موسكو -دمشق: صرح مصدر في الكرملين بأن الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره السوري بشار الأسد سيوليان في مباحثاتهما اهتماما خاصا للوضع المثير للقلق في منطقة الشرق الأوسط. ومن المتوقع أن يصل الرئيس الأسد إلى موسكو اليوم. وأكد المصدر أن مسألة التوصل إلى تسوية عادلة وراسخة في منطقة الشرق الأوسط ستكون في مقدمة جدول أعمال المباحثات بين الرئيسين بوتين والأسد.

وسيبحث الاسد وبوتين أيضاملف العراق والازمة السياسية في لبنان والوضع في الاراضي الفلسطينية في مسعى لايجاد quot;وسائل لحل الازماتquot; كما قال يفيغني بوسوخوف الدبلوماسي الروسي المعتمد في العاصمة السورية.

وفي مقابلة مع صحيفة quot;روسيسكايا غازيتاquot; الروسية قال نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ان موسكو تلعب quot;دوا مهما جداquot; في المنطقة. والمح ايضا الى الاهتمام السوري بشراء المزيد من الاسلحة روسية بعد صفقة اثارت غضب اسرائيل وانزعاجا في واشنطن في السابق. واشار الشرع الى اهمية امدادات الاسلحة الروسية بالنسبة لسوريا.

وتسعى روسيا لاستعادة بعض النفوذ الذي كانت تمارسه في حقبة الاتحاد السوفياتي السابق في الشرق الاوسط. وتاتي زيارة الاسد بعد زيارة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الى موسكو. وتواجه حكومة السنيورة حركة اعتصامات وتظاهرات للمعارضة بهدف المطالبة بتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وما يزيد من اهمية الحركة الدبلوماسية في روسيا، وصول مدير عام وزارة الخارجية الاسرائيلية اهارون ابراموفيتش الى موسكو الاحد لاجراء محادثات. وروسيا هي احد اعضاء اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط التي تضم ايضا الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة والامم المتحدة. ورغم ان روسيا تقيم بشكل متزايد علاقات وثيقة مع اسرائيل، الا انها كانت في واجهة معارضي الهجوم الاسرائيلي على لبنان في تموز(يوليو) واب(اغسطس) الماضيين. وقال الدبلوماسي الروسي بوسوخوف ان الرئيسين الاسد وبوتين سيتطرقان الى مشروع الامم المتحدة لانشاء محكمة ذات طابع دولي لمحاكمة المشتبهين باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في شباط(فبراير) 2005.

وقد اشار تقرير لجنة تحقيق تابعة للامم المتحدة الى احتمال ضلوع مسؤولين امنيين سوريين في اغتيال الحريري لكن سوريا نفت ذلك. وتابع الدبلوماسي ان موسكو تدعم تشكيل المحكمة لكن بوتين سيسعى للتاكيد للاسد بانها quot;لن تستخدم كاداة ضغط على سورياquot;. وستشمل المحادثات ايضا الدعوات لاشراك سوريا وايران في جهود وقف العنف في العراق رغم معارضة الادارة الاميركية لذلك.

وقال المحلل في شؤون الدفاع بافل فيلغنهاور ان مساعي سوريا لتحديث جيشها مع مشتريات اسلحة من موسكو quot;ستشكل الشق الاهمquot; في زيارة الاسد لروسيا. واضاف ان quot;سوريا لديها لائحة مطالب كبرى لان جيشها قديم، وقد تكون ايران ستتحمل قسم من العبء الماليquot;. وتابع ان quot;السوريين يريدون شراء المزيد من الانظمة الثقيلة لتحديث الجيش، وسيكونون مهتمين جدا بالصواريخ المضادة للطائرات والمقاتلات الحديثة وتحديث دباباتهمquot;.

وتأتي هذه الزيارة بعد ما تردد عن quot;عدم تحقيقquot; رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة لما كان يصبو اليه من خلال زيارته لروسيا ، فبوتين ما زال على موقفه من ضرورة عدم تسييس المحكمة الدولية في اغتيال الحريري ناصحا السنيورة بتسوية الأزمة في العلاقات اللبنانية ــ السورية ثنائياً من دون الاعتماد على الخارج، لأن في ذلك مصلحة لبنانية، وأكد الاستعداد للقيام بدور ايجابي في هذا المجال.كما اوضح الرئيـس الروسي لضيفه اللبناني ان روسيا ترى ان المحكمة ليست لكشف قتلة الرئيس رفيق الحريري بمقدار ما هي وسيلة ضغط اميركية على سورية وحلفائها، وأن موقفها الداعي الى تعديل مشروع إنشــائها ليس للعرقلة بل لتسهيل إقرارها، لأن بقاءه بصيغته الحالية لا يحقق النتيجة المرجوة ويدفع الى منحى لا تريده روسيا وقد يمثّل سابقة يمكن أن تتكرر في مناطق أُخرى منها الشيشان، مثلاً.

وعلّقت الصحف الروسية على الزيارة بالقول إن quot;موسكو تسعى بكل الوسائل إلى استعادة دور اللاعب الأساسي في الشرق الأوسطquot;، من خلال المساهمة في إيجاد حلول لمشاكل المنطقة.ورأت الصحف أن quot;سوريا هي بلد أساسي في المنطقة، وهذا الواقع تقرّ به، ليس فقط روسيا، بل أيضاً الولايات المتحدة التي ترى أنه من غير الممكن حل الوضع في العراق من دون الاتصال بدمشقquot;.وكتب رئيس تحرير مجلة روسيا في السياسة العالمية، فيدور لوكيانوف، أن روسياldquo;تريد أن تمارس وحدها دور المحاور الأساسي مع بشار الأسدquot;.

واكدت مصاد روسية انه ليس هناك رابط مسبق بينها وبين زيارة الرئيس فؤاد السنيورة الى العاصمة الروسية الاسبوع الماضي. وأعلن المكتب الصحفي للكرملين صباح اليوم أن زياة الاسد ستمتد من الثامن عشر ولغاية العشرين من هذا الشهر تلبية لدعوة من الرئيس الروسي .ويسعى البلدان الى زيادة تبادلهما التجاري إلى 600 مليون دولار مقابل 30 مليوناً حالياً.

جولة الاسد

وفي أبو ظبي بحث الأسد امس مع الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان التعاون بين البلدين خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية وشددا على حرص الإمارات وسوريا على ضرورة تفعيل العمل العربي المشترك، والتشاور والتنسيق في كل ما يهم الأمة العربية وشعوب المنطقة.

ومن اليمن دعا الاسد ونظيره اليمني علي عبد الله صالح، في قمة في عدن أمس الأول، الفلسطينيين إلى المحافظة على وحدتهم واللبنانيين إلى تجاوز خلافاتهم. وقال مصدر رسمي يمني إن quot;الأوضاع في الأراضي الفلسطينية احتلت الصدارة في المباحثات، حيث أكد الجانبان على أهمية أن يحافظ الفلسطينيون على وحدتهم الوطنية وعدم الانزلاق في أي مواجهاتquot;.

وحول الأزمة في لبنان، أكد صالح والأسد quot;على أهمية عدم التدخلات الخارجية في الشأن اللبناني. وحثا اللبنانيين على حل خلافاتهم بما يحفظ الوحدة الوطنية اللبنانية، وان يكون الحل بالتوافق بين جميع الأطرافquot;. وعن العراق، قال المصدر إن الأسد وصالح quot;سيعملان من اجل وجود جهد عربي مشترك لمساعدة العراقيين على الخروج من محنتهم، والوصول إلى مصالحة وطنيةquot;.