زيباري يبحث مع كروكر إتفاقا إستراتيجيا أميركيا عراقيا طويل الأمد
الهاشمي يدعو دول quot;الخليجيquot; لفتح أبواب العمل أمام العراقيين
أسامة مهدي من لندن: بحث نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي مع امير قطر الشيخ حمد بن خليفة الثاني في الدوحة اليوم المصالحة الوطنية في العراق داعيا دول مجلس التعاون الخليجي الى فتح ابواب العمل امام العراقيين .. بينما بحث وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري مع السفير الاميركي ايان كروكر توقيع اتفاق استراتيجي طويل الامد بين بلديهما .. في وقت دعت هيئة علماء المسلمين السنية الى اعادة مقرها المصادر وتقديم اعتذار عن اقتحامه .
وبحث الهاشمي خلال اجتماعه مع الشيخ حمد بن خليفة في مقر الديوان الاميري في الدوحة اليوم الخميس العلاقات الثنائية بين البلدين والمسائل ذات الاهتمام المشترك والمتعلقة بالشأن العراقي والاوضاع في المنطقة والعالم. وقال بيان صحافي عن مكتب الهاشمي ان المسؤول العراقي قد quot;اثنى على دور دولة قطر اميرا وحكومة وشعبا في الوقوف مع الشعب العراقي والتخفيف من معاناته. مثمنا في الوقت نفسه تأكيد موقف سمو الامير من مسألة المصالحة الوطنية المبنية على شراكة حقيقية في ادارة العراقquot;.
ودعا الهاشمي دولة قطر الى بذل المزيد من الجهد في معالجة هموم وشواغل العراقيين وخصوصا المساعدة في تحسين ظروف الحياة وفتح باب العمل في دول مجلس التعاون الخليجي موقتا ريثما تستقر الاوضاع في العراق وذلك للحد من اغراءات الدول الاجنبية في استقطاب المهارات والمثقفين واصحاب الشهادات العليا عن طريق فتح ابواب الهجرة. وقد وعد امير قطر بمتابعة هذه الطلبات ووعد بتنفيذها.
وكان الهاشمي قد وصل الى الدوحة مساء امس في زيارة رسمية تستغرق عدة ايام.
معروف ان هناك حوالى ثلاثة ملايين عراقي قد هربوا من بلدهم نتيجة الظروف الامنية الصعبة التي شهدها على امتداد السنوات الاربع الماضية اتخذ معظمهم من دول الجوار والاخرى العربية ملاذا امنا لهم وهناك عدد كبير من ذوي الاختصاصات العلمية يعملون في دول الخليج العربية بينها قطر العضو في مجلس التعاون الخليجي الى جانب السعودية والكويت والبحرين وعمان والامارات . .
هيئة علماء المسلمين تطالب بإعادة مقرها المصادر
وصفت هيئة علماء المسلمين العراقية السنية اقتحام حرس الوقف السني لمقرها في بغداد واغلاقه مع اذاعة الهيئة بانه عمل يخفي وراءه دوافع سياسية quot;حرضت عليه جهات سياسية شتى يجمعها الاعتقاد أن الهيئة بأدائها السياسي الداعي إلى تحرير البلاد والحفاظ على وحدته تقف عقبة في طريق مشاريعها الخاصة وقد أعد له منذ أمد ليس بالقصيرquot;.
وقالت الهيئة في بيان اليوم على عملية الاقتحام التي جرت امس انها quot;إذ تدين هذه الخطوة تؤكد أن إغلاق مقرها في بغداد لن يفت في عضدها، ولن يوقف نشاطها في خدمة البلاد، وإنها تدعو الشيخ احمد عبد الغفور (رئيس الوقف السني) إلى تقديم الاعتذار، وإعادة المبنى إلى إدارة الهيئة التي تحتفظ بكامل حقها الشرعي فيه، كما تدعو القوى السياسية ،التي لديها ارتباط وثيق به، ولاسيما جبهة التوافق و الحزب الإسلامي، إلى بيان موقفها من هذا الحدث، ومدى رضاها عنه أو سخطها عليه quot;.
واضافت quot;إن هذا الفعل المدان يأتي في سياق خدمة برنامج الاحتلال، والحكومة الطائفية الحالية، والسعي إلى كتم الأصوات الداعية إلى تحرير البلاد، ومن الضرورة بمكان معرفة مواقف القوى السياسية والدينية وعلماء الشرع في الداخل والخارج من هذا الفعل المشينquot;.
ومن جهته عبر عدنان الدليمي رئيس جبهة التوافق السنية (44 نائبا) عن الاسف quot;لما جرى ظهر أمس الأربعاء بين ديوان الوقف السني وهيئة علماء المسلمينquot;.
واعتبر الدليمي وهو رئيس المؤتمر العام لاهل العراق ايضا الإجراء الذي اتخذه ديوان الوقف السني بحق مقر الهيئة ومقر اذاعة أم القرى بـ quot;الفعل المؤسفquot;، وطالب ديوان الوقف السني بالرجوع عن قرار غلق مقر الهيئة ومبنى إذاعة أم القرى.
ودعا الدليمي quot;الأخوة في هيئة علماء المسلمين والأخوة في ديوان الوقف السني إلى نبذ الخلافات والابتعاد عن الأفعال التي تؤدي إلى شق الصف والفتنة، وأضاف quot;علينا أن نواصل الليل بالنهار من أجل رص الصف ورأب الصدع والتخندق بخندق واحد لمواجهة اعدائنا ممن يسعون إلى إبادتنا وهدم ديواننا وهيئتنا وجبهتنا وكل صرح من صروحناquot;.
وأكد quot;أن أي جهة تسعى إلى الخلاف وبث سموم الفتنة بين الأخوة ومهما كانت فهي تقامر بمصير الأمة وتهزأ بدماء الشهداء quot;
وتعتبر الهيئة احدى ابرز الهيئات السنية وهي ترفض quot;الاحتلال الاميركيquot; وتنتقد بشدة الحكومة العراقية الحالية. وقد اثار امينها العام حارث الضاري جدلا كبيرا بسبب تصريحاته المؤيدة للقاعدة اخيرا.
وكان الضاري دعا الشهر الماضي الى عدم الالتحاق quot;بمجالس الصحوةquot; التي تقاتل تنظيم القاعدة قائلا ان القاعدة quot;منا ونحن منهاquot;.
وبدوره اتهم الشيخ احمد عبد الغفور السامرائي رئيس الوقف السني هيئة علماء المسلمين بالوقوف مع تنظيم القاعدة ضد ابناء الشعب العراقي. وقال السامرائي الذي يعد من ابرز علماء الدين السنة quot;نحن نرجو من هيئة علماء المسلمين الا تقف مع القاعدة ونريد منها ان تقف مع ابناء الشعب العراقي فالشعب كله نهض ولا يحق للهيئة ان تقف بوجه كل عراقي انتفض مما تسبب به القتلquot;.
واضاف quot;ولا يصح ان نسمع في تلفزيونهم كلمات quot;ما يسمىquot; بصحوة الأعظمية يقتلون الناس على الهوية وquot;ما يسمىquot; بصحوة يثرب وquot;ما يسمىquot; بصحوة الأنبار كلمة quot;ما يسمىquot; هي استخفاف واستصغار بأبناء الشعب العراقيquot;.
معروف ان المناطق السنية شكلت مجالس صحوة من ابناء العشائر والمناطق لمقاتلة تنظيم القاعدة وقد حققت نجاحا كبيرا في طرد التنظيم خصوصا في الانبار وكان اخرها في حي الاعظمية شمال بغداد حيث تجري معارك حاليا ضد القاعدة.
وقال السامرائي المعروف بالاعتدال ان quot;العشائر نهضت وابناء المساجد نهضوا وعرفوا الآن أن عناصر القاعدة دمرتهم وقتلت رجالهم وهتكت الأعراض فعندما ينتفضون ويقفون في وجوه المجرمين نجد مع الأسف هيئة علماء المسلمين تقف مع القاعدة تقتل والهيئة تبرر لهم بأي حق هذا؟quot;.
زيباري يبحث مع كروكر اتفاقا إستراتيجيا بين بلديهما
اجتمع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في بغداد مع سفير الولايات المتحدة رايان كروكر وبحث معه اخر التطورات السياسية في البلاد وأزمة الحدود مع تركيا.
وقال بيان رسمي عراقي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; اليوم انه تم خلال الاجتماع تبادل وجهات النظر حول خطط الحكومة وبرامجها في مراجعة تمديد ولاية القوات المتعددة الجنسيات لعام 2008 وكذلك المباحثات الراهنة حول التوصل الى بيان لإعلان المبادئ بين الحكومتين حول اتفاقية سياسية واقتصادية وأمنية استراتيجية طويلة الامد في العام المقبل تضمن رفع العراق من تحت البند السابع لميثاق الامم المتحدة.
واشار الى انه تم التأكيد على حرص الحكومة العراقية للمضي قدماً في اتخاذ الاجراءات الملموسة لمكافحة التحركات والنشاطات الارهابية لحزب العمال ضد الاهداف والمصالح التركية . كما اكد الجانبان أهمية إحياء المباحثات الثلاثية التركية ndash;العراقية- الاميركية للتعاون المشترك ومعالجة امن الحدود.
ومن جهة اخرى اجتمع زيباري مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ستيفان دي ميستورا بمناسبة استلام مهام عمله خلفاً لاشرف قاضي حيث رحب الوزير بدي ميستورا متمنياً له النجاح في مهمته.
وقال بيان رسمي إن الجانبين استعرضا المرحلة المقبلة لعمل الأمم المتحدة وفق القرار 1770 وبما تقتضيه مصلحة العراق وموافقة الحكومة في توسيع وتفعيل دور بعثة الأمم المتحدة، على صعيد المسارين الإنساني والسياسي داخلياً وإقليمياً.
وأكد زيباري أهمية عودة الوكالات المتخصصة والصناديق والبرامج التابعة للأمم المتحدة للعمل في العراق والاستقرار فيه للمساهمة في التنسيق لإيصال المساعدات الإنسانية، وكذلك لمعالجة الوضع الاستثنائي الذي يعاصره العراق. واوضح أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به الأمم المتحدة في دعم المصالحة الوطنية والآلية الجديدة للانتخابات، وإستعداد الحكومة العراقية للتعاون والتنسيق في هذه المجالات. وأبدى الوزير إستعداد الحكومة العراقية ووزارة الخارجية تحديداً بتقديم كافة التسهيلات والمساعدة اللازمة للبعثة في إنجاز مهمتها في العراق.
وقد وإتفق الجانبان على ضرورة لإجراء لقاءات دورية ومستمرة لإستعراض مراحل العمل في إنجاز مهمة البعثة في العراق.
التعليقات