بهاء حمزة من دبي: حذر الأخضر الإبراهيمي المستشار السابق للأمين العام للأمم المتحدة من أن غياب سياسة مركزية في العراق وحالة الضياع التي يعاني منها يهددان بفوضى عارمة لن تلبث أن تنتشر في كافة أنحاء المنطقة. واضاف الإبراهيمي خلال مشاركته في جلسة عمل ضمن فعاليات المنتدى الاستراتيجي العربي حول السباق العالمي لامتلاك الطاقة ان غزو العراق أدى إلى تدمير دولة دون أن يعمل على بناء دولة جديدة. ولعل أكبر المتضررين من هذا الغزو كان قطاع الطاقة مشيراً إلى أن عقد النفط الذي تتفاوض حكومة كردستان لتوقيعه مع النرويج دون موافقة الحكومة المركزية ابرز دليل على غياب الدولة والحكومة في العراق لافتاً إلى أهمية تطوير مشاريع رائدة بالاستفادة من عائدات النفط التي حققتها الطفرة الحالية في الأسعار.

وانتقد الإبراهيمي النظرة التقليدية لقطاع الطاقة باعتباره السبب الرئيسي للصراعات في العالم quot;حيث اننا لا نستطيع أن ننسى وخاصة هنا في منطقة الخليج أن النفط ساعد على تحقيق مستويات تعليمية أفضل وتأمين بنية أساسية متطورة في مجال العقارات والخدمات الصحيةquot;.

ودعا الإبراهيمي إلى التوجه شرقاً بدلاً من الغرب لإيجاد حلول لمشكلات نقص الطاقة مستشهداً بماليزيا وإندونيسيا والهند والصين كأمثلة رائدة حول الإنجازات التي يمكن أن يحققها دعم قطاعات التعليم.

بدوره توقع دانييال يارجن العضو المؤسس والرئيس في جمعية كامبريدج لأبحاث الطاقة في الولايات المتحدة أن تعود روسيا أكبر منتج للطاقة في العالم إلى وضعها السابق كقوة عظمى. كما توقع ان يعيد الصراع على الطاقة سباق التسلح النووي من جديد quot;أعتقد أن القرن الحالي سيشهد عودة التنافس على امتلاك السلاح النووي ولكن تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذريةquot;. وردا على سؤال حول النقص في إمدادات الطاقة في العالم قال يارجن quot;إنها المرة الخامسة التي أسمع فيها أن إمدادات الغاز ستنضب وكانت اخر مرة في الثمانينيات من القرن الماضيquot;. واضاف quot;أعتقد أن معدلات انتاج الغاز سترتفع بنسبة 20% خلال 5 سنوات. ونحتاحمن عقدين إلى ثلاثة عقود لتتمكن الدول من زيادة حصصها في أسواق الطاقة العالمية والوصول بالإنتاج إلى مستويات الطلب.

بدوره تحدث زي جون مساعد وزير الخارجية الصيني بتفصيل أكثر حول أهمية سياسات الحفاظ على مصادر الطاقة لافتاً إلى المبادرات والجهود التي تبذلها الدول المتقدمة للحد من الهدر وحماية مصادر الطاقة حيث قال انه منذ عام 1990 استطاعت الصين أن توفر اكثر من 90% من احتياجات الطاقة ذاتياً في حين لا تستورد سوى 6% من احتياجاتها من النفط الخام العالمي. حيث تعطي الاولوية لسياسات الحفاظ على الطاقة وبناء مجتمع لديه مثل هذه العقلية. quot;وعلى الرغم من أننا ما نزال نعتمد على الفحم كمصدر رئيسي للطاقة إلا اننا نستخدم مصادر أخرى للحفاظ على الطاقة النفطية مثل الطاقة المائية والطاقة النوويةquot;.

وتحدث زي عن أهمية عقد شراكات بين الدول النامية والدول المتقدمة وتحالفات المنتج والمستهلك لافتاً إلى الشراكة الاستراتيجية التي عقدتها الصين مؤخراً مع منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك. وأضاف quot; نجري حالياً مفاوضات العديد من الدول المنتجة ونريد أن نشارك في عملية صناعة القرار العالمي فيما يتعلق بقطاع الطاقةquot;.

من جانبه قال جيروين فان در فيير الرئيس التنفيذي لشركة رويال دتش شيل أن النفط والغاز ما يزالان المصدران الرئيسيان للطاقة اكثر من مصادر الطاقة المتجددة. وأشار إلى قضية حماية البيئة بالقول: quot;نجري حالياً أبحاثاً مكثفة حول قضية غاز ثاني أكسيد الكربون بهدف الوصول إلى طرق ناجعة للتقليل من تأثيراته السلبيةquot;. ولفت إلى ضرور الموازنة بين استحداث من مصادر الطاقة ودعم الاستثمارات في هذا المجال منوهاً بشبكة أنابيب النفط في منطقة الخليج التي تمتد على مسافة 80 ألف كم. quot;اعتقد أن هذه الأنابيب ستبدو بعد 25 عاماً مثل السباجيتيquot;.