ليفني: لقاء اولمرت وعباس يعزز موقع الرئيس الفلسطيني
بشار دراغمه من رام الله: تسود حالة من الارتياح المتواصل في مؤسسة الرئاسة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية من اللقاء الذي جمع أمس الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في مدينة القدس. وعلمت (إيلاف) أن لقاءا آخر سيعقد خلال الفترة القادمة وسيكون بحضور وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس. وسيكون الهدف من الاجتماع القادم هو التركيز على إحياء عملية السلام من خلال خطة خارطة الطريق التي طرحتها اللجنة الرباعية والولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ردود الفعل
وفيما يخص الشارع الفلسطيني فقد أبدى ارتياحه من اللقاء رغم تخوفه من عدم لجوء إسرائيل إلى تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من تحرير الأسرى ورفع المعاناة الإنسانية من خلال رفع الحواجز المنتشرة على مداخل المدن والقرى بالضفة الغربية ومخارجها والتي تتسبب بمعاناة كبيرة للسكان الفلسطينيين. أما على المستوى الرسمي فان الرئاسة الفلسطينية وصفت اللقاء بالإيجابي والهام وأنه فاتحة لمجموعة نشاطات الهدف منها إحياء عملية السلام.

أما في إسرائيل فأن حالة الارتياح واكبت أولمرت والمقربين منه رغم معارضة اليمين المتطرف لمثل هذا الاجتماع. بينما أعربت مصادر أمنية عن خشيتها من ان تحاول عناصر فلسطينية المساس بالانجازات التي تحققت خلال اجتماع اولمرت ابو مازن.

تسهيلات للفلسطينيين
واصدر وزير الأمن عمير بيرتس تعليماته الى قوات الجيش بابداء اليقظة وتكثيف النشاط تحسبا لاحتمال اقدام تنظيمات فلسطينية على تنفيذ عمليات في هذه الفترة بالذات. ويشار إلى انه لا تتوفر لدى الجهات الأمنية المختصة إنذارات محددة.

ووافقت اسرائيل على منح الفلسطينيين سلسلة من التسهيلات لا سيما في مجال التنقل في الضفة الغربية والمسائل الانسانية والسماح لاربعمئة شاحنة فلسطينية بالتوجه يوميا من قطاع غزة الى اسرائيل محملة بالبضائع اضافة الى الافراج عن جزء من المستحقات الضريبية الفلسطينية المجمدة. وتم الاتفاق على ذلك خلال الاجتماع الذي عقد الليلة الماضية بين رئيس الوزراء ايهود اولميرت ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في منزل رئيس الوزراء الرسمي بالقدس وتقرر الا يتم تحويل الاموال التي سيفرج عنها الى الحكومة الفلسطينية التي تقودها حركة حماس.

كما اتفقت اسرائيل والسلطة الفلسطينية على توسيع نطاق وقف اطلاق النار الى الضفة الغربية بشرط تقيد الفلسطينيين به في قطاع غزة وعلى استئناف عمل مختلف اللجان المشتركة للطرفين واللجنة الامنية الرباعية المشتركة لاسرائل ولمصر وللفلسطينيين وللولايات المتحدة.

الأسرى والمبعدون
ومن بين اللجان التي تقرر اعادة تنشيط عملها تلك التي تعنى بشؤون الأسرى والمبعدين والمطلوبين. وأبدى اولمرت تفهما للحساسية التي يبديها المجتمع الفلسطيني لموضوع السجناء مبينا انه يوافق على الافراج عن سجناء فلسطينيين بعد الافراج عن الجندي الاسرائيلي المخطوف جلعاد شاليط.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي لعباس انه اصدر توجيهاته بالتنسيق مع وزير الأمن لازالة بعض الحواجز في الضفة الغربية واعداد خطة لازالة المزيد منها. ومن ناحية اخرى ابدى اولمرت لعباس قلقه من استمرار اطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة الى الاراضي الاسرائيلية مؤكدا ان اسرائيل لن تستطيع ابداء المزيد ضبط النفس ازاء الخروقات الفلسطينية.

وقال مصدر سياسي كبير ان اولمرت وعباس اكدا رغبتهما في دفع عملية السلام من منطلق الشراكة الحقيقية سعيا لانجاز حل الدولتين للشعبين بموجب خطة خريطة الطريق.