رام الله-الدوحة: نفى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الاتهامات التي وجهها الرجل الثاني في تنظيم القاعدة ايمن الظواهري بتخلي الحركة عن خيار المقاومة لصالح تمسكها بالسلطة. وقال في تصريحات صحافية على هامش مشاركته بالمؤتمر القومي الاسلامي الذي بدأ اعماله هنا اليوم ان quot;الشعب الفلسطيني لم ولن يترك خيار المقاومة حتى تحقيق اهدافه المتمثلة في تحرير الأرض واستعادة المقدسات واقامة الدولة المستقلةquot;.

وأوضح أن الشعب الفلسطيني يتبنى خيار المقاومة منذ مائة عام وما زال يتبنى هذا الخيار موضحا أنه لن يخوض في جدال مع أي أصوات أخرى لها اجتهاداتها المختلفة. وذكر ان حماس تعرضت بعد نجاحها بالانتخابات الى حصار مالي لافشال تجربتها ورغم ذلك فان الحركة ترفض الخضوع للهيمنة الصهيونية الأميركية والتنازل عن ثوابتها الوطنية مؤكدا انها ستبقى متمسكة بالجمع بين السلطة والمقاومة ورفض الاستجابة للاملاءات الخارجية.

وحول التشكيك في مدى ثبات اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه مؤخرا بين فتح وحماس أكد مشعل وجود ارادة فلسطينية قوية لتجنب الصراع الداخلي وحرص من مختلف الأطراف على طي هذه الصفحة التي وصفها بالمؤلمة. وشدد أنه quot;لا بديل عن الحوار ولا بديل عن تشكيل حكومة وحدة وطنية بشروط ومواصفات فلسطينيةquot; وان الاستعداد للحوار متواصل داعيا الدول العربية لتقديم الدعم والرعاية لهذا الحوار.

وجدد مشعل رفض حماس اجراء انتخابات مبكرة معتبرا انها تتعارض تماما مع القانون الأساسي والدستور ولا تنطوي على أي معالجة حقيقية للمشكلات الراهنة. واستبعد المضي في أية خطوة دون توافق فلسطيني فلسطيني مؤكدا ان الشعب الفلسطيني لن يسمح بهذه الانتخابات التي تتناقض مع المصلحة الوطنية.

من جهة ثانية اتهم مشعل في كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بعض الأطراف الفلسطينية بتلقي الدعم والتدريب والاسلحة من الولايات المتحدة مشيرا الى امتلاك حماس ادلة على هذه الاتهامات رافضا الكشف عنها. ودعا مشعل الى اعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وطنية ومواصفات فلسطينية بعيدا عن التدخلات الخارجية مطالبا بدور ورعاية عربية فاعلة للقضية الفلسطينية ومنح الفلسطينيين فرصة لتجريب خيار المقاومة والصمود محددا لذلك سقفا زمنيا يبلغ خمس سنوات. وقال انه لا مستقبل للحصار المفروض منددا بالسياسات الأميركية التي تعمل على العبث بالوحدة الوطنية للشعوب الفلسطينية والعراقية واللبنانية.

عباس. لازالت هناك فرصة لتشكيل حكومة وحدة

من جهته، قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباساليوم ان فرص تشكيل حكومة كفاءات وطنية قادرة على فك الحصار وتملك اجندة سياسية مقبولة فلسطينيا وعربيا ودوليا لا تزال موجودة لكن لفترة زمنية محددة. واضاف عباس بعد لقائه وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما ان اي اتفاق حول الحكومة لا يلغي اهمية وجود مراقبين دوليين في غزة للحيلولة دون وقوع احداث واشتباكات.

ودعا الشعب الفلسطيني والفصائل المختلفة الى التحلي بالمسؤولية الوطنية وتثبيت التهدئة في غزة والالتزام بالاتفاق الذي تم برعاية مصرية وبمباركة من الامين العام للمؤتمر الاسلامي لانهاء المظاهر المسلحة. وابدى عباس استعداده للقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت مؤكدا وجود اتصالات مع الجانب الاسرائيلي لعقد اللقاء الذي قد ياتي مع نهاية العام الجاري.

من جانبه اثنى وزير داليما على قرار عباس بالدعوة الى انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة مؤكدا انه في حال فشل التوصل الى اتفاق لتشكيل حكومة فان الخيار المتبقي هو العودة الى الشعب. وقال انه يجب التحرك للتوصل الى وقف لاطلاق النار مع اسرائيل يشمل الضفة الغربية وغزة موضحا ان بلاده طلبت أولمرت خلال زيارته الاخيرة وقف العنف في الضفة والقطاع. وأشار داليما الى نية الجانب الاوروبي تقديم مبادرة لاستئناف عملية السلام في المنطقة.