وفد عراقي إلى أنقرة في محاولة أخيرة لتجنب عمليات عسكرية
برلمان كردستان: تركيا ستتضرر إذا دخلت أراضينا

الإفراج عن معتقلين كرديين في سوريا

أسامة مهدي من لندن،وكالات: وصل اليوم الخميس الوفد العراقي برئاسة وزير الدفاع عبد القادر محمد جاسم الى انقرة لاجراء محادثات مع المسؤولين الاتراك حول المتمردين الاكراد الاتراك المختبئين في شمال العراق.وقال مصدر عراقي ان هذه المحادثات ستجري مساء الخميس او صباح الجمعة، من دون ان يكون مطلعا على جدول لقاءات هذا الوفد المكون من ثمانية اعضاء بينهم مسؤولون امنيون كبار وممثلان عن الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديقراطي الكردستاني. ويهدف هذا الاجتماع الى تجنب شن الجيش التركي عملية عسكرية احادية الجانب في اقليم كردستان العراق للقضاء على قواعد المتمردين الاكراد المختبئين في هذا الاقليم والذين يشنون انطلاقا منه هجمات دموية على القوات التركية. في هذه الاثناءأكد المجلس الوطني لكردستان العراق ( البرلمان ) حق الإقليم وحكومته في الدفاع عن شعب كردستان ومكتسباته الدستورية وتجربته الديمقراطية ضد أي إعتداء يستهدفها وشدد على أن تركيا ستتضرر إذا إجتاحت أراضي الإقليم، وطالب حكومتها وحزب العمال الكردستاني بإنتهاج لغة الحوار بعيدًا عن التهديدات والحلول العسكرية لإنهاء النزاع بينهما. ودعا برلمان كردستان في بيان أصدره اليوم عقب جلسة طارئة لمناقشة التهديدات التركية باجتياح شمال العراق لمطاردة مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي الإنفصالي الحكومة التركية إلى إنتهاج لغة الحوار والدبلوماسية وحل الإشكالات القائمة بعيدًا عن لغة التهديد والإجتياح العسكري لكردستان العراق وذلك على أساس المصالح المشتركة للشعبين الجارين.

كما ناشد حزب العمال الكردستاني باحترام سيادة العراق وإلتزاماته الدولية والتخلي عن العنف كاسلوب لتحقيق الاهداف وجعل وقف اطلاق النار من جانبه حالة دائمية لفتح الطريق امام الحلول السلمية. وقال البرلمان انه ناقش بألم وأسف شديدين مضمون قرار البرلمان التركي الذي يمنح حكومته ويخولها بالسماح للقوات العسكرية بدخول الاراضي العراقية متذرعة بوجود قواعد لحزب العمال الكردستاني في المناطق الحدودية داخل الاقليم. وعبر عن الاسف لما صدر عن البرلمان التركي من تشريع لإقرار مبدأ حق التدخل في اراضي دولة العراق الاتحادية وهي دولة مستقلة ذات سيادة وجارة دائمة للدولة التركية.

واضاف ان البرلمان التركي يكون بذلك قد تجاهل ميثاق الامم المتحدة ومبادئ القانون الدولي ومتناسيا انه بقراره هذا انما يشرع سابقة يمنح الدول حق التدخل في شؤون دول اخرى وانتهاك حرمة اراضيها وحدودها وسيادتها واستقرارها، وهو يخلق بذلك امرًا خطرًا في العلاقات الدولية، تكون تركيا هي المتضررة من هذا المبدأ. وقال برلمان كردستان انه في الوقت الذي يحرص كل الحرص على النفس البشرية ايًا كانت قوميتها او لونها او دينها فانه يؤكد على الالتزام بالمبادئ الدولية في احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية واحترام وحدة اراضيها، لا يسعه الا ان يرفض قرار البرلمان التركي المنوه عنه ويراه تجاوزًا غير مبرر على اقليم كردستان وامنه وانتهاكًا لسيادة العراق وخطراً على شعب كردستان والنظام الفيدرالي وتهديدًا للامن والسلم الدوليين خاصة انه يأخذ شعب الاقليم بجريرة معضلة لا دخل له فيها.

وطالب الحكومة التركية بإنتهاج لغة الحوار والدبلوماسية وحل الاشكالات القائمة بعيدًا عن لغة التهديد والاجتياح العسكري لكردستان العراق وذلك على اساس المصالح المشتركة للشعبين الجارين. كما ناشد حزب العمال الكردستاني باحترام سيادة العراق وإلتزاماته الدولية والتخلي عن العنف كاسلوب لتحقيق الاهداف وجعل وقف اطلاق النار من جانبه حالة دائمية لفتح الطريق امام الحلول السلمية.

وشدد برلمان كردستان على دعمه للجهود التي يبذلها رئيسا الجمهورية جلال طالباني واقليم كردستان مسعود بارزاني لايجاد حل لهذه الازمة .. ودعا quot;جميع الدول الصديقة والمحبة للسلام وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا والدول المتحالفة معهما والاتحاد الاوروبي وروسيا وجامعة الدول العربية ومنظمة الدول الاسلامية والامين العام للامم المتحدة ومجلس الامن الدولي، للعمل لإبعاد خطر التدخل العسكري التركي عن العراق والاقليم وفي الوقت الذي ندعم المواقف والاصوات الايجابية المسؤولة الخارجة من داخل تركيا التي تدعو الى نبذ العنف والى الحل الدبلوماسي والسلمي للقضية نأمل ان تأخذ هذه المواقف والاصوات قوتها وديمومتها وصولاً الى حل القضية وتحقيق السلام وتحقيق المصالح المشتركةquot;.

