إيلاف: ذكر كيفن هاست مدير الدراسات الاقتصادية في معهد العمل الأميركي أن الأجواء السياسية في واشنطن تغيرت دراماتيكياً الأسبوع الماضي.

وحسب موقع بلومبرغ الذي نشر المقال فإن الجمهوريين يتجولون في الأرجاء بحزنٍ وأسى, في غمغمة توضح أن الهزيمة ستكون من نصيبهم في نوفمبر القادم. في حين يتصرف الديمقراطيون, بدعمٍ من استطلاعات الرأي الأخيرة, وكأن النصر قد أصبح حليفهم. وكان تشارلي رانجل, الديمقراطي في اللجنة المالية في مجلس النواب, قد ذهب بعيداً بوعده أن يستقيل في حال فشل الديمقراطيون في استرداد مجلس النواب.

وكان استطلاع للرأي أجراه موقعا لوس أنجلس تايمز وبلومبرغ قد أظهر عدم الرضا عن الرئيس جورج و. بوش, وذلك بنسبة 60% لمن يعارضون بقاءه في العراق و59% يقولون أنهم مستائين من إدارته للاقتصاد.

ويبدو أن التحليل الذي يتداوله المطلعون يقطع الطريق أمام الجمهوريين أيضاً, وذلك أن انخفاض شعبية الرئيس تعمل على التقليل من شأن حلفائه في عديد من مناطق التحول الرئيسية.

قد يكون التوضيح المصغر لما نمر به هو مصير السيناتور جو ليبرمان الذي يواجهه نِد لامونت في انتخابات الديمقراطيين في كونكتيكت, إذ خسر ليبرمان من 54% إلى 41% في استطلاع كوينيبياك الذي أُجري الأسبوع الماضي. لقد كان تأييد الرئيس في حربه على العراق حملاً ثقيلاً, حتى على ديمقراطي شهير مثل ليبرمان.

بعيداً عن النهاية
ربما يكون الجمهوريون في الخلف, على الرغم من أن السباق لم ينتهِ بعد. لقد أظهر الديمقراطيون في الماضي أنهم أكثر من قادرين على زعزعة القيادة.

الإدراك الأول الذي يحتاج الجمهوريون إلى استيعابه هو أن أميركا منقسمة بالتساوي, وأنهم باستطاعتهم أن يضعوا أنفسهم في وسط السباق في حال تمكنوا من تفعيل قاعدتهم المُحافِظة. وإذا كانوا يخسرون الآن فذلك بسبب قاعدتهم التي أصبحت متشائمة.

لم قد يكون الناخبون الجمهوريون متشائمين؟ الجواب واضح. لقد كان الجمهوريون وعدوا الناخبين بحكومة مرنة وفعالة, ولكنهم أثبتوا العكس. لقد ازداد حجم الحكومة أكثر بكثير منذ أن تولى بوش الرئاسة مما كانت عليه في مجتمع ليندون جونسن العظيم. كانت هذه الحكومة الجمهورية ضمن الحكومات الأكثر تحرراً في التاريخ بدولارات دافعي الضرائب.

جزء من القصة هو الحرب على الإرهاب, لكن هناك الكثير يتعلق بها. حكم الجمهوريون كما لو كان باستطاعتهم الإبقاء على الغالبية بمجرد إعطاء الناخبين كل البرامج التحررية ذات الإنفاق الكثير التي طالما وعد بها الديمقراطيون كصرف الدواء.

مستويات عالية جديدة
وأضاف هاست أن الجمهوريين وصلوا باستراتيجيتهم إلى مستويات عالية جديدة الأسبوع الماضي حينما قاموا بزيادة حادة في الحد الأدنى للأجور, وهو الجزء المركزي من التشريع الذي سيعمل على تخفيض ما يُعرَف بـ quot;ضريبة الموتquot;. مثّل الحد الأدنى للأجور هلاكاً للجمهوريين على المدى الذي أتذكره, وذلك أنه ضربهم في صميم أيدولوجياتهم.

اعتاد الجمهوريون إدراك أن الحكومة يجب أن تدع مجالاً للأسواق الحرة أن تعمل وأن تقلل تدخلها قدر الإمكان. أما الآن, فاستراتيجيتهم الأساسية في الانتخابات هي أن يتخلوا عن مبادئهم وأن يصبحوا اجتماعيين بقدر استطاعتهم.

النتيجة المتوقعة هي أن الناخبين الديمقراطيين لم يعطوهم الثقة بتحولهم هذا, لأنهم ربما مستائين كثيراً حول موضوع العراق. كما قرر الجمهوريون أن يبقوا في أماكنهم لأنه يبدو أن أي حزب لم يعد يود التحدث إليهم.

لكن تبقى هناك وسيلة أفضل؛ إذ ينبغي على الجمهوريين أن يعودوا إلى جذورهم. عليهم أن يعترفوا بأن الحكومة قد كبُرت كثيراً, وأن يعدوا بفعل شيء حيال ذلك إذا ماتمت إعادة انتخابهم. كما يمكنهم أن يلقوا باللوم على quot;المحافظ العطوفquot; في هذه العملية. وبكلماتٍ أخرى, أن ينتزعوا صفحة من كتاب الديمقراطيين وأن يخوضوا الانتخابات ضد بوش.

استهداف العجز
هناك هدف آخر, وهو استهداف العجز في الميزانية. إن الإسراف في الإنفاق دفع الميزانية إلى مستويات عالية تاريخية من العجز, وتقييد الإنفاق يمكنه بسهولة أن يعيده إلى مستواه الطبيعي. على الجمهوريين أن يعدوا الناخبين بأنهم سيعملون على موازنة الميزانية بحلول السنة المالية 2009, التي ينبغي أن نتكلم عنها في انتخابات العام 2008 إذا أُعطي الفرصة ليبقى الحزب ذي الأغلبية.

ربما يبدو هذا طلباً على المدى الطويل, لكنه ليس كذلك. فقد ارتفع الإيراد كما ستتم موازنة الميزانية بحلول السنة المالية 2009 في حال استطاع الجمهوريون تجميد الإنفاق عند مستوياته الحالية وتخفيض 26 بليون دولار إضافية. وباعتبار أن إنفاق الحكومة ارتفع 56% منذ عام 2000, سيكون من السهل نسبياً توجيه تجميد بسيط.

فلنتصور كيف سيتغير الحديث إذا اتخذ الجمهوريون تلك الخطوة. سيتذمر الديمقراطيون من الضرر العظيم الذي سيتبع ذلك في حال تقلصت الحكومة بعض الشيء, مذكرين الناخبين بأنهم يشكلون الحزب التقليدي أيدولوجياً لحكومة كبيرة.

يخسر الجمهوريون لأنهم يتركون انطباعاً سيئاً عن الديمقراطيين. وإذا بدؤوا في التصرف كما كان الجمهوريون من قبل, فإن تشارلي رانجل حينها سيكتب خطاب استقالته.

ترجمة: سامية المصري