أكد ثقته بالمالكي وقال إنه رجل مناسب لرئاسة الحكومة
طالباني يدعو إيران إلى إتفاقية إستراتيجية طويلة الأمد

أسامة مهدي من لندن: دعا الرئيس العراقي جلال طالباني إلى اتفاقية إستراتيجية طويلة الأمد مع إيران، وقال إنه ليس من أنصار إلغاء اتفاقية الجزائر بين الطرفين، ونفى أن يكون الاكراد والشيعة يستهدفون عزل السنة، وأكد انه يثق برئيس الوزراء نوري المالكي ويعتبره رجلاً مناسبًا لرئاسة الحكومة في هذه المرحلة... بينما قتلت واصابت قوات التحالف المدعومة بالطيران 19 مسلحًا لتنظيم القاعدة في محافظة ديالى شمال شرق بغداد . واضاف طالباني عقب اجتماعه بمحل اقامته في مدينة السليمانية الشمالية اليوم مع السفير الايراني لدى العراق كاظمي قمي حيث ناقشا سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. إن اللقاء تناول بالبحث كذلك تنفيذ اتفاقية الجزائر عام 1975 بين البلدين وخاصة ما يتعلق بشط العرب والمسائل الحدودية اضافة الى العلاقات الاميركية الايرانية.

وبشأن تصريحات سابقة له قال فيها انه لايعترف بأتفاقية الجزائر اوضح طالباني ردا على اسئلة الصحفيين ان تلك التصريحات لم تنقل بشكل دقيق وقال quot;انا اوضحت اننا في عهد المعارضة لما كنا نعارض النظام الدكتاتوري كنا نعارض هذه الاتفاقية باعتبارها اتفاقية بين الجلادين شاه ايران وصدام حسين ولكن الاوضاع تبدلت عندما تحررت ايران وجاءت الجمهورية الاسلامية الايرانية الصديقة لشعبنا وتحرر العراق من الدكتاتورية وجاءت الجمهورية العراقية الصديقة لايران فالاوضاع الآن تبدلت وبنظري وبنظر القوانين والاعراف الدولية تعتبر هذه الاتفاقية قائمة ونافذة واذا كانت هناك ملاحظات بين الطرفين فلابد بحثها بين الطرفين بصورة ودية ولايمكن لطرف ان يلغي هذه الاتفاقية .

واكد الرئيس العراقي انه ليس من انصار الغاء هذه الاتفاقية وانما من دعاة تعزيز العلاقات بين الجمهورية الاسلامية والجمهورية العراقية quot;واعتقد ان لنا مصالح مشتركة كثيرة وعديدة ومن مصلحة العراق والجمهورية الاسلامية ان نفكر في اتفاقية ستراتيجية بعيدة المدى تشمل جميع القضايا التي ذكرت في الاتفاقات السابقةquot; كما قال في تصريحاته التي نقلها مكتب اعلام الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه . وحول جهوده لاطلاق سراح المعتقلين الايرانيين لدى القوات الاميركية قال طالباني quot;سنستمر في جهودنا لاطلاق السراح هؤلاء المعتقلين وتلقينا بعض الوعود ونأمل ان تتحقق تلك الوعود وان يتم اطلاق سراحهمquot;.

وفيما يتعلق بردود افعال الاطراف العراقية حول بتوقيع مذكرة التفاهم بين الحزبين الكرديين والحزب الاسلامي العراقي الاسبوع الماضي شدد طالباني على اهمية هذه المذكرة قائلا quot;ان مسودة مذكرة التفاهم هذه جرى تبادلها منذ سنة تقريبا حيث كنا نريد ان نقيم العلاقات مع الحزب الاسلامي العراقي كي لايفسر علاقاتنا التأريخية المجيدة مع الاحزاب الشيعية بأنها معادية للسنة في العراق لاننا وحلفاءنا في الطرف الشيعي لسنا من دعاة عزل السنة بل بالعكس من انصار جذب العرب السنة وعندما تشكل الاتفاق الرباعي (بين الحزبيين الكرديين والدعوة والمجلس الاعلى) الصيف الماضي حاولنا اقناع الحزب الاسلامي العراقي بالاشتراك ليكون الطرف الخامس في الاتفاقية الرباعيةquot;.

واضاف quot; نحن نعتبر هذه خطوة متقدمة فيما بيننا وبين اخواننا في الحزب الاسلامي العراقي وهذه الخطوة تخدم تقارب بين جميع الجهات ونحن في الحزبين الكوردستانيين دائما نحاول ان نوحد مختلف الجهات بين العرب الشيعة والعرب السنة وبين الكرد والعرب والتركمان والكلدو آشور وسياستنا هي سياسة حكومة وحدة وطنية وجبهة وطنية واسعة وتحالف وطني واسع واعتقد ان ردود الافعال كانت ايجابية الا من بعض المغرضين الذين يعارضون كل شيء ولكن الاطراف الاساسية الشيعية والاحزاب الاخرى فهمت هذه المذكرة بانها ليست موجهة ضد احد ولاهي تعني انكار الحزبين الكردستانيين لعلاقاتهما التأريخية مع الاحزاب الشيعية بل بالعكس نحن نعتقد انها خطوة لتوحيد صفوف جميع الاحزاب العراقية الشيعية والسنية والكردية وغيرهاquot; .

وعن علاقته برئيس الوزراء نوري المالكي اشار طالباني الى انه يثق به ويعتبره رجلا مناسبا لرئاسة الحكومة في هذه المرحلة وقال quot;اذا كان لدي من الملاحظات والاقتراحات والافكار أود بحثها بطرق ودية مع اخي وصديقي الاستاذ نوري المالكي قبل ان أعلنهاquot;.وارجع الرئيس طالباني عدم تنفيذ المادة 140 من الدستور والمتعلقة بتطبيع الاوضاع في كركوك الى اسباب موضوعية عديدة موضحا ان المالكي يساند تنفيذ المادة التي تم تمديد تطبيقها ستة اشهر اخرى حتى منتصف العام المقبل لانقاضاء المحددة لذلك مع نهاية العام الحالي .

وعلى الصعيد نفسه قالت وزارة الخارجية العراقية ان وفدا عراقيا رفيعا سيفادر الى ايران قريبا لبحث ترسيم الحدود بين البلدين مؤكدة أن الوفد سيبحث قضايا فنية وليست وجهات نظر سياسية.وقال وكيل الوزارة محمد الحاج حمود ان الوفد سيبحث موضوع الحدود وترسميها وهي قضايا فنية بحتة لاعلاقة لها بالقضايا السياسيةquot; دون أن يعطي موعدا محددا لمغادرة الوفد.وأكد quot;وجود رغبة طيبة متبادلة عراقية ايرانية من أجل اعادة ترسيم الحدود بشكل يحمي مصالح الطرفين .

واشار الى اهمية التريث حيال التعليق على موضوع اتفاقية الجزائر 1975 منوها بأن ثمة تفاعلات ومعالجات فيما يتعلق بها من دون أن يكشف عن تفاصيل تلك المعالجات. وقال quot;ان هناك اتصالات بالجانب الايراني وان ثمة نية طيبة لتجاوز الحدة في التصريحات وان نبقي العلاقات الجيدة بين البلدين وان هذا الموضوع ستتم معالجته بالتأكيدquot; نافيا أن يكون ذلك الأمر قد بحثته الخارجية العراقية مع السفارة الايرانية.

من جهته أكد السفير الايراني حسن كاظمي أن اتفاقية الجزائر quot;لا تتغير ولكن تنفيذها بحاجة الى نقاشquot; موضحا quot;أن وفدا عراقيا رسميا ورفيعا سيغادر قريبا الى ايران لتفعيل وتنفيذ الاتفاقية على الواقعquot;.وقال كاظمي quot;ان نظام صدام انتهى والآن في العراق حكومة هي نتاج نظام ديمقراطي وتريد وتحرص على ايجاد العلاقات الطيبة مع بلدان الجوار العراقي وقريبا سيتوجه الوفد العراقي لتفعيل الاتفاقية مع ايران فيما يتعلق بشط العرب وقضايا أخرىquot;.

وكان الجدل حول اتفاقية الجزائر قد تجدد يوم الاثنين الماضي بعد 32 عاما على توقيعها اثر اعلان طالباني في مؤتمر صحفي بمنتجع صلاح الدين الشمالي رفضه الاعتراف بالاتفاقية لكنه تراجع عن ذلك بعد 24 ساعة من ذلك اثر اتهامات ايرانية بدور اميركي في تصريحاته مؤكدا انه لم يقصد بتعليقه العابر والارتجالي الغاء الاتفاقية .

واضاف طالباني في بيان انه عندما عقد الرئيس السابق صدام حسين حينما كان نائبا للرئيس وشاه ايران محمد رضا بهلوي الاتفاقية فقد عارضتها المعارضة العراقية السابقة بجميع فصائلها القومية والاسلامية والديمقراطية باعتبارها حبل نجاة للدكتاتورية الصدامية التي كانت تترنح تحت ضربات الثورة الكردية لذلك اعتبرتها ملغية وغير شرعية.

وشدد على ان الاتفاقية قائمة غير ملغية وفق القوانين والاعراف الدولية ولكن هناك ملاحظات حول بعض البنود ولكنها خاضعة للحوار والاتفاق المشترك بين الجانبين الصديقين الايراني والعراقي. واضاف ان الاتفاقية قائمة وليست ملغية بل نافذة ولايجوز لطرف واحد ان يلغي أو ينسف هذه الاتفاقية. لذلك فهذه حقيقة يعرفها فخامة الرئيس ولم يقصد بتعليقه العابر والارتجالي الغاء الاتفاقية القائمة .

وجاء هذا بعد ساعات من تصريحات لوزير الخارجية الايراني منوشهر متكي اكد فيها تمسك بلاده بالاتفاقية محذرا الاميركيين من quot;الدخول في هذه اللعبة من جديدquot;. وقال ردا على سؤال عن موقف ايران من تصريحات طالباني ان quot;الاتفاقيات والمعاهدات بين الدول لا تتعلق بحكم يحل مكان حكم آخرquot;. واضاف quot;لا يمكن لتغير النظم السياسية ان يخل بالمعاهداتquot;. وقال quot;ننبه الاميركيين الا يبدأوا لعبة جديدة وان يتعلموا الدرس من الفشل الذي منيوا به في الاعيبهم السابقةquot;، موضحا ان طهران لمست لدى طالباني quot;خلال زياراته لايران وخلال مناقشتنا لهذه القضية موقفا آخر غير هذاquot;.

واضاف الوزير الايراني ان quot;الاميركيين قبل 32 سنة دخلوا هذه اللعبة ونحن نحذرهم بعدم دخول اللعبة من جديدquot;. واكد ان quot;اتفاقية الجزائر وثيقة رسمية مسجلة لدى الامم المتحدة وتتمتع بالقوة القانونية اللازمة ولا مجال للاخلال بهاquot;.

مهاجمة قواعد لتنظيم القاعدة وقتل واعتقال 19 من مسلحيها

قتلت قوات التحالف في العراق خمسة ارهابيين واعتقلت 14 اخرين اليوم الجمعة خلال عمليات استهدفت القاعدة في وسط وشمال العراق .وقالت القوات في بيان ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; انها استهدفت خلال عملية نفذت شمال المقدادية بمحافظة ديالى شمال شرق بغداد عناصر في شبكة تابعة للقاعدة في العراق تعمل شمال شرق منطقة حوض نهر ديالى . وقالت ان التقارير الاستخبارية اشارت الى ان هؤلاء الافراد مرتبطين مع مجموعة ارهابيين متورطين بالعديد من الاشتباكات مع قوات التحالف خلال عمليات نفذت مؤخرا في المنطقة .

وعند وصول القوات البرية الى المنطقة المستهدفة تم الطلب من الساكنين باخلاء مبنى استهدفته فخرج اربعة رجال مسلحين وحاولوا المناورة في بستان للنخيل مما دفع الى أستدعاء طائرات الاسناد لغرض الاشتباك مع المسلحين حيث تم قتل اربعة ارهابيين . وعثرت قوات التحالف بعد تطهيرها للمنطقة بحوزة كل من المسلحين على رشاشة ودروع واقية عسكرية والعديد من القنابل اليدوية . وقد تم تدمير بناية واحدة وجميع الاسلحة بمافيها عدد اخر وجد في احد المباني المستهدفة بسلام في الموقع لمنع استخدامها من قبل الأرهابيين . تم اعتقال ستة ارهابيين مشتبه بهم خلال العملية .

كما استهدفت قوات التحالف بالقرب من سلمان باك جنوب شرق بغداد قائدا لخلية تابعة للقاعدة في العراق متورط في تهريب السلاح وهجمات ضد قوات التحالف والقوات العراقية في منطقة عرب جبور . وبينما قامت القوات البرية بتطهير المنطقة لاحظت هروب شخص من المبنى المستهدف الى منطقة تحوي قصب في محاولة لتجنب القاء القبض عليه . فلاحقت القوات الرجل الى منطقة مستهدفة اخرى وبينما دخلت الى المبنى قام المشتبه به بحركة مفاجئة بأتجاه شيئ ما .فقامت القوات بالاشتباك معه وقتله . واعتقلت قوات التحالف خلال عملية مشتركة بالقرب من سامراء وبغداد سبعة ارهابيين خلال استهداف قادة للقاعدة تورطين في تسهيل دخول ارهابيين اجانب وهجمات ضد قوات التحالف .

وقال المتحدث بأسم القوات المتعددة الجنسيات في العراق الرائد ونفيلد دانيلسن quot;هذه العمليات هي امثلة على نجاحاتنا المستمرة ضد القاعدة .. ان القوات العراقية وقوات التحالف تمزق عملياتهم وتدمر قدراتهم البشرية ولكنهم مازالوا يشكلون تهديداً على العراقيين الابرياءquot; .

وفي وقت سابق اليوم اعلن في بغداد عن اعتقال وزير دفاع دولة العراق الاسلامية خلال عملية عسكرية بجنوب بغداد .وقال الناطق باسم خطة أمن بغداد إن قوات الأمن العراقية اعتقلت قياديا كبيرا يشغل منصب وزير الدفاع في quot;دولة العراق الإسلاميةquot; التابعة لتنظيم القاعدة وذلك خلال عملية عسكرية في منطقة المحمودية جنوب العاصمة أصيب خلالها بجروح طفيفة.

واضاف العميد قاسم عطا الموسوي أن قوات الأمن العراقية quot; تمكنت من القبض على وزير الدفاع في دولة العراق الإسلامية أحمد تركي عباس في منطقة quot;السيد عبد اللهquot; في المحمودية جنوب بغدادquot; . وقال عطا أن اعتقال عباس جاء quot;خلال عملية عسكرية نفذت بعد معلومات استخبارية حصلت عليها قوات الأمن العراقية مضيفا بأنه quot;جرت اشتباكات خلال العملية التي وقعت بالقرب من بلدة المحمودية (30 كم جنوب بغداد)quot; . واشار الى ان تركي عباس أصيب بجروح طفيفة خلال الإشتباكات وهو حاليا محتجز لدى القوات العراقية.

وقد تراجعت حدة العنف في العراق خلال الاشهر الماضية بعد تحول عشائر سنية وانضمامها الى مجالس الصحوات المسلحة ضد متشددين اسلاميين من القاعدة وجماعات مرتبطة بها.