سكينة اصنيب من نواكشوط: أكد محمد فال ولد بلال آخر وزير للخارجية في عهد الرئيس المخلوع معاوية ولد سيدي أحمد الطايع ان الرئيس الموريتاني الذي سيجري انتخابه بعد شهرين يجب أن يكون من خارج الأحزاب والتشكيلات السياسية الموريتانية، مبررا ذلك بما قال انه quot;حاجة البلاد إلى رئيس متجرد من الالتزامات الحزبية والطائفية والحساسياتquot;. ودعا مرشح الحزب الجمهوري الذي خسر الانتخابات النيابية الأخيرة إلى quot;العمل الجاد والصبور لخلق تحالف واسع خلف مرشح مستقل، يضم جميع الأحزاب والتشكيلات السياسية المعتدلة وقوى الوسط في البلاد ومنظمات المجتمع المدني وغيرها من نقابات وأسلاك وشخصيات وطنيةquot; والى أن يشارك الجميع فيما قال انه quot; حملة انتخابية قادرة على ضمان فوز هذا المرشح على أساس برنامج حكومي متفق عليهquot;.

وأوضح انه اتخذ quot;مبادرة مع بعض الفاعلين السياسيين المعتدلين للاتصال بجميع المترشحين المستقلين ومحاورتهم حول إمكانية الاتفاق على مرشح واحد قادرا على ضمان الفوز بالاستحقاقات الرئاسية وعلى التعاطي السليم مع نتائج الانتخابات الأخيرةquot; التي وصفها بـ quot;التشتت وبأنها تستوجب مؤسسة رئاسية مستقلة عن جميع الصراعات والمتناقضات الموجودة في الساحة الموريتانيةquot;. وقال ولد بلال quot;أن الظروف التي اكتنفت تنظيم الانتخابات النيابية والبلدية الأخيرة كانت مقبولة عموماquot;، مؤكدا أنquot; تنظيم الانتخابات خلال العقد الماضي ساهم في تكوين الموريتانيين على عمليات الاقتراعquot;.

وأضاف أن نتائج هذا الاستحقاق أسفرت عن quot;أغلبية نيابية (54 مقعدا) للقوة المعتدلة التي كانت هي الأغلبية الرئاسية أيام النظام السابق، في حين حصلت معارضة نفس النظام المتمثلة اليوم في ائتلاف قوى التغيير مجتمعة على 41 نائباquot;. وأكد أن هذه النتائج تحققت quot;رغم حملات الدعاية المسعورة التي شارك فيها الجميع من سلطة انتقالية وإعلام وشارع، سعيا وراء غاية مشتركة هي تقديم الأغلبية السابقة، للترويج للتغيير وللتخويف من رجال النظام السابق ونعتهم بمختلف النعوت السيئة وبأنهم رموز للفسادquot;.

وقال محمد فال ولد بلال quot;أن هذه النتائج تبرز ضرورة تحالفات لتكوين أغلبية برلمانية تشرع للبلاد وتعتمد عليها الحكومة القادمة في تسيير أمورها مع ضرورة أن تكون هذه الأغلبية من نواب الأحزاب والمستقلين والشخصيات والفاعلين في الأغلبية الماضية لأنهم يمثلون الاعتدال والوسطية في موريتانيا ويتعين عليهم جميعا التلاقي من اجل هذا الغرضquot;. وفسر محمد فال ولد بلال صعود ائتلاف قوى التغيير الديموقراطي في الانتخابات الأخيرة بأنه quot;عاصفة عابرة ستزول بعد حينquot;، مؤكدا أن quot;التغيير الحقيقي لا يتمثل في إبدال شخص بآخر وإنما يشمل التفكير والسلوك من جهة، وان الأغلبية والأقلية في ظل النظام السابق، وجهان لعملة واحدة، حاجتهما مشتركة إلى التغيير، من جهة أخرىquot;.