غزة: يحتفل الفلسطينيون هذا العام بعيد الفطر المبارك دون ان تلوح في الافق أي اشارة على قرب انتهاء الصراع الداخلي الذي قسم الدولة الى رام الله تديرها حركة (فتح) وقطاع غزة تديرها حركة المقاومة الاسلامية (حماس).
يحتفل الفلسطينيون هذا العام بعيد الفطر المبارك دون ان تلوح في الافق أي اشارة على قرب انتهاء الصراع الداخلي الذي قسم الدولة الى رام الله تديرها حركة (فتح) وقطاع غزة تديرها حركة المقاومة الاسلامية (حماس).
ورغم مرور نحو ثلاثة اشهر على اقتتال دام بين الحركتين في قطاع غزة سقط خلاله المئات من القتلى والجرحى الا ان هذه الفترة الزمنية لم تساعد في شفاء الجراح التي نجمت عن الاقتتال الداخلي الذي مازال دائرا في الساحات السياسية والاقتصادية.
ومن الصعب تصور احتفال الفلسطينيين في قطاع غزة تحديدا بعيد الفطر في ظل الاوضاع الاقتصادية خاصة وان غالبيتهم العظمي تعيش في فقر مدقع يمنعها من العيش بمستوى مقبول.
واضطرت الحكومة المقالة في غزة قبل ايام الى المبادرة الى توزيع مبالغ مالية تصل الى مائة دولار على نحو 40 الف عامل من سكان قطاع غزة خاصة وان الاسعار شهدت ارتفاعا كبيرا بسبب الحصار.
ودخلت اسرائيل يوم امس على خط احتفال البعض في القطاع بالعيد فأقدم جيشها على مصادرة كميات كبيرة من الدمى ولعب الاطفال والبنادق البلاستيكية المرسلة الى غزة اذ برر متحدث باسم الجيش الاسرائيلي مصادرة الالعاب لتفادي اقتراب اطفال يحملون البنادق البلاستيكية قرب الحدود ما قد يدفع الجنود الى اطلاق النار باتجاههم ظنا انهم مسلحون.
ووصلت حدة الاختلافات في قطاع غزة يوم امس الى قيام صراع حول دعوة كل من حركتي (فتح) و (حماس) الى اداء صلاة عيد الفطر في العراء والاماكن العامة حيث شددت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة على منع الفصائل الفلسطينية وحركة (فتح) اقامة الصلوات في الاماكن المفتوحة دون الحصول على اذن مسبق منها.
ويشي هذا الامر بامكانية وقوع صدامات بين انصار الحركتين كما حصل في الجمعة الاولى من شهر رمضان حين تعرض العشرات من انصار (فتح) للضرب من قبل افراد القوة التنفيذية التابعة لحركة (حماس) لرغبتهم في الصلاة في اماكن مفتوحة.
واتبع هذا الامر بدعوة حركة (فتح) لانصارها بتأدية كافة الصلوات خلال شهر رمضان في مساجد لا تسيطر عليها (حماس) ردا على ما اعتبر quot;سياسة التكفيرquot; التي يتعرضون لها.
ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الى اقتصار الاحتفالات بعيد الفطر المبارك على اداء الشعائر الدينية مبررا هذه الدعوة بسوء الاوضاع الاقتصادية.
من جهته قال صاحب محل للبقالة في غزة ناهض عبد الله لوكالة الانباء الكويتية (كونا) quot;انه لم يشهد اقبالا يذكر من هؤلاء المشترين الذين يستعدون عادة لاستقبال العيد بشراء الحلويات والشيكولاتة وغيره من الفواكه المجففة التي تقدم في ايام العيدquot;.
واكد ان سوء الاحوال الاقتصادية هو السبب في ذلك كما انه ترافق مع انخفاض كميات المشروبات الغازية والعصائر وغيرها بسبب الحصار مشيرا الى ان ما لديه من سكاكر وشيكولاتة لا يقارن من حيث قلة حجمه وانخفاض سعره مع الاعوام الماضية.
ومنذ شهر يونيو من هذا العام وبعد ان سيطرت (حماس) على القطاع اغلقت اسرائيل كافة المنافذ المؤدية الى غزة وتسمح من حين لاخر بادخال مواد غذائية بكميات قليلة الى هذه المنطقة.
من جانبه قال مدير مؤسسة الضمير لحقوق الانسان في غزة خليل ابو شمالة لي (كونا) quot;ان النسيج الاجتماعي الفلسطيني تفتت الى حد كبير بسبب الاقتتال الذي جرى بين حركتي (فتح) و (حماس) مؤخرا مضيفا quot;ان هذا الانقسام طال الكثير من الاسر الفلسطينية في قطاع غزة تحديدا بسبب حالة التشرذم والانقسام الناجمة عن انتماء افراد هذه الاسر الى فصائل مختلفةquot;.
واكد الحقوقي الفلسطيني انه لمس هذا الامر بشكل واضح خلال شهر رمضان الذي لم ينجح في علاج الاثار السلبية الناجمة عن الاقتتال الداخلي الذي اتبعه حصار اسرائيلي محكم تسبب في تدهور الاوضاع الاقتصادية الى حد غير مسبوق من حيث صعوبته.
وأعرب عن اعتقاده بصعوبة معالجة هذا الانقسام الفلسطيني الداخلي الذي لا يزال مستمرا حتى الان على المستوى المنظور خاصة وان أي من الفصائل لم يبادر الى اتخاذ أي خطوة تذيب جليد العلاقات بين الكثيرين هنا.