عواصم: قال مسؤول أميركي الخميس ان الولايات المتحدة قلقة بسبب اعلان اسرائيل مؤخرا عزمها على بناء 307 وحدات سكنية في مستوطنة (هار هوما) في القدس الشرقية وطلبت منها ايضاحات بشأن هذه الخطوة التي أثارت غضب الفلسطينيين بعد أسبوع واحد من موافقة الجانبين على استئناف محادثات السلام الرسمية. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه quot;نحن لا نريد أن تتخذ أي خطوات من شأنها ان تقوض ثقة الاطراف. هذه مسألة نحن قلقون بشأنها وطلبنا ايضاحات من الاسرائيليين.quot;
من جانبه، اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان القرار الاسرائيلي بتوسيع حي استيطاني في القدس الشرقية quot;لا يساعدquot; عملية السلام في الشرق الاوسط.وقال للصحافيين انه بحث هذه المسألة مع الاعضاء الاخرين في اللجنة الرباعية التي تعمل من اجل السلام في الشرق الاوسط (الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وروسيا).
كما اوضح ان quot;موقف الامم المتحدة حول عدم شرعية المستوطنات معروف جيداquot;. واضاف ان quot;هذه الدعوة الجديدة لاستدراج عروض من اجل بناء اكثر من 300 وحدة سكنية في القدس الشرقية الذي جاء بعد مؤتمر انابوليس للسلام في الشرق اولاسط، اعتقد انها لا يساعدquot;.
وقد طرحت اسرائيل الثلاثاء مناقصة لبناء اكثر من 300 وحدة سكنية استيطانية جديدة في القدس الشرقية، في اول توسيع للمستوطنات منذ مؤتمر انابوليس للسلام في الولايات المتحدة الذي عقد في تشرين ثاني/نوفمبر الماضي.
وتعقيبا على اعلان اسرائيل هذا اعتبر المفاوض الفلسطيني صائب عريقات انه قد ينسف النتائج التي تم التوصل اليها في انابوليس. وقال عريقات في بيان quot;اذا لم تتراجع اسرائيل وتلغي هذا القرار الاستيطاني فهذا سيعني تقويض نتائج مؤتمر انابوليس قبل البدء بتنفيذهاquot;.
واضاف quot;ان الخرق الاسرائيلي الفاضح لخارطة الطريق سيدمر اي مصداقية لكافة الدول التي شاركت في مؤتمر انابوليس وبما يشمل القيادة الفلسطينية والولايات المتحدة الاميركية وباقي اعضاء اللجنة الرباعيةquot;.وشدد على quot;وجوب قيام الحكم الاميركي بالاعلان عن هذا الخرق الفاضح والزام الحكومة الاسرائيلية بالغاء هذا العطاءquot;.
وحار حوما مستوطنة يهودية في القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل وضمتها في العام 1967 في خطوة لم تحظ باعتراف المجتمع الدولي.
يجدر الاشارة الى اناللجنة الرباعية التي تشرف على خريطة الطريق والمكونة من الامم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي ستجتمع في باريس في 17 الجاري على هامش مؤتمر مانحي المساعدات للاراضي الفلسطينية المحتلة.
هذا و اعلن مبعوث اللجنة الرباعية للشرق الاوسط توني بيلر الخميس إن التوصل لاتفاق بشأن الدولة الفلسطينية بنهاية العام القادم أمر ممكن لكن اقامة دولة تؤدى مهامها على الوجه الاكمل سيستغرق وقتا أطول.
وفي حديث لتلفزيون فرانس 24 قال بليرquot;أعتقد أن التوصل لتسوية تفاوضية ممكن في 2008.quot; لكنه أضاف أن quot;الامر سيستغرق بعض الوقت لتنفيذ التسوية التفاوضية بالكاملquot; مضيفا ان المفاوضات السياسية قد تختتم العام القادم لكن هناك عملا ينبغي القيام به لتحويل المناطق الفلسطينية الى دولة مكتملة الاركان. وتابع أن quot;الحقائق على الارضquot; ضرورية أيضا لضمان quot;أن ما يحدث فعليا في الحياة اليومية للفلسطينيين والاسرائيليين ينسجم مع محادثات سياسية ودولة فلسطينية.quot;
وأقر بلير بوجود شكوك في امكانية التوصل لاتفاق قبل أن يترك الرئيس الاميركي جورج بوش منصبه بعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة العام القادم. وقال quot;تحدثت معه في البيت الابيض قبل فترة ليست بعيدة وأنا واثق من أنه عازم تماما وبصفة شخصية على تحقيق ذلك. quot;يمكنك أن تجادل بشأن حجم الجهود الاميركية في هذا الصدد قبل عدة سنوات لكن اليوم فان الرئيس بوش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس متحمسان للامر بلا ريب.quot;
استعدادات للمحادثات الاولى بعد أنابوليس
الى ذلك،اجتمع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت مع مستشارين كبار الخميس للاعداد لأول إجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس منذ أطلق الزعيمان محادثات سلام رسمية الأسبوع الماضي. ومن المتوقع أن يجتمع أولمرت وعباس في 12 ديسمبر كانون الاول لاجراء الجولة الأولى من المحادثات. وقد قال مسؤول إسرائيلي في هذا الصدد ان أولمرت اجتمع بوزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير الدفاع ايهود باراك لتحضير موقفهم قبل لقاء مفاوضين فلسطينيين الأسبوع القادم.
وقال مارك ريجيف المتحدث باسم أولمرت quot;مرحلة ما بعد أنابوليس تبدأ الأسبوع القادم ومن الواضح أن عملا تحضيريا مهما ينبغي اتمامه حتى يمكن لهذه العملية أن تنجح.quot;
من جهته، قال صائب عريقات مساعد عباس وعضو الفريق التفاوضي الفلسطيني إن الجانب الفلسطيني عازم على الانخراط بجدية للاتفاق على كل قضايا الوضع النهائي قبل نهاية 2008.
واتفق الجانبان في مؤتمر أنابوليس بولاية ماريلاند الاميركية على مناقشة قضايا الوضع النهائي مثل الحدود ومستقبل اللاجئين الفلسطينيين والقدس في حينيرى كثير من المراقبين أن هدف التوصل لاتفاق قبل 2008 شديد الطموح نظرا لان كلا من عباس وأولمرت ضعيف سياسيا ولاستمرار الخلافات الكبيرة بين الجانبين حول قضايا أساسية.
التعليقات