طلال سلامة من روما: لم تعد حكومة واشنطن تميز بين الإرهابي والمسالم، والمجرم والعاقل. ولا شك في أن الإجراءات الجديدة ستثير غضب عشرات الملايين من السياح الذين يقصدون أميركا مع انخفاض مستوى الدولار مقارنة مع اليورو. وعلى الرغم من تحرك كافة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، من خلال برنامج تدخل طارئ، نحو إصدار جوازات سفر رقمية تعفي الأوروبيين المسافرين الى الولايات المتحدة الأميركية من تأشيرة الدخول إلا أن الخطوة الأميركية الجديدة تمثل طعنة في قلب ملايين الأوروبيين الذين أنفقوا المال خصيصاً على جواز السفر الرقمي الجديد(80 يورو تقريباً لكل جواز سفر) لتفادي المتاعب وانتهاك حرياتهم الشخصية في المطارات والموانئ الأميركية. وتقتضي الاجراءات الامنية الجديدة إخضاع كل مسافر للتصوير الفوتوغرافي إضافة الى صورة بصمة السبابة ليديه الاثنين وتحفظ تلك العلومات في ملف خاص.

وتشمل الإجراءات الجديدة كل من يدخل الى الولايات المتحدة الأميركية ، ماعدا الديبلوماسيين والمواطنين الأميركيين والأجانب المقيمين بصورة شرعية دائمة على الأراضي الأميركية. سيكون التقاط الصورة بالنسبة الى كل من تطبق عليه هذه الإجراءات quot;إجباريةquot;. وستقوم آلة جديدة، يضع الزائر الأجنبي يديه الاثنين عليها، بتصوير وخزن وتحليل الأقسام العليا للأصابع(بصمات الأصابع العشرة)، بصورة إلكترونية.

وستطبق هذه الإجراءات على جميع الأجانب الذين يصلون الى مطار (Dulles) الدولي، بواشنطن. يذكر أن نظام مسح وتخزين المعطيات موجود منذ فترة في السفارات والقنصليات الأميركية في الخارج، التي تطلب اليوم بصمات الأصابع من جميع المتقدمين بطلب تأشيرة الدخول الأميركية، دون التفرقة بين الطالب الجامعي والسائح والباحث أو أي كان.

وبفضل التقنيات الجديدة، التي تسمح بتخزبن وتحليل مئات الآلاف من البصمات، فان جميع المعطيات التي يجمعها قسم الأمن الداخلي ستساعد المراقببن على مقارنتها بتلك الموجودة في قواعد بيانات أجهزة الاستخبارات الأميركية quot;اف بي آيquot;، التي تخزن بدورها عن طريق نظام معلوماتي يدعى (Iafis) أي (Integrated Automated Fingerprint Identification System)، بصمات المجرمين المطلوبين للعدالة. والى اليوم، نجحت سلطات مراقبة الحدود الأميركية، الجوية والبرية والبحرية، في تمييز 1300 مجرم ومهاجر مقيم بصورة غير شرعية هناك، من أصل أكثر من 64 مليون أجنبي زار أميركا في السنة الأخيرة.