الياس توما من براغ: قال الجنرال هنري اوبيرينغ مدير وكالة الدفاع الصاروخي الأميركية إن الولايات المتحدة لن تتمكن من حماية الحلفاء لها في أوروبا وأيضا حماية مواطنيها وقواتها العاملة في أوروبا من دون بناء قاعدة اعترض صاروخية جديدة في إحدى الدول الأوروبية . وأضاف في حديث أدلى به للصحيفة الاقتصادية التشيكية بان نفقات بناء القاعدة ستكون ما بين 600 ــ 700 مليون دولار أميركي فيما ستكون نفقات بناء الرادار الخاص بالقاعدة ثلث هذا المبلغ.
وأكد أن شطب الكونغرس الأميركي 23 مليون دولار من ميزانية العام الجديد 2007 التي كانت مخصصة للقاعدة لن يهدد البدء ببناء القاعدة وان هذا الأمر لا يعني تشكيكا من قبل الكونغرس بجدوى القاعدة وإنما كان في إطار سعي الكونغرس لتخفيض النفقات في ميزانية وزارة الدفاع الأميركية في العام القادم . وأكد أن المحافظة على البرنامج الزمني الخاص ببناء القاعدة ونصب الصواريخ فيها يتطلب البت خلال الثلاثة اشهر الأولى من العام الجديد بمسالة مكان القاعدة ومكان نصب الرادار مشيرا إلى أن القاعدة ستضم 10 صواريخ وأنها ستكون جزءا من نظام طموح بدا الأميركيون بإشادته في منتصف الثمانيات خلال حكم رونالد ريغان والذي كلف حتى الآن 100 مليون دولار .
وأشار إلى أن كافة المعلومات والتحليلات الخاصة بالقاعدة وجدواها قد جمعت وقدمت لقيادة وزارة الدفاع الأميركية غير أن التغيير الذي حدث في منصب وزير الدفاع يمكن أن يؤخر موعد البث بهذه المسالة وان كان الرئيس بوش قد قال بوضوح قبل عامين بأنه يريد تنفيذ هذا البرنامج وانه سيموله . وشدد على أن الصواريخ التي ستنشر في القاعدة الأوروبية ستكون قادرة على التقاط وتدمير الصواريخ المتوسطة المدى التي يمكن لإيران في المستقبل أن تطورها وبالتالي ستكون القاعدة قادرة على حماية الدول الأوروبية ومنها تشيكيا .
وحول حجم المشكلة التي يمكن أن يشكلها سقوط بقايا الصاروخين الهجومي ولدفاعي بعد اصطدامهما في الجو أشار إلى وجود ثلاث مصادر للسقوط المحتمل الأول من الجزء الخاص بمحرك الصاروخ المهاجم وهذا الحطام يمكن أن يسقط إلى الشرق من أوروبا أما الجزء الخاص بمحرك الصاروخ الدفاعي فإنه لن يشكل أيضا حسب رأيه خطرا حقيقيا.
وأكد أن الأجزاء التي ستسقط في قطر أقصاه 5 كلم مربع ستغطي مكانا مخصصا لوقوف سيارتين وبالتالي فان احتمالات إلحاقها أضرارا كبيرة تعتبر منخفضة جدا أما سقوط حطام في حال حصول ملامسة بين الصاروخين الدفاعي والهجومي فيمكن أن يثير تصورات دراماتيكية أما من وجهة النظر العسكرية لوكالة الدفاع الصاروخية فان الطاقة التي يمتلكها الصاروخ الدفاعي قادرة على تفتيت راس الصاروخ المهاجم ولذلك فان بقايا راس الصاروخ الكبير المهاجم لن يزيد حجمها عن 15 سنتم وبالتالي فان إصابتها للناس في المنطقة المأهولة التي تقع فيها ستكون بنسبة واحد إلى نصف مليون .
يذكر أن التقارير والتصريحات التي نشرت حتى الآن هنا وفي بولندا المجاورة ترجح أن يتم بناء القاعدة في الأراضي البولندية ووضع الرادار الخاص بالقاعدة في الأراضي التشيكية لان غالبية التشيك يرفضون وضع الصواريخ في بلادهم على عكس الموقف من مسالة وضع الرادار .
التعليقات