واضافة الى شيراك سيلتقي طالباني وزير الخارجية فيليب دوست بلازي ورئيس الجمعية الوطنية جان لوي دوبري. وسيبدأ طالباني غدا نشاطه بزيارة الى المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية حيث سيلقي محاضرة عن الوضع في العراق قبل ان ينتقل الى المجلس النيابي الفرنسي . ثم يلتقي مع وزير الخارجية فيليب دوستي بلازي الذي يقيم للضيف العراقي والوفد المرافق عشاءا تكريميا وسيتناول البحث الاوضاع الاقليمية بما في ذلك الملف النووي الايراني وتاثيره على الاستقرار العام اضافة الى ضرورة تعاون دول الجوار وفي طليعتها ايران وسوريا من اجل وقف أي تدخل او تدفق للسلاح والمقاتلين الاجانب الى الاراضي العراقية.

ويرافق طالباني وزراء الخارجية هوشيار زيباري والصناعة فوزي الحريري والتربية خضير الخزاعي والعلوم والتنكولوجيا رائد فهمي.

وتأتي زيارة طالباني الى فرنسا التي عارضت بشدة الحرب على العراق عام 2003 في الوقت الذي تتصاعد فيه الضغوط في الولايات المتحدة مطالبة بانسحاب القوات الاميركية من هذا البلد حيث تتفاقم اعمال العنف. ولا تدعو باريس الى quot;انسحاب فوري للقوات الاجنبيةquot; التي تقودها الولايات المتحدة في العراق وانما الى quot;اتفاق على هذا الانسحاب ووضع برنامج لهquot; .

وقال جان باتيست ماتيي المتحدث باسم الخارجية الفرنسية الاثنين الماضي ان quot;هذه الزيارة الرسمية تندرج في اطار علاقات الصداقة التي تربط بين فرنسا والعراق والمشاورات التي يجريها البلدان بانتظامquot;. واضاف انه quot;من خلال هذه الزيارة تريد فرنسا ان تؤكد الدعم الذي تقدمه للعراق ولاعادة اعمار المؤسسات السياسية ولجهود المصالحة الوطنية بين الحكومة والبرلمان العراقيينquot;. واشار المتحدث الى ان باريس قررت الغاء 80% من حصتها من الدين الخارجي العراقي اي اربعة مليارات يورو وبانها استقبلت العام الماضي 500 متدرب عراقي في اطار التعاون الثقافي والعلمي والتقني. وقال ان فرنسا ستفتح قنصلية لها في اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق العام المقبل .

وكان طالباني اجتمع في مقر اقامته في السليمانية امس مع السفير الفرنسي لدى العراق جون فرانسو جيرو.

وتم خلال الاجتماع استعراض تطورات الوضع السياسي والاقتصادي في اقليم كردستان حيث اشار طالباني الى ان الاقليم يشهد في هذا السياق حركة استثمار كبيرة لرؤوس الاموال الاجنبية تتسابق عليها الشركات الكبرى من مختلف دول العالم مشيرا الى ان حكومة اقليم كردستان تلعب دورا بارزا في تشجيع الاستثمار الاجنبي في الاقليم.

ودعا الرئيس طالباني السفير الفرنسي في العراق الى حث الشركات في بلاده على المشاركة في هذا التنافس العمراني واستثمار رؤوس اموالها في اقليم كردستان وبقية المناطق العراقية الآمنة الاخرى. وتعهد طالباني بان يعمل خلال زيارته لباريس على توثيق العلاقات الثنائية المشتركة بين العراق وفرنسا على نحو افضل .