لندن : ابدى رئيس الحكومة البريطانية توني بلير استهجانه الشديد ازاء المشاعر المناهضة للولايات المتحدة لدى بعض السياسيين الاوروبيين واصفا هذا الامر بquot;الجنونquot;، وذلك في وثيقة نشرت اليوم تكشف عن رؤيته للاولويات في مجال العلاقات الدولية. وكتب بلير في هذه الوثيقة التي تحمل عنوان quot;نحو تحالف دولي من اجل قيم عالميةquot; quot;ان الانزلاق نحو مشاعر مناهضة للولايات المتحدة في بعض اوساط السياسة الاوروبية هو عبارة عن جنون، مقارنة مع المصالح الطويلة الامد للعالم الذي نؤمن بهquot;.

واضاف بلير في هذه الوثيقة التي تستند الى ثلاثة خطابات القاها بلير هذه السنة ونشرها مركز quot;فورين بوليسي سنترquot; quot;ان الخطورة مع اميركا اليوم ليس في تدخلها الزائد وانما الخطورة في ان تقرر الانسحاب والانكفاء على نفسهاquot;. واضاف بلير الذي تعرض خلال الفترة الاخيرة لانتقادات شديدة بسبب انحيازه الكامل الى السياسة الاميركية quot;نحن بحاجة لان تكون الولايات المتحدة ملتزمة. والحقيقة ان ايا من مشاكلنا الملحة لا يمكن حلها من دونهاquot;.

لكن توني بلير اعترف في الوقت نفسه بحدود المقاربة الاميركية ودعا الى quot;تجديدquot; استراتيجية quot;الحرب الشاملة على الارهابquot; التي وعد بها الرئيس جورج بوش. واعتبر ان quot;الوضع الذي نواجهه هو حرب فعلية، لكنها من نوع غير تقليديquot;. واضاف quot;ولا يمكن كسبها بطريقة تقليدية. ولن نربح المعركة ضد التطرف العالمي اذا لم نربحها على صعيد القيم كما على صعيد القوةquot;. وتابع بلير quot;لذلك، يتعين علينا ان نجري تغييرا جذريا لهدف سياستنا. ومن الضروري ان نبدأ بتجديد شامل لاستراتيجيتنا للتغلب على الذين يهددونناquot;.

ودعا بلير الى اعداد quot;تحالف يتسم بالاعتدال ويستطيع فيه المسلمون واليهود والمسيحيون والعرب والغرب والبلدان الغنية والبلدان النامية ان تحرز تقدما نحو السلام وتتعايش في وئام احداها مع الاخرىquot;. ويرى بلير quot;خطرا كبيراquot; في امكانية انقسام العالم بين quot;متشددينquot; وquot;معتدلينquot;. وقال ان quot;المتشددين يلاحقون الارهابيين، والمعتدلين يقومون بحملة لمكافحة الفقرquot;.

وبرر بلير مرة اخرى التدخل العسكري في العراق، حتى لو اقر quot;بأننا ارتكبنا اخطاءquot;. واعترف بأن عدم حصول تقدم في عملية السلام الاسرائيلية-الفلسطينية يبقى quot;مصدرا وربما المصدر الحقيقي للغضب في العالم العربي والاسلاميquot;، واضاف ان هذه العملية هي في نظره quot;اولوية مطلقةquot; حتى تنحيه عن منصبه. وقال بلير quot;يتعين علينا ان نساند تشكيل حكومة فلسطينية قابلة للحياة .. ولا شيء يفوق اهمية ذلك من اجل نجاح سياستنا الخارجيةquot;.