محمد الخامري من صنعاء : استكمالاً لما بدأته إيلاف أمس من فتح الملف الأسود للانتخابات اليمنية وما آلت إليه بعد يوم الاقتراع الذي صادف الأربعاء قبل الماضي 20 أيلول quot;سبتمبرquot; الجاري من إرهاب وتزوير وابتزاز وغيرها من الوسائل التي مارسها المؤتمر الشعبي العام quot; الحاكمquot; في سبيل إنجاح مرشحيه في انتخابات المجالس المحلية ، علمت إيلاف من مصادر في لجان المراقبة المحلية أن الحزب الحاكم استخدم معهم الترغيب والترهيب لأخذ توقيعاتهم على استمارات الرقابة قبل أن يتم الفرز في معظم المراكز الانتخابية التي أعلنت اللجنة العليا للانتخابات تفوق المؤتمر الشعبي العام بنسبة 80 % منها في مجالس المحافظات وبنسبة تزيد على 70 % في مقاعد المديريات حتى ظهر اليوم.الملف الأسود للانتخابات اليمنية
وقال المصدر إن 80% من تلك المراكز التي تم إعلانها كانت للمعارضة لولا استخدام الحزب الحاكم لوسائل غير ديمقراطية وتعتبر جرائم دستورية كونها تنطوي على إجبار وإكراه وتقييد حرية دون مستند قانوني كالتهديد والاعتقال والحبس كما هو حال اللجنة الأصلية في مديرية ذيبين في محافظة عمران (الدائرة 280) والتي تم اعتقال أعضائها منذ مساء الأربعاء الماضي في سجن اللواء 310 مدرع بسبب رفضهم تزوير نتائج المديرية وعدم التوقيع على محاضر النتائج وإصرارهم على إعلان النتيجة التي حملها الصندوق لا تلك التي يسعى المؤتمر إلى إعلانها لصالحه.
على الصعيد نفسه قال مصدر في الرقابة الدولية quot;رفض الإشارة إليه حتى يخرج من اليمن حد قولهquot; إن اكبر ملاحظاته على الانتخابات اليمنية أن الشعب اليمني ملتفٌ تماماً حول الرئيس صالح وكان اغلب الناخبين يقولون للجان الاقتراع quot;مابش غير علي عبدالله صالحquot; وبذلك لم يسجل مخالفات وانتهاكات في الانتخابات الرئاسية إلا النزر اليسير والتي لا تحسب على النظام ولا على الرئيس ولكنها على الأشخاص الذين كانوا يقومون بها كالوجهاء والمشايخ والمسؤولين والضباط الذين كانوا يحاولون التقرب من الرئيس صالح ببعض الممارسات التي كانوا يمارسونها لكنها تبقى في إطار المعقول والمقبول ديمقراطياً ولا تشوه الحقيقة أو تساهم في تزويرها ، بعكس المحليات التي تدخل فيها الحزب الحاكم بكل ثقله ورجاله وأمنه وقوته.
وعلمت إيلاف من مصادر محلية في محافظة لحج انه تم احتجاز اللجنة الأصلية في مديرية quot;الحدquot; منذ منتصف ليلة الاثنين وحتى ظهر الثلاثاء في غرفة صغيرة تابعة لمحكمة لحج بسبب إعلانها فوز مرشح اللقاء المشترك quot;المعارضةquot; لتمثيل المديرية في المجلس المحلي في المحافظة وبعد أن وقع رئيس اللجنة على محضر قال فيه إن متنفذين قاموا بإجبار اللجنة على السماح بالتصويت بدلاً عن الغائبين والمتوفين لمرشح المؤتمر ، إضافة إلى ذكره العديد من الجرائم والتزوير الذي تم إجبار اللجنة عليه.
وكانت كبيرة مراقبي البعثة الأوروبية للرقابة على الانتخابات اليمنية البارونة البريطانية نيكولوسون ونتربورن قالت في أول مؤتمر صحافي عقدته بعد يوم واحد من الاقتراع أن الانتخابات تأثرت سلباً بالعديد من الجوانب المهمة كاستغلال الحزب الحاكم لموارد الدولة أثناء حملته الانتخابية التي قالت إنها من ابرز تلك الجوانب ، منتقدة بعض الاعتقالات التي طالت عددا من مرشحي المعارضة ومناصريهم.
وفي المؤتمر أعلنت البعثة الأوروبية عن تقريرها الأولي المتعلق بشأن إجراءات الاقتراع والفترة التي سبقتها ، مشيرة إلى أن إجمالي نسبة المشاركين في عملية الاقتراع لم تتجاوز الـ 58% , معبرا عن أسف البعثة الأوروبية لحالات العنف التي نتج منها خمس وفيات و42 جريحا في حوادث ذات علاقة بالعملية الانتخابية.
كما أشار التقرير إلى حالات الاعتقال التي طالت العديد من مرشحي المعارضة وأنصار أحزاب اللقاء المشترك بتهم قد تبدو دوافعها سياسية بالإضافة إلى استخدام موارد الدولة بشكل متكرر لدعم الحزب الحاكم والاستفادة من الجهات التابعة للدولة وبالأخص الشرطة والجيش لدعم الرئيس الحالي مرشح الحزب الحاكم للرئاسية.
التعليقات