وكالات:أعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اليوم عن استعداده للإفراج عن العديد من المعتقلين الفلسطينيين والافراج عن اموال مستحقة للسلطة الفلسطينية في مقابل الافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت الذي تحتجزه مجموعات فلسطينية منذ 25 حزيران(يونيو). وزعم اولمرت في خطاب ألقاه اليوم انه يمد يده quot;من اجل تحقيق السلام مع جيراننا الفلسطينيينquot; معربا عن امله في quot;ان يجد اجابة من قبل هؤلاء الذين يقفون الان على تقاطع طرق مهم في تاريخهمquot;.
وكان اولمرت يتحدث بالقرب من قبر ديفيد بن غوريون اول رئيس وزراء لاسرائيل في بلدة (سديه بوكير) في منطقة النقب جنوب اسرائيل. وقال quot;ان السلام مع الفلسطينيين يأتي من خلال الاعتراف المتبادل معهم واستئناف مفاوضات السلام بين الجانبينquot;.
ورأى اولمرت quot;ان الافراج عن الجندي الاسرائيلي الذي اسرته ثلاثة فصائل فلسطينية في شهر حزيران / يونيو الماضي وعودته سالما الى اسرته سيدفع اسرائيل للافراج عن اسرى فلسطينيين من بينهم من حكم لفترات طويلة في السجون الاسرائيليةquot;.
وطالب في خطابه الفلسطينيين quot;بإدانة العنف والتنازل عن إصرارهم على تحقيق حق العودة الى بيوتهم التي هي الان داخل حدود اسرائيلquot; معتبرا quot;ان تمسك هؤلاء بحق العودة يعتبر احدى العقبات التي تعترض منذ فترة طويلة مفاوضات السلام معهمquot;.
وادعى quot;ان اسرائيل مستعدة للتخلي عن مناطق شاسعة في الضفة الغربية وتفكيك مستوطنات مقابل التوصل الى سلام حقيقي مع الفلسطينيينquot;.
واضاف quot;ان حكومته مستعدة لإدخال تسهيلات على حياة سكان الضفة الغربية الفلسطينيين وازالة حواجز من طرقها الرئيسة والافراج عن الاموال الفلسطينية التي جمدتها اسرائيل اذا ما استجاب هؤلاء لجهود السلامquot;.
وختم quot;اننا لا نستطيع تغيير ما حدث في الماضي ولا ان نعيد الضحايا الذين سقطوا من الجانبين خلال هذا الصراع وكل ما يمكننا عمله اليوم هو منع حصول مأساة جديدةquot;.
عريقات مشاورات مكثفة مع اسرائيل
اكد رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات اليوم ان مشاورات مكثفة مع اسرائيل تجري الان للتوصل إلى اتفاق تهدئة في الضفة الغربية على غرار ذلك الذي دخل حيز التنفيذ في قطاع غزة يوم امس. وابلغ عريقات الاذاعة الفلسطينية اليوم quot;ان اتفاق التهدئة في قطاع غزة غير منفصل عن الضفة الغربيةquot; موضحا ان quot;مشاورات واتصالات مكثفة تجرى مع اسرائيل للتوصل الى وقف لاطلاق النار مماثل يشمل الاخيرةquot;. واضاف قائلا quot;كنا نود ان تكون التهدئة شاملة لقطاع غزة والضفة الغربية لكن من حيث المبدأ هناك قضايا مرتبطة بالضفة يتوجب الاتفاق عليها منها الانسحاب الاسرائيلي من مدنها ووقف التوغلات والاقتحامات وحل قضايا المطاردين والمبعدينquot;.
وتأتي تصريحات عريقات هذه بعد ساعات من قتل جيش الاحتلال الاسرائيلي اثنين من الفلسطينيين هما ناشط من ألوية الناصر صلاح الدين وسيدة مسنة في بلدة قباطية في الضفة الغربية.
وكان محمود السعدي القيادي في حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين قد طالب اليوم بتنفيذ اعلان التهدئة الذي بدأ العمل به في قطاع غزة يوم امس في مدن الضفة الغربية محذرا من رد فعل حركته على اي عدوان اسرائيلي قد يستهدف المدنيين هناك.
وتسعى كل من الرئاسة الفلسطينية ورئاسة الوزراء التابعة لحركة حماس إلى تثبيت وقف اطلاق النار مع اسرائيل وقد شكلت الليلة الماضية في غزة لجنة خاصة تضم ممثلين للفصائل لتعد ورقة عمل بشأن التوصل للتهدئة الشاملة والمتبادلة والمتزامنة مع اسرائيل في الضفة وغزة.
على الصعيد نفسه نفى عريقات في تصريحاته quot;وجود اي نوع من الفصل في الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل بين الضفة الغربية وقطاع غزةquot; معتبرا ان quot;هناك مسائل يجب ان تحل قبل اعلان التهدئة في مدن الضفة وذلك في اطار المصلحة الفلسطينيةquot;. وتوقع quot;ان تحمل الساعات القادمة اتفاقا مع اسرائيل لاعلان تهدئة في الضفة الغربية يكون quot;شاملا ومتزامناquot; ينفذه الجانبان.
ودعا المسؤول الفلسطيني quot;الجميع الى الحفاظ على هذه التهدئة والالتزام بوقف اطلاق النارquot; متوقعا quot;ان هذا سيفتح افاقًا سياسية ستمكن من التحرك سياسيا نحو استئناف عملية السلام التي يجب ان تقود الى إنهاء الاحتلال اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وحل القضايا العالقةquot;.
ورأى عريقات في تصريحاته quot;ان وقف العدوان على الفلسطينيين هو مصلحة وطنية وهدف تسعى اليه كافة الفصائل وهو ما تحقق في هذه التهدئة وعلينا الحفاظ على ذلكquot;. واكد عريقات quot;استمرار التحضيرات لعقد لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الذي يجب ان يخرج بنتائج ملموسة.
وكانت الاذاعة الفلسطينية قد ذكرت اليوم ان الدكتور صائب عريقات ورفيق الحسيني مدير مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيلتقيان الاربعاء المقبل مستشاري رئيس الحكومة الاسرائيلية يورام توربوفيتش وشالوم تورجمان للبحث في التهدئة المعلنة واللقاء المتوقع بين اولمرت وعباس.
التعليقات