المشهداني: فشلنا دفع واشنطن لسياسات جديدة للعراق بمعزل عنا
واشنطن: أكد البيت الأبيض أن التغييرات التي سيتم اجراؤها على الاستراتيجية الأميركية المتبعة في العراق ستعتمد في المقام الأول على الحقائق الموجودة على الأرض هناك بغض النظر عن التوصيات التي ستقدمها المجموعات المختلفة المكلفة بدراسة الوضع في العراق.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو في لقاء مع الصحافيين أنه quot;ايا ما كانت التوصيات التي ستقدمها لجنة بيكر - هاملتون حول العراق والتقارير المعدة من جانب وزارتي الدفاع والخارجية ومجلس الأمن القومي فان الولايات المتحدة ستظل بحاجة الى مواصلة تعديل سياساتها في العراق استنادا الى الحقائق على الأرضquot;. واضاف ان التكهن بأن تقدم لجنة بيكر - هاملتون عصاة سحرية لحل المشكلة العراقية quot;يضع عبء غير عادل على كاهل تلك اللجنةquot; معتبرا انها قامت بدراسة وضع quot;معقد للغايةquot; في العراق.

ومن المقرر ان تصدر اللجنة المؤلفة من عشرة اعضاء ويترأسها وزير الخارجية الاسبق جيمس بيكر وعضو الكونغرس السابق لي هاملتون تقريرا غدا الأربعاء يتضمن توصيات لتحسين الاوضاع في العراق.

وعما اذا كان الرئيس بوش يبحث عن طريقة لخروج الولايات المتحدة من العراق قال سنو ان quot;الطريق للخروج هو ان يكون العراق قادرا على البقاء وحكم نفسه والدفاع عن نفسه وان يكون حليفا في الحرب على الارهاب ويضع نموذجا للمنطقة بأن الديمقراطية بمقدورها ان تنجحquot;. واضاف ان الرئيس بوش يعتقد ان الشعب العراقي بمقدوره تحقيق ذلك ومن ثم فان هدف الولايات المتحدة هو مساعدة العراقيين على زيادة قدراتهم لتحقيق هذه الأهداف.

في غضون ذلك، اقرت لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي بالاجماع تعيين روبرت غيتس وزيرا للدفاع خلفا لدونالد رامسفلد.ويجب ان يقر الان مجلس الشيوخ هذا التعيين. وسيجري تصويت على هذا الامر قبل نهاية الاسبوع.

و كان غيتس أكدأمام اللجنة انالولايات المتحدة لا تربح الحرب في العراق وذلك على الرغم من أن الرئيس واركان ادارته شددوا مرارا على عكس ذلك.

و قد أبدى غيتس استعداده لتغيير الاستراتيجية الأميركية المتبعة حاليا في العراق. واعرب عن quot;ترحيبه بالعديد من الاستراتيجيات والخطط البديلة المطروحة من جانب اعضاء في الكونغرس ووزارة الدفاع ومؤسسات حكومية أخرى لاسيما التوصيات التي ستصدرها مجموعة دراسة العراق التي يترأسها وزير الخارجية الاسبق جيمس بيكر وعضو الكونغرس السابق لي هاملتونquot;.

و كان من المتوقع ان يحظى غيتس الذي كان رئيسا لوكالة الاستخبارات المركزية في فترة رئاسة الرئيس جورج بوش الأب بموافقة الكونغرس على تعيينه في منصبه لاسيما وانه قريب من تطورات الأوضاع في العراق كونه كان عضوا في لجنة بيكر هاملتون حتى ترشيحه من جانب الرئيس بوش لخلافة رمسفيلد الذي قدم استقالته من منصبه عقب خسارة الحزب الجمهوري للانتخابات النصفية للكونغرس الشهر الماضي وهي الانتخابات التي لعبت الاوضاع المتردية في العراق دورا كبيرا في حسم نتيجتها.

و قدتعهد غيتس خلال جلسة الاستماع بالتشاور مع القادة العسكريين ومسؤولي الكونغرس والحكومة لتكوين ملامح الاستراتيجية الواجب اتباعها في العراق ثم عرضها على الرئيس بوش واعضاء في مجلس الامن القومي لمناقشتها. كما اكد انه quot;سوف يعطي الجانب الاكبر من اهتمامه الى اراء قادة الجيشquot; مشيرا في الوقت ذاته الى ان القرار النهائي يعود الى الرئيس بوش.

واعتبر غيتس ان quot;التطورات في العراق خلال العام او العامين القادمين ستشكل الشرق الاوسط بمجمله وسيكون لها نفوذ متزايد على الجغرافيا السياسية للعالم لسنوات طويلة قادمةquot;. وقال ان quot;سياسة الولايات المتحدة خلال العامين القادمين سوف تحدد ما اذا كان الاميركيون والعراقيون وكذلك الرئيس الاميركي المقبل سوف يواجهون وضعا في العراق والمنطقة يتحسن بشكل مطرد ولكن بطئ ام سيواجهون مخاطر كبيرة للغاية واحتمالات لتفجر الاوضاع في المنطقة بأكملهاquot;.

وشدد غيتس على ضرورة quot;العمل معا لتطوير استراتيجية لا تترك العراق ليعيش في الفوضى وتحمي مصالح الولايات المتحدة طويلة المدى وكذلك تصون امال المنطقةquot;.

وكان غيتس قد التقى في وقت سابق من اليوم مع الرئيس جورج بوش الذي اعرب عن رغبته في ان يقوم مجلس الشيوخ باقرار تعيين غيتس كوزير للدفاع لتمكينه من بدء العمل في اسرع وقت ممكن.