وزير الصحة الفلسطيني: إسرائيل تتعمد قتل الجرحى

فلسطينية تتبرع بملابس أطفالها الشتوية لبيت حانون

مقتل فلسطينيين وطفلة في بيت حنون

سمية درويش من مخيم جباليا للاجئين(شمال قطاع غزة): لم تلتفت قوات الاحتلال الإسرائيلية إلى صرخات الاستغاثة التي أطلقتها العجوز الفلسطينية أم ناصر الكفارنه لمطالبة الضمائر الحية بوقف عملية هدم منزلها فوق رأسها في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة التي تتعرض لهجوم إسرائيلي عنيف.

ورغم نداءات ومناشدات مراكز حقوق الإنسان ومنظمات الإغاثة الدولية ، لم توقف قوات الاحتلال هدم منزل العجوز الفلسطينية التي لم تتمكن من الهروب أو حتى الخروج من منزلها كما فعل غيرها الكثير من الأطفال والنساء خشية من طحنهم تحت جنازير وأنياب الجرافات الإسرائيلية التي حطمت الأخضر واليابس دون اكثرات للإنسانية.

ولقد انتهجت إسرائيل طوال العقود السابقة سياسة الإخلاء القسري لمنازل المواطنين الفلسطينيين وهدم منازلهم ، حيث وصل في السنوات الست الماضية أي منذ بداية الانتفاضة الثانية نطاق عمليات التدمير التي قام بها جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي المحتلة إلى مستوى غير مسبوق . وبحسب العادة تتم عمليات الإخلاء وهدم المنازل من قبل الاحتلال الإسرائيلي دون سابق إنذار ، وفي أغلب الأحيان يكون التحذير الوحيد هو هدير جرافات الجيش الإسرائيلي والدبابات.

وتشكل بلدة بيت حانون التي تتعرض للعملية العسكرية الأعنف quot;غيوم الخريفquot; لليوم الرابع على التوالي ، شوكة في خاصرة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية المناط بها حماية امن مستوطنيها.

وتقع بيت حانون إلى الشمال الشرقي من قطاع غزة هذا الشريط الضيق الذي تبلغ مساحته نحو 360 كيلومترا مربعا ، وتبلغ مساحة بيت حانون نحو 11 ألف دونم ، ويقدر عدد سكانها بأكثر من 30 ألف نسمة. وتعتبر البلدة الشمالية محطة للمجموعات الفلسطينية المقاتلة التي تطلق قذائفها الصاروخية تجاه البلدات اليهودية والتي تشكل هاجسا وقلقا لزعماء إسرائيل ، بعدما نجحت في إصابة أهدافها بدقة ومنها محطة الكهرباء الرئيسة لمستعمرة سديروت والتي توقفت عن العمل لعدة ساعات بسبب الأضرار التي لحقت بها نتيجة القصف.

وقد أطلقت وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين quot;الأونرواquot;، تحذيراتها من أن العمليات العسكرية الإسرائيلية تجري في مناطق يتكدس فيها اللاجئون الفلسطينيون ، حيث قالت في بيان صحافي نشرته ، إن هذه العمليات تهدد أكثر من عشرة آلاف من تلاميذ وتلـميذات مدارس الأونروا بالإضافة إلى أربعمئة من موظفي الوكالة.

وكان مدير عمليات وكالة الغوث الدولية جون جينغ ، قد طالب الـمجتمع الدولي وكافة الأطراف الـمعنية بإيصال الـمساعدات الإنسانية العاجلة لسكان بيت حانون الـمحاصرين بشكل فوري.

ومع إنهاء عملية غيوم الخريف الإسرائيلية يومها الرابع في شمال قطاع غزة ، بلغ عدد القتلى الفلسطينيين ما يزيد عن 45 فلسطينيا ومئات الجرحى ، غير أن أعداد المشردين والمتضررين من العمليات الإسرائيلية بلغ عدة مئات. وبحسب أبو عمر المصري الذي تحدثت إليه quot;إيلافquot; ، فان قوات الاحتلال تقوم بعملية قتل بطيء وممنهج ، لإيقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر والضحايا في صفوف المدنيين ، مشيرا إلى ما تقوم به قوات الاحتلال من تدمير خطوط مياه الشرب ، وشبكات الصرف الصحي والكهرباء والهاتف ، وتحويل منازل الفلسطينيين إلى نقاط عسكرية لقنص السكان .

وتقول زوجة أبو عمر التي بدت عليها علامات الإرهاق والإعياء ، ان المواد التموينية نفذت تماما من البلدة الشمالية وبالذات حليب الأطفال ، مبينة انه لم يعد لدى أهالي البلدة ما يساعد على بقائهم على قيد الحياة. وينتظر سكان شمال قطاع غزة بفارغ الصبر تدخلا دوليا عربيا قويا للضغط على الحكومة الإسرائيلية ولجم جيشه عن ممارسة القتل والدمار في القرية التي أنهكت وقدمت المئات من الضحايا على مدار السنوات الماضية.