واكد برلمان كردستان في الختام حق الاقليم وحكومته في الدفاع عن شعب كردستان العراق ومكتسباته الدستورية وتجربته الديمقراطية ضد اي اعتداء يستهدفها. ويأتي هذا البيان في وقت يتوجه الى انقرة في وقت لاحق اليوم وفد عراقي رسمي برئاسة وزير الداخلية شيروان الوائلي لاجراء مباحثات مع المسؤولين الاتراك في محاولة اخيرة لتجنب القيام بعمل عسكري تركي في شمال العراق لضرب المتمردين الاكراد.

وقال وزير الخارجية التركي علي باباجان إن على العراقيين أن يأتوا بعرض قوى لإنهاء الأزمة لكي يكون للإجتماع معنى. كانت أنقرة قد أكدت أنها على أهبة الإستعداد لشن عملية عسكرية داخل الحدود العراقية للقضاء على المتمردين الأكراد إذا فشلت الجهود الدبلوماسية. وفي حين ناشدت العديد من الدول تركيا ضبط النفس فإن الجيش التركي نفذ عدة هجمات ضد متمردي حزب العمال الكردستاني داخل الحدود العراقية. كما قال مجلس الأمن القومي التركي إنه يؤيد فرض عقوبات اقتصادية على المجموعات التي تمول مقاتلي حزب العمال الكردستاني.

ويقول مسؤولون حكوميون اكراد إنها لا توجد قواعد لحزب العمال الكردستاني في كردستان العراق أو على الأقل في المناطق المأهولة الخاضعة للسلطات المحلية ويؤكدون إن القصف المدفعي التركي قد طال البساتين والطرق والجبال . وكان نائب رئيس الوزراء التركي جميل شيشكلي قد قال إن مقاتلات تركية قصفت أهدافًا بعمق 40 كيلومترًا شمالي العراق تابعة لحزب العمال الكردستاني مشيرًا إلى أن العمليات مستمرة منذ يومين.

وكانت الأنباء قد تحدثت عن نشر تركيا لجنودها وآلياتها الثقيلة على الحدود مع العراق، فيما أبدى حزب العمال الكردستاني استعداده للدخول في وقف إطلاق نار لكنه شدد على أن العرض مشروط، فيما رفض وزير الخارجية التركي علي باباجان أي وقف لإطلاق النار بشروط مسبقة. يأتي ذلك في وقت أعلن فيه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن بلاده ستغلق جميع مكاتب حزب العمال الكردستاني الموجودة على الأراضي العراقية ولن تسمح لعناصر الحزب بالعمل من داخل العراق.

كما دعت حكومة كردستان حزب العمال الكردستاني إلى نبذ العنف وأسلوب الكفاح المسلح وانتهاج العمل السياسيquot; والدبلوماسي والإعلامي لبلوغ أهدافهquot;. وطلبت رئاسة إقليم كردستان العراق في بيان صدر امس من حزب العمال الكردستاني quot;عدم اعتماد العنف والكفاح المسلح منهجا للعملquot;. وحث رئيس الأقليم مسعود بارزاني حزب العمال على وقف استعمال الاراضي العراقية قائلا: quot;نحن لا نسمح بأي شكل ان يتم استعمال الاراضي العراقية واراضي اقليم كردستان لتهديد امن الدول المجاورةquot;. وكان الرئيس العراقي جلال طالباني قد اشار الاربعاء ان quot;الدستور العراقي لا يسمح بوجود اي منظمة ارهابية على اراضيهquot; ووعد quot;بالعمل مع الحكومة التركية من اجل حل الازمةquot;.

من جهة اخرى طالب نبي سينسوي سفير تركيا في الولايات المتحدة في مقابلة مع احدى المحطات التلفزيونية الاميركية الحكومة العراقية quot;باغلاق خمسة مخيمات تدريب لحزب العمال الكردستاني تقع بالقرب من الحدود مع تركياquot;، مضيفا ان quot;الحزب يملك 3500 مقاتل في شمال العراقquot;.

الجنود الاتراك الثمانية الاسرى موجودون في تركيا

الى ذلك اعلن حزب العمال الكردستاني الخميس في بيان نشرته وكالة فرات الموالية للاكراد، ان الجنود الاتراك الثمانية الذين اسرهم المتمردون الاكراد الاحد لا يزالون في تركيا.ونقلت الوكالة عن القيادة العسكرية لحزب العمال الكردستاني قولها ان الجنود محتجزون في منطقة تسيطر عليها حركة التمرد في شمال كردستان.وquot;شمال كردستانquot; تعني لدى المتمردين الانفصاليين الاكراد منطقة جنوب شرق تركيا حيث غالبية السكان من الاكراد.

واضاف حزب العمال الكردستاني quot;لهذا السبب، ولضمان سلامة الجنود، لا يمكن في هذا الوقت تلبية طلب الالتقاء بهم وغيرهquot; من المطالب. وهاجم المتمردون الاكراد الاحد مركزا عسكريا تركيا قريبا من الحدود العراقية. واضافة الى اسر الجنود الثمانية، قتل 12 جنديا تركيا في الهجوم الذي اثار موجة استنكار وغضب في تركيا. وبحسب الجيش التركي، فان 34 متمردا كرديا قتلوا في الاشتباكات التي تلت الهجوم.

وياتي بيان حزب العمال الكردستاني بعيد تاكيد مسؤول اميركي كبير ان واشنطن تبذل جهودا للتوصل الى الافراج عن الجنود الاتراك الثمانية. وقال ماثيو بريزا مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الاوروبية والاوروبية الاسيوية بمناسبة اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الاقتصادي للدول المطلة على البحر الاسود في انقرة quot;اننا نبذل كل ما في وسعنا، ونعمل مع الحكومتين التركية والعراقية لضمان الافراج عن الرهائنquot;.