مهند سليمان من المنامة: في ثاني كارثة تشهدها المملكة بعد غرق سفينة الدانة لقي 16 عاملا هنديا مصرعهم وأصيب سبعة آخرون بينما أنقذ 196 بعد أن شب حريق في مبنى مؤلف من ثلاثة طوابق في ساعة مبكرة من صباح الأحد في عمارة تملكها مؤسسة الأبراج الملكية للمقاولات ويقطنها أكثر من 300 عامل آسيوي، ونجح رجال الإطفاء في إنقاذ وإجلاء 196 شخصا من المبنى الذي كان يستخدم كمركز لإسكان العمال. وذكر بيان لوزارة الداخلية أن التحقيق لا يزال جاريا لتحديد سبب اندلاع الحريق ، وقد سارعت سيارات الدفاع المدني وقوات الأمن العام وسيارات الإسعاف إلى مكان الحادث وقامت بعمليات الإخلاء والإنقاذ ونقل المصابين وإيوائهم وشرعت الداخلية فى إجراءات البحث والتحري عن ملابسات الحادث .

وقال ناجون أن الحريق اندلع في الطابق الأخير من المبنى قرابة الساعة 2.30 من صباح أمس مما أدى إلى محاصرة العديد من العمال الأجانب الذين جاء معظمهم من مقاطعة مدراس الهندية وذلك بينما كانوا مستغرقين في النوم، ونجح بعض العمال في النجاة بأنفسهم من بينهم اثنان على الأقل قفزا من النوافذ.

وتفقد رئيس الوزراء البحريني الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة مسكن العمال الواقع في منطقة القضيبية ، واستمع إلى شرح من المختصين على ما خلفه الحادث المؤلم من أضرار بشرية وما قامت به الأجهزة المختصة من جهود لإخماد الحريق وإخلاء المبنى من السكان وتقديم كافة المساعدات الطبية للمصابين والجرحى. وأعرب رئيس الوزراء عن عميق الأسف لوقوع هذا الحادث المؤلم مؤكدا أن الحكومة تحرص كل الحرص على أن تقوم الجهات المختصة بواجباتها فيما يتعلق بالرقابة على شروط السلامة ومعاييرها في الأبنية السكنية ومدى الالتزام بها وبالطاقة الاستيعابية للسكان في هذه الأبنية خاصة وأن الأجهزة الرسمية في الحكومة لديها من القوانين والتشريعات ما يضمن توفر مثل هذه الشروط.

وشدد رئيس الوزراء بأنه لا تهاون في أي تقصير يضر بسلامة وأرواح المواطنين والمقيمين وممتلكاتهم، مؤكدا على ضرورة فرض الإجراءات الرقابية الصارمة وزيادة حملات التفتيش والمراقبة على المباني السكنية خاصة مساكن العمال وإلزام أصحابها بكافة شروط السلامة ومتطلباتها لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلا .

ودعا رجال الصحافة والإعلام للقيام بدورهم في التنبيه بأوجه القصور أن وجدت في كل ما يتعلق بسلامة المواطنين والحفاظ على أرواحهم، لافتا إلى أن الرقابة مسؤولية كل الجهات وأن الالتزام بها وتطبيق الأنظمة واجب على الجميع أفرادا ومؤسسات.

وفى هذا الصدد أمر رئيس الوزراء باتخاذ إجراءات فورية لتشديد الرقابة وعمليات التفتيش على المباني والعمارات التي تستخدم كمساكن للعمال للتأكد من توافر شروط السلامة والإنسانية والأمان فيها والتأكد من مدى التزام السكان بالإعداد المسموح بها فى الشقق السكنية وتوفر المرافق اللازمة بها التي تحول دون وقوع أية حوادث مماثلة .

وقد أطلع الشيخ خليفة بن سلمان ال خليفة رئيس الوزراء خلال تفقده لموقع الحريق ومن خلال شرح قدمه المسؤولون بوزارة الداخلية ووزارة العمل ووزارة شؤون البلديات والزراعة على الجهود التي بذلت في التعامل مع الحادث كما أطمأن على سلامة الناجين واستعدادات قسم الطوارئ بمجمع السلمانية الطبى لاستقبال المصابين، مؤكدا بأن كافة الاجهزة الحكومية ستبذل كل ما فى وسعها لتقديم أفضل مستوى من الخدمات الصحية للمصابين من أجل التخفيف عنهم.

وفى هذا الصدد أعرب رئيس الوزراء عن تعاطفه وتعازيه مع أسر الضحايا وللحكومة الهندية ولسفار ة جمهورية الهند الصديقة باعتبار أن أغلب من قضو هم من الجالية الهندية، داعيا أن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان وأن يعجل بشفاء المصابين مشيدا فى ذات الوقت باسهامات الجالية الهندية فى المشروعات التنموية المختلفة فى المملكة مؤكدا حرص الحكومة على رعاية هذه الجالية وتوفير المناخ الملائم لهم.

من جهة أخرى كشف رئيس مشرحة السلمانية الطبي جاسم أحمد أن المشرحة تسلمت 16 جثة في تمام الساعة السابعة من صباح يوم أمس، مشيراً إلى انه تم استخدام 4 سيارات إسعاف للمشاركة في نقل المصابين والأموات إلى مستشفى السلمانية الطبي.

وبين أن 12 من الضحايا توفوا بسبب استنشاقهم للدخان فيما توفي 4 آخرين من جراء احتراقهم بالنيران، مبيناً أن معالم الجثث بعضها غير واضح من جراء إصابتهم بالحروق التي اخفت معالم رئيسية ويصعب التعرف عليها إلا من قبل ذويهم، وأوضح انه ستقدم جثث المصابين إلى ذويهم عند تقديمهم أدلة اثباتية للمتوفى، مؤكداً أن معظم المتوفين من جنسيات آسيوية(هنود) ولا يوجد أي بحريني في الحادث.