ريغا: أيّد الأمين العام لمنظمة حلف شمال الاطلسي ياب دي هوب شيفر اليوم الثلاثاء إنشاء quot;مجموعة اتصالquot; دولية للإشراف على إعادة إعمار أفغانستان، بناء على اقتراح من الرئيس الفرنسي جاك شيراك.وقال دي هوب شيفر quot;إننا بحاجة الى هيئة تنسيق دولية أفضل لأفغانستانquot; تشرف على الامن وإعادة الإعمار والسياسات المطبقة بهذا الصدد في آن.

وكان المسؤول يتحدث خلال محاضرة ألقاها في ريغا قبل ساعات قليلة على عقد الحلف الأطلسي قمة في عاصمة لاتفيا يخصص القسم الاكبر من أعمالها لتدهور الوضع في افغانستان.وقال مرددا اقتراحا قدمه شيراك quot;ينبغي قيام هيئة شبيهة بمجموعة الاتصال في كوسوفو تجمع الجهات الدولية الكبرى بشكل منتظم وتنسق الاستراتيجية الإجماليةquot;.

من جهته دعا شيراك الى quot;إعادة تركيز حلف شمال الاطلسي على سير العمليات العسكريةquot; في افغانستان التي تشهد موجة عنف جديدة، مؤكدا أولوية عمل الأمم المتحدة كمنظمة عالمية وذلك في مقال نشر في 36 بلدا. ورأى شيراك أنه quot;من أجل توفير الظروف المؤاتية للنجاح، علينا أن ندرج عملنا في إطار استراتيجية شاملة، عملية سياسية واقتصادية نؤكد عليها مجدداquot;.

وكتب quot;ارى من الضروري تشكيل مجموعة اتصال تضم دول المنطقة والدول الرئيسة المشاركة (في العمليات العسكرية) والمنظمات الدولية كما هي الحال في كوسوفو، لإعطاء قواتنا إمكانات النجاح في مهمتها المساندة للسلطات الأفغانية وإعادة تركيز الحلف على سير العمليات العسكريةquot;. ورفض الرئيس الفرنسي من جهة اخرى الطرح الأميركي بقيام تحالف ديمقراطيات، معتبرا ان quot;الامم المتحدة يجب أن تبقى المنتدى السياسي الوحيد على الصعيد العالميquot;. واقترح ببساطة على الدول المساهمة عسكريا في مهمات التحالف في الخارج إجراء quot;مشاورات حول كل ملف على حدةquot; وليس اقامة شراكة شاملة مثلما تدعو اليه واشنطن.

كما تمنى شيراك وهو من كبار دعاة قيام اوروبا دفاعية تلعب دورا اكبر على الساحة الدولية، أن quot;يسمع الاتحاد الاوروبي صوته في الحلفquot; الأمر الذي quot;يفترض بصورة خاصة إمكانية أن يجري اعضاؤه مشاورات محددة في اطار (الحلف)quot;. وحث الاوروبيين الذين quot;اعتمدوا لفترة طويلة جدا على حلفائهم الاميركيينquot;، على quot;تحمل حصتهم من العبءquot; بزيادة جهودهم الدفاعية. وختم quot;اننا بحاجة اليوم كما في الامس الى حلف قوي ومتضامن ومتكيفquot; مع الظروف الحالية، معتبرا ان quot;التساهل في الدفاع سيعني تناسي التهديداتquot; الناتجة من الارهاب وquot;القوميات العدوانيةquot;.

عملية انتحارية بالسيارة المفخخة في افغانستان


وعلى صعيد متصل اعلنت وزارة الداخلية الأفغانية مقتل شرطي وإصابة أربعة أشخاص آخرين بجروح في عملية انتحارية بالسيارة المفخخة في ولاية هراة غرب البلاد.وهي ثالث عملية انتحارية تنفذ في افغانستان منذ الاحد.واوضح المتحدث باسم الداخلية زمراي بشاري ان الشرطة طاردت سيارة مشبوهة فجرها السائق الانتحاري مستهدفا سيارة جيب تابعة لقوات الامن، مشيرا الى مقتل الانتحاري.

وقال مساعد قائد شرطة هرات علي خان ان العملية اسفرت عن اصابة شرطي وثلاثة مدنيين بجروح.وكانت عملية انتحارية بالسيارة المفخخة وقعت الاثنين قرب قندهار (جنوب) واسفرت عن مقتل جنديين كنديين من القوات الاطلسية، فيما قتل في اليوم السابق 15 أفغانيا في عملية انتحارية استهدفت مطعما جنوب شرق البلاد.وتسجل موجة اعمال العنف هذه فيما تفتتح منظمة حلف شمال الاطلسي قمتها اليوم الثلاثاء في ريغا على أن تبحث مطولا خلالها الوضع في افغانستان التي تشهد أعنف سنة منذ سقوط نظام طالبان في نهاية 2001.ويشير تقرير رسمي الى مقتل اكثر من 3700 شخص هذه السنة في افغانستان، معظمهم من المتمردين والمدنيين وبينهم ايضا جنود وشرطيون افغان، وفق حصيلة تبلغ اربعة أضعاف حصيلة القتلى عام 2005 بحسب تقرير رسمي.
وينشر الحلف الاطلسي نحو 32 الف جندي في افغانستان ضمن القوة الدولية المساعدة على إرساء الأمن في افغانستان (ايساف).