باريس: قال الباحث الفرنسي فرنسوا جيريه الخبير في الشؤون الإيرانية ومؤلف كتاب quot;إيران والنووي، الهواجس الفارسيةquot;ن إن الخلافات الداخلية في إيران ستجعل المفاوضات بشأن الملف النووي لطهران أكثر صعوبة.
كيف تفسر المعلومات عن العودة السريعة للرئيس محمود احمدي نجاد الى ايران من زيارته لأرمينيا؟
بشكل عام، هذا يعكس وضع الرئيس الايراني الذي لا تحمل تصريحاته المدوية اي قيمة ما لم تلق قبول المرشد الاعلى علي خامنئي الذي يقود البلاد فعليًا. ايران تعيش اليوم عملية نزاعات داخلية تمهيدا للانتخابات التشريعية التي ستجرى في آذار/مارس. وحسب نتائج الانتخابات، قد يكون من الممكن اقصاء الرئيس. المشكلة هي ان احمدي نجاد لن يسمح باستبعاده بسرعة ويقف وراءه اشخاص اقوياء وخصوصًا في حرس الثورة الاسلامية (الجيش العقائدي للنظام).
ما هي النتائج التي يمكن ان تنجم عن تعيين سعيد جيلالي القريب من احمدي نجاد على راس المفاوضين الايرانيين بدلا من علي لاريجاني؟
استقالة لاريجاني لا تفسر في سياق المفاوضات بقدر ما تفسر في سياق النزاع الداخلي بين مجموعة احمدي نجاد التي تفقد التأييد تدريجيًا وفصيل محافظ معتدل يعتبر ان طرق الحوار مع الغرب يجب ان تبقى مفتوحة. وقد لا تكون هذه الإستقالة في نهاية المطاف اكثر من تحرك تكتيكي لا يبعد علي لاريجاني من اللعبة بل يجعله في وضع مختلف.
ماذا يمكننا ان ننتظر من الملف النووي؟
بشكل عام، ستصبح معالجة هذا الملف صعبة جدًا لأننا ندخل مرحلة لا نعرف خلالها الى من نتحدث في طهران ومن يملك سلطة القرار الفعلية. الوضع معطل بلعبة المنافسات الداخلية على السلطة. كل تيار ايراني يعلن في الاشهر المقبلة تأييده للحوار ولاخذ قرارات مجلس الامن الدولي في الاعتبار سيعتبر خائنا من قبل الفصيل الآخر. غياب الوضوح السياسي قبل الانتخابات التشريعية الايرانية التي ستجري في آذار/مارس سيؤدي على الارجح الى تعزيز العقوبات الدولية على ايران في تشرين الثاني/نوفمبر او كانون الاول/ديسمبر.
وكان وصف الجانبان الايراني والاوروبي جولة المفاوضات التي جرت في العاصمة الايطالية روما حول الملف النووي لطهران بـquot;البناءةquot;، وقال مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ان جولة جديدة ستعقد في اواخر شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. وكانت المحادثات قد انطلقت مساء انطلقت مساء الثلاثاء وجمعت سولانا بكبير المفاوضين الايرانيين الجديد سعيد جليلي وسلفه على لاريجاني.
وقبل المحادثات بساعات قليلة قال جليلي ان سياسة ايران النووية ستبقى كما هي وانه سيكمل على السياسة نفسها التي كان يعتمدها سلفه علي لاريجاني الذي قبلت استقالته من منصبه السبت الماضي. واضاف جليلي ان quot;هناك اجماعًا في ايران حيال السياسة النووية المعتمدةquot;.
من جهته، اعتبر لاريجاني ان quot;تغيير كبير المفاوضين وتولي شخصية جديدة هذا المنصب لا يعني ان سياسة طهران في المجال النووي ستتغيرquot;، نافيًا كل ما جاء من كلام عن امكان تغير السياسة النووية التي تعتمدها طهران. وكان الخلاف السياسي قد اشتد في ايران الثلاثاء على خلفية استقالة علي لاريجاني من مهامه الاسبوع الماضي.
ووجه 180 نائبًا في البرلمان الايراني رسالة الى المرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران على خامنئي اشادوا فيها بمزايا لاريجاني والانجازات التي حققها عندما كان في منصبه. في الوقت نفسه، قال وزير الخارجية الايراني السابق على اكبر ولايتي الذي يتولى حاليًا منصب مستشار خامنئي للشؤون الخارجية ان استقالة لاريجاني كان يجب ان ترفض. ويعتبر هذا الموقف مؤشرًا الى تباعد في وجهات النظر بين احمدي نجاد وخامنئي.
وفي سياق متصل قطع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد زيارة كان يقوم بها الى ارمينيا عائدًا الى طهران على وجه السرعة يوم الثلاثاء. وقال دبلوماسي ايراني في العاصمة الارمينية يريفان لوكالة الانباء الفرنسية ان quot;الرئيس الايراني عاد بسرعة الى البلاد لانه قلق على الوضع السياسي الداخلي وبسبب المفاوضات حول النووي التي تجري في طهرانquot;، كاشفًا انه quot;من المنتظر ان يتم توجيه انتقادات حادة لطهران اليوم بسبب برنامجها النوويquot;.
التعليقات