بكين : دخل التسلح في الفضاء مرحلة جديدة مع اعلان اميركا عن قدرة الصين على تفجير اقمار صناعية عبر استخدام صاروخ ذاتي الدفع ينطلق من الأرض ،الامر الذي دفع الامور الى quot;المواجهةquot; الخفية من جهة مع تحقيق بكين هذا التقدم الهائل، والتطمينات من جهة اخرى في محاولة لتخفيف وقع quot;الخبرquot; على دول العالم .و قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية امس ان بكين تعارض سباقات التسلح في الفضاء الخارجي لكنه رفض ان يؤكد أو ينفي قيام الصين بتدمير قمر صناعي فيما وصفته الولايات المتحدة الأمريكية بأنه اختبار عسكري استفزازي.وقال مسؤولون في واشنطن ان الصين دمرت قمرا صناعيا في 11 يناير كانون الثاني مما أدى الى تناثر حطام خطير يمكن ان يُلحق أضرارا بأقمار صناعية أُخرى ويزيد من مخاطر التنافس العسكري في الفضاء الخارجي.الصين تختبر صاروخا لتدمير الأقمار الصناعية
وقالت الولايات المتحدة ان الصين استخدمت صاروخا ذاتي الدفع ينطلق من الأرض لتدمير قمر صناعي متهالك للأرصاد الجوية على بعد 865 كيلومترا تقريبا فوق الأرض.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو جيانشاو انه طالع تقارير أجنبية بشأن التجربة لكن ليس بوسعه إلقاء الضوء على دقة تلك التقارير.
وقال quot;لا يمكنني قول أي شيء بشأن تلك التقارير. حقيقة لا أعرف. رأيت فقط التقارير الأجنبية.quot;واضاف ليو ان الصين تعارض وضع أسلحة في الفضاء.وقال quot;ما يمكنني قوله هو... كمسألة مبدأ...ان الصين تدعو الى الاستخدام السلمي للفضاء وتعارض تسليح الفضاء كما انها تعارض أي شكل لسباق التسلح.quot; وتابع quot;الصين لن تشارك في أي نوع من سباقات التسلح في الفضاء الخارجي.quot;وتتابع واشنطن بحذر جهود بكين لتنمية قوتها العسكرية وفي اكتوبر تشرين الاول راجعت ادارة بوش السياسة القومية الامريكية حيال الفضاء مؤكدة حق الولايات المتحدة في عدم السماح بارتياد الفضاء لاي طرف يعادي المصالح الامريكية.وأجرت الولايات المتحدة آخر اختبار صاروخي لتدمير أقمار صناعية في 13 سبتمبر ايلول عام 1985. وأوقفت واشنطن بعد ذلك مثل هذه التجارب بسبب القلق من احتمال ان يضر الحطام بعمليات الأقمار الصناعية المدنية والعسكرية.
بدورها أعربت عدة دول حليفة لواشنطن عن قلقها من التجربة الصينية، بما فيها كندا وأستراليا اللتين رفعتااحتجاجا رسميا لبكين، فيما وصفت الحكومة اليابانية التجربة quot;بالمثيرة للقلق.quot;وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية ياشوهيسا شيوزاكي quot;طبيعي، نحن قلقون من التجربة من وجهة النظر الأمنية كما من ناحية الاستخدام السلمي للفضاء.quot;
وأضاف المسؤول الرفيع أن طوكيو طالبت بكين بتفسير حول التجربة.وأشار إلى أن افتقار الصين للشفافية إزاء التطوير العسكري قد يدفع إلى الاشتباه بنواياها في المنطقة.وقال شيوزاكي إن على الجانب الصيني إظهار شفافية في هذا الخصوص، والخطوة الأولى هي بإعطاء تفسير واضح حول الحادث، وفق أسوشيتد برس.
يُذكر أن العلاقات الصينية اليابانية كانت شهدت تراجعا في السنوات الأخيرة وسط خلافات حدودية وطرق استخدام الموارد البحرية وتفسير لمراحل تاريخية هامة في حروب الطرفين.إلا أنه مع تبوء شينزو أبي رئاسة الحكومة اليابانية في الخريف المنصرم، شهدت العلاقات بين البلدين تحسنا ملحوظا، ترجمه أبي بزيارة قام بها فور تسلمه السلطة إلى العاصمة الصينية.ودعت الدولتان علنا إلى تحسين العلاقات بينهما.وتعتبر مسألة تحديث وتطوير المؤسسة العسكرية الصينية، مصدر قلق أمني لليابان، أحد أبرز حلفاء واشنطن في آسيا.يُذكر أن وزير الخارجية الياباني تارو أسو كان اتهم في السابق الصين بأنها تشكل تهديدا عسكريا.
ويذكر أن الصين نشطت مؤخراً في ميدان غزو الفضاء، وأطلقت عدداً لا بأس به من الأقمار الصناعية المتخصصة في مجالات مختلفة، كما نجحت في إرسال رواد فضاء للفضاء الخارجي.وبدأت وكالة الفضاء الأمريكية quot;ناساquot; خططاً للتعاون مع الصين فضائياً.
وفي وقت سابق، استعرضت وكالة الدفاعات الصاروخية التابعة لوزارة الدفاع الأمريكيةأحدث إضافات منظومة الصواريخ الدفاعية، وهو سلاح ليزر محمول على متن طائرة بوينغ من طراز 400F-700.وأعلنت الوكالة، خلال مراسم أقيمت في منشأة quot;الأنظمة الدفاعية الموحدةquot; التابعة لبوينغ الجمعة، عن الاستعداد لرحلة تجريبية لأنظمة الطاقة المنخفضة low-power systems في طائرة ABL - وهي نسخة معدلة عن طائرة بوينغ 400F-747، صممت لتدمير صواريخ العدو.ودحض الجنرال هنري أوبورينغ، رئيس وكالة الدفاعات الصاروخية، الانتقادات التي قوبل بها الإعلان عن إنتاج الطائرة المجهزة بالليزر، والتي وصفها الناقدون حينها كخيال علمي من أفلام quot;حرب النجوم.quot;
التعليقات