67 باحثا من 30 دولة يناقشون 3 محاور رئيسية
طهران تستضيف غدا مؤتمرquot; المجزرة النازيةquot;

يوسف عزيزي من طهران : يعقد في طهران غدا مؤتمر quot;المجزرة النازيةquot; الذي تنظمه وزارة الخارجية الايرانية لدراسة ظاهرة هذه المجزرة التي تمنع معظم الدول الغربية من البحث او التشكيك فيها. وينعقد المؤتمر لمدة يومين في مركز الدراسات السياسية و الدولية التابع لوزارة الخارجية تحت شعارquot; الآفاق الدولية لدراسة المجزرة النازيةquot; بمشاركة 67 باحثا من 30 دولة. ويرتكز المؤتمر على 3 محاور رئيسية:quot; معاداة اليهود، وانبثاق الصهيونية، ومفهوم المجزرة النازية وجذورهاquot;. كما ستعرض افلام وصور و اطروحات جامعية و سيقام معرض للكتب حول موضوع المجزرة على هامش المؤتمر.
وعلمت ايلاف من مصادر مطلعة ان مقالات من اسرائيل و الولايات المتحدة ستعرض في المؤتمر كما ان الخارجية الايرانية لم تكشف عن اسماء الباحثين الاجانب خشية عدم السماح لهم بالسفر لايران. كذلك فان خامات يهودية معادية للصهيونية ستشارك في المؤتمر.

إيران تدافع عن المؤتمر

واكدت ايران ان الهدف من هذا المؤتمر هو خلق اجواء علمية لدراسة هذا الحدث التاريخي وابعاده المختلفة بعيدا عن الدعاية السياسية.واعلن مساعد وزير الخارجية الايراني منوشهر محمدي ان ايران بسبب علاقاتها العريقة مع كافة الاديان خاصة اليهودية ستدرس الآراء المختلفة في هذا المجال ولاتوجد اية نزعات عنصرية او دينية لدى القائمين لهذا المؤتمر. وقال محمدي في مؤتمر صحفي في طهران ان ايران تعتبر quot;معاداة اليهودquot; بانها ظاهرة غربية و تعارضها بشدة ولاتريد ان تشدد العنصرية التي ترفضها. واكد منوشهر محمديquot;ان ايران ستعترف بالمجزرة النازية لليهود اذا وصل الباحثون في المؤتمر الى نتيجة مفادها بان المجزرة حقيقة. لكن السؤال المطروح هو لماذا ان يدفع الشعب الفلسطيني ثمن تلك المجزرة التي لم يكون له اي دور فيهاquot;.
واضاف مساعد الخارجية الايرانية ان ايران تنوي اقامة مؤتمرات حول التطهير العرقي للسكان الاصليين في الولايات المتحدة الاميركية و الشعوب الافريقية وفلسطين، وسيعقد اول مؤتمر من هذا النوع يوم 27 شباط (فبراير)المقبل تحت شعارquot;المهاجرون الاوروبيون و التطهير العرقي في اميركا اللاتينيةquot;.
ويأتي الاهتمام الايراني بمسألة الاقليات في الدول الغربية ردا على الاهتمام الواسع التي تبديه الدول الغربية - من برلمانات و مؤسسات مدنية و حقوق انسان - لقضايا الاقليات الدينية و المذهبية و القوميات غير الفارسية في ايران.

احتجاجات غربية

وقد اثار انعقاد المؤتمر، احتجاج الامين العام للامم المتحدة كوفي اعنان و بعض الدول الغربية.وقال انان ردا على انعقاد مؤتمر المجزرة النازية في طهران انه يشجب اي مؤتمر يشككك في قضية المجزرة النازية.واعلن استفان دوجاريك المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة نقلا عنه بانه يعتقد ان على كافة الشعوب و الاديان ان تواجه اي جهود تحاول التشكيك في حقيقة هذه المأساة الرهيبة التي لايمكن انكارها.كما اعلنت الخارجية الالمانية انها تستنكر ان تمنح المنابر للذين ينفون حقيقة المجزرة النازية و حتى الذين يشككون في عدد اليهود الذين قتلوا في المانيا النازية.

كما احتجت الولايات المتحدة اعلى انعقاد هذا المؤتمر حيث وصفه المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون ماك كورميك، بالامر بالمخجل.
وقال انه quot; من المستغرب ان يواصل قادة الحكومة في طهران انكارهم لاغتيال اكثر من 6 ملايين شخص في المجزرة النازيةquot;. الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قد فجر العام الماضي قنبلة اعلامية مثيرة عندما شكك في ما يوصف ب quot;الهولوكوستquot; او المجزرة النازية ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية. وقد استمر احمدي نجاد في هذا النهج حتى الان، ووصف في تصريحات اخرى له دولة اسرائيل بالخرافة التي يجب ان نزيلها عن الخريطة العالمية.
وقد واجهت تصريحات الرئيس الايراني ردود فعل متباينة على المستويين الداخلي و الاقليمي و الدولي. وفيما رحبت الاوساط الاسلامية و الراديكالية في العالم العربي والاسلامي بهذه التصريحات فقد عارضتها الدول الغربية و اسرائيل. كما ان الحركة الاصلاحية والمعارضة في الداخل انتقدت هذه التصريحات حيث وصفها الرئيس السابق محمد خاتمي بانها غير متزنة. واكد خاتمي خلال زيارته للولايات المتحدة الاميركية في ايلول(سبتمبر) الماضي ان المجزرة النازية حقيقة لايمكن نفيها لكن يمكن المناقشة بعدد الذين قتلوا خلالها.