أسامة العيسة من القدس : ليست صواريخ حزب الله هي التي تخيف سكان مدينة حيفا في هذه الأيام، والتي جعلت كثيرين منهم يهجرونها، وليس شعار السيد حسن نصر الله quot;حيفا.. وما بعد حيفاquot; هو ما يقض مضاجعهم، لكنها أخطار تحملها جيوش من نوع آخر، تثير الهلع وسط السكان.

والحديث عن غزو لجيوش من الفئران والقوارض لمنازل ومحلات المدينة، ما اضطر آلاف السكان إلى توجيه شكاوى للبلدية ضد هذه الجيوش، التي ظهرت فجأة، وحولت حياة السكان إلى جحيم.

ووفقا لبعض المصادر فانه نحو 20 ألف شكوى قدمت للبلدية من السكان، تطالبها بالتدخل لوضع حد لانتشار الفئران والجرذان في المدينة.

وحسب السكان، فان هذه الأعداد الكبيرة، وغير المسبوقة من القوارض التي ظهرت في المدينة، تؤثر بشكل كبيرفي حياتهم اليومية، فبالإضافة إلى مخاطر نقل عدوى الأمراض عن طريقها، والتسلل إلى المنازل بحثا عن الأكل، فإنها نجحت أيضا بتعطيل مكيفات الهواء والثلاجات وأجهزة أخرى، بعد أن أثبتت أنها قادرة على قرض أسلاك الكهرباء.

ووجدت جيوش الفئران والجرذان الغازية، أمكنة آمنة لها في مخازن الأغذية والملابس، والمنازل المهجورة، التي تحولت إلى مكاره صحية.

ولم تنجح الحملة التي تشنها البلدية من وضع حد للغزو الفئراني على المدينة التي توصف بأنها عروس البحر الأبيض المتوسط.

وحاولت إدارة البلدية التقليل من الخطر، بالإشارة إلى أن الهجوم الفئراني على المدينة، هو أمر طارئ، وسيزول بإزالة الأسباب التي أدت إليه.

ومن هذه الأسباب، التي ذكرتها البلدية ردا على تساؤلات الإذاعة الإسرائيلية: وجود مئات من المنازل المهجورة في المدينة، والتي سكنتها الفئران والجرذان بدلا من سكانها الذين تركوها، بالإضافة إلى أعمال الحفريات التي تنفذها البلدية في اكثر من حي في المدينة، ما جعل القوارض تخرج من أماكنها الآمنة تحت الأرض لتهاجم السكان، وهناك سبب آخر يتعلق بعشرات السفن التي ترسو في ميناء المدينة وتحمل معها الجيوش الغازية الصغيرة، ولكنها المؤثرة.

ولا يهم سكان المدينة أسباب الغزو الذي يتعرضون له، ولكن السرعة في مكافحته، ولكن ما يحدث حتى الان، فان الأساليب المتبعة لم تنجح في وضع حد له، فضلا عن هزيمته